الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مصر - الكويت».. سحابة ستنقشع قريبًا!!


ما يحدث بين مصر والكويت مؤخرًا وما تشهده من أحداث، يعكس بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك من "ينخرب" لإفساد العلاقات بين البلدين، والتي شهدت تجاذبًا ورحابة بين الشعبين على مدار العقود الطويلة.

العلاقة بين مصر والكويت، علاقة الأشقاء، ومصر هي الشقيقة الكبرى التي دأبت على الوقوف بجانب شقيقتها، الكويت، في كل الصعاب والمحن، لنصرتها ولإنصافها من أي معتدي، يريد أن يجور عليها.. وأعتقد أن المشهد أثناء غزو العراق على الكويت، كان جليًا وواضحًا، أن مصر لم ترضَ بإخضاع الكويت لجارتها أو ذلها وهوانها، فوقفت إلى جانبها، وأرسلت إليها جنودها ليحاربوا من أجل استقرارها وتحريرها من براثن الغزو العراقي الآثم ومن أجل حرية شعبها.. ويشهد التاريخ على تلك الأحداث ولن تنمحي من أي من ذاكرة الشعبين.

يا سادة ما يحدث الآن، من تأجيج لمشاعر الشعبين، وهو الأهم حاليًا في تلك الأحداث، هو واضح جيدًا لأي "بني آدم" يعي ويفهم كيف تُدار السياسة، ولا يحتاج لمترجم، أو حتى محلل للمشهد.. فمن الواضح، أن هناك من يسعى جاهدًا، سواء في مصر أو في الكويت، لتأجيج هذا الصراع وتصاعد وتيرة الاستفزاز بين البلدين.

أعلم أن الموقف الأخير لدولة الكويت، وهو منع الطيران المصري من النزول إلى مطار الكويت، أشعل فتيل الأزمة، لأن هناك بعض التصرفات السابقة، التي أدت إلى ذلك.

وفي تغريدة على «تويتر»، أنه بناء على تعليمات السلطات الصحية ونظرًا للوضع والتداعيات المترتبة على انتشار فيروس كورونا المستجد بشأن الدول عالية الخطورة  تحظر الطيران التجاري القادم من 31 دولة من بينها مصر.. وبالمثل، قررت شركة مصر للطيران تعليق رحلاتها إلى الكويت، السبت، نتيجة تعليق الحكومة الكويتية الطيران التجاري القادم من أراضيها والمتجه إليها إلى جانب 30 دولة أخرى، في حين طالب النائب المصري مصطفى بكري بتدخل وزارة الخارجية في بلاده لإثناء الحكومة الكويتية عن هذا القرار.

وكانت الإدارة العامة للطيران المدني في الكويت، قد أصدرت قرارًا يقضي بحظر الطيران التجاري مع 31 دولة من ضمنها مصر، في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).

أعتقد أن مواقع التواصل الإجتماعي، هنا أو هناك، دأبت منذ عدة أشهر على رصد المواقف وبالطبع تأجيج مشاعر المواطنين، من وقت واقعة الفتاة التي تجرأت بالقول على مصر وشعبها وكذلك المواطن الذي استفز مشاعر المصريين وغيرهم، في جميع أنحاء العالم بارتكاب هذه الإهانة التي وجهها لموظف مصري يعمل في السوبر ماركت.. لكن شهامة صاحب العمل "الكويتي" الجنسية، هي من هدأت من المشهد، بالإضافة إلى رفع الأخير قضية ضد المواطن الكويتي، الذي ارتكب هذه الحماقة.. كما لا يمكن أن نغفل عن تصرف الحكومة، تجاه هذه المواطنة "المتطاولة" على مصر، والتي أخضعها للمحاكمة.. فهذا الموقف لا ينم سوى عن شخصية حكيمة تحكم التصرف، وتعرف كيفية الحفاظ على علاقات الأخوة.

من قلبي: أطالب مواطني البلدين مصر والكويت، والمصري، على وجه الخصوص، ألا ينساقوا وراء دعوات الإشعال وتأجيج الصراع على مواقع التواصل، وبدلًا من ذلك يستمعوا لصوت العقل، وليترووا وليثقوا في أن العدل سيطبق على الجميع في حال اندلاع أي خطأ من الجانبين.

من كل قلبي: أدعو عقلاء الدولتين وحكمائها للتدخل، وأعرف أن شيوخ وعقلاء الكويت يعشقون مصر وترابها وأهلها ولا يرضون بأي تطاول أو سوء تصرف، فلهم في مصر، بيوت وأملاك، تمامًا كما للمصريين.. الأشقاء يتعاركون ويتصالحون ويتصافون.. وأعلم أن هذه الأزمة ما هي إلا سحابة سوداء، سرعان ما ستنقشع وتعود الحياة لمجاريها بين الأشقاء.. وأبدًا لن نترك أي مجال أو ثغرة لكارهي العلاقة بين البلدين من التسلل إليها. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط