قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حال المؤمن .. علي جمعة: يجب الإيمان بهؤلاء الرسل تفصيلًا

الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
0|يارا زكريا

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان، وهو أن يؤمن المسلم أن الله لم يترك الخلق هملًا، بل اعتنى بأمره وأوحى إلى واحد أو أكثر في كل زمان من الأزمان، وأن سيدنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء ولا نبي بعده، وهذا إجمالًا.


وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع «فسيبوك» أنه من جهة التفصيل فيؤمن المسلم بالرسل المذكورين في القرآن الكريم، وعددهم خمسة وعشرون، ومنهم ثمانية عشر ذكرهم الله في سورة الأنعام.


واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بقوله –تعالى-: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ - وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى المُحْسِنِينَ - وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ - وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًا فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ} [الأنعام:86].


وأوضح المفتي السابق أن السبعة الباقين هم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- , وآدم - عليه السلام - , وهود - عليه السلام - , وصالح - عليه السلام - , وذو الكفل - عليه السلام - , وشعيب - عليه السلام - , وإدريس - عليه السلام - , وقد جمعهم قول الشاعر: في تلك حُجًتُنا منهم ثمانيةُ ... من بعد عشْرٍ ويبقى سبعة وهُمُو،، إدريس هود شعيب صالح ... وكذا ذو الكفلِ آدمُ بالمختارِ قَدْ خُتِمُوا.




وتابع أن الله قد ذكرهم في كتابه، فقال – تعالى-: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب:40]، وجاء ذكر آدم - عليه السلام -, في مواضع كثيرة, وأن ربنا أوحى إليه, فقال –تعالى-: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ - قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ - قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة:31 - 33].


واستدل بقوله – تعالى-: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:37]، لافتًا: «أما ذو الكفل - عليه السلام - فقد ذكر في موضعين في القرآن, فقال – تعالى-: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء:85] , وقال تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأَخْيَارِ} [ص:48] , وذكر إدريس - عليه السلام - في أكثر من موضع في القرآن، منها قوله -تعالى-: {وَاذْكُرْ فِى الكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًا - وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًا} [مريم:57] , ولهود - عليه السلام - سورة في القرآن باسمه.


ونبه أن الله –تعالى- ذكره في كتابه في أكثر من موضع منها قوله –تعالى-: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [الأعراف:65]، وجاء ذكر صالح - عليه السلام - في القرآن في أكثر من موضع منها: قوله- تعالى-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} [النمل:45].




وأكمل أن الله ذكر شعيبًا في أكثر من آية منها قوله –تعالى-: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّى أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} [هود:84].


ونوه الى أن هؤلاء هم من جاء ذكرهم في القرآن الكريم، وينبغي على المسلم أن يؤمن بهم تفصيلًا، بمعنى أنه لا يكذب بنبوة واحد منهم، ولكن يجب على المؤمنين أن يعتقد أن الله أرسل أنبياء غير هؤلاء الأنبياء, وأن عدد الأنبياء الحقيقي أكبر من هذا العدد, فقال- تعالى-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ المُبْطِلُونَ} [غافر:78].


وأشار إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: (إني خاتم ألف نبي أو أكثر, ما بعث نبي يتبع إلا قد حذر أمته الدجال) , وكذلك عن أبي ذر - رضي الله عنه - سأل النبي – صلى الله عليه وسلم- , فقال له: يا رسول الله, كم النبيون؟ قال: (مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي) ,قلت: كم المرسلون؟ قلا (ثلاثمائة وثالثة عشر).


وأبان: كما هو حال المؤمن في الإيمان بالكتب، ينبغي أن يكون حاله في الإيمان بالرسل من حيث الاتباع، فقال يجوز لأحد من المسلمين أن يترك اتباع نبيه – عليه الصلاة والسلام- ويتبع غيره من الأنبياء، وإنما بكون إيمانه بالأنبياء أن يؤمن بأن الله بعثهم لأممهم وأمرهم بطاعتهم.


واختتم أنه لا يجوز أن نتبعهم لنفس الأمرين المذكورين في الكتب، وهما: الأول: أننا لا نطمئن لما نقل عنهم في كتب الآخرين لما دخل عليها من تحريف، والثاني: حتى إن كان ما نقل عنهم غير محرف لا يجوز لنا اتباعهم؛ لأن اتباعهم نسخه الله ببعثة النبي الخاتم –صلى الله عليه وسلم-، وقد قال – عليه الصلاة والسلام-: (لقد جئتكم بها بيضاء نقية, ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي)، وما ذكر هو مجمل عقيدة المسلم في رسل الله - عليه السلام-.