الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: نصيب الإنسان من الدنيا عُمرُه.. فيديو

خطيب المسجد النبوي:
خطيب المسجد النبوي: نصيب الإنسان من الدنيا عُمرُه

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن نصيب الإنسان من الدنيا عُمرُه، فإن أحسن اغتنامه فيما ينفعه في دار القرار فقد ربحت تجارته.

 اقرأ يضًا..

وأوضح «القاسم» خلال  خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أنه إذا أساء اغتنامه وأكثر المعاصي والسيئات بارت بضاعته وخسر النيا والآخرة، منوهًا بأن تعاقب الشهور والأعوام على العباد من نعم الله الغِزار، إذ قال الله سبحانه وتعالى «وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ».

ونبه إلى أن هناك نعمتين إن لم يغتنمها المرء فهو خاسر وسيندم عليها، قال النبي صلى الله عليه وسلم :«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» رواه البخاري ، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أقسم في آيات عديدة من كتابه بأجزاء من الوقت بالليل والنهار والفجر والصبح والعصر والضحى.

وأضاف أن الليالي والأيام خزائن للأعمال، ومراحل للأعمار، تبلي الجديد، وتقرب البعيد، أيامٌ تمرّ، وأيام تمضي، وأجيال تتعاقب على درب الآخرة، فهذا مقبل وذاك مبدر، وهذا صحيح وآخر سقيم، والكل إلى الله يسير، فقال –صلى الله عليه وسلم- : «كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها، أو موبقها» رواه مسلم.

وأشار إلى أن العام يرحل بما أودع العباد فيه من أفعال، وستعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة، لقول الله عزّ وجل : «يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ»، فانظر في صحائف أيامك التي خلت، ماذا ادخرت فيها لآخرتك، واخلُ بنفسك، وحاسبها حساب الأمين، فمضي الليل والنهار يباعدان من الدنيا، ويقربان من الآخرة، فطوبى لعبد انتفع بعمره، ووقف مع نفسه وقفة حساب وعتاب، يصحّح مسيرتها، ويتدارك زلّتها، يتصفّح في ليله ماصدر من أفعال نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه، وإن كان مذمومًا تاب منه، لأنه مسافرٌ سفر لا يعود.

وأوصى بمحاسبة النفس والاطلاع على عيوبها ونقائصها ومثالبها لأن ذلك يلجمها عن الغيّ، وإلى معرفة العبد نفسه وأن مآله، إلى القبر يورثه تذللًا وعبودية لله، فلا يعجب بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبًا مهما صغر، قائلًا : فإذا جالست الناس فكن واعظًا لقلبك، فالخلق يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك، ومن صحّ باطنه بالمراقبة والإخلاص، زيّن الله ظاهره بالصلاح والفلاح.

وأفاد بأن التعرّف على حق الله وعظيم فضله ومنّه، وتذكّر كثرة نعمه وآلائه يدعو إلى الله، ويدرك المرء معه تقصيره على شكر النعم، وأنه لانجاة إلا بالرجوع إليه، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، مبينًا أنه ما ابتعد من ابتعد عن الله إلا بغفلته ونسيانه عن محاسبة الله له، قال سبحانه: «إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا» مبينًا أن من يقع في السيئات ويتّكل على عفو الله ورحمته فقد خادع نفسه فالكريم لا يقابل بالأعمال السيئة، قال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ».

وشدد على أهمية معاهدة النفس على المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد جماعة مع المسلمين، والتزوّد من العلم النافع، والسعي في نشره وتعليمه، وحفظ اللسان عن المحرمات من الكذب والغيبة والبذاءة والفحش، والتحلّي بالورع في المطعم والمشرب، واجتناب ما لا يحلّ، والحرص على برّ الوالدين، وصلة الأرحام وبذل المعروف للقريب والبعيد، تطهير القلب من الحسد والعداوة والبغضاء، والحذر من الوقيعة في أعراض المسلمين، والاجتهاد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء حقوق الأولاد والزوجة، وغضّ البصر عن النظر إلى المحرمات، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».