الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلى أين تصل سفينة لبنان.. و«القبطان» حزب الله؟


الوضع في لبنان للأسف لا ينبئ بخير. فكل الطرق تؤدي إلى كارثة سبقها الإفلاس. والسبب حزب الله وحكومة حزب الله التي قدمت استقالتها برئاسة حسان دياب، على وقع انفجار لبنان المرعب الذي دمر نصف نصف العاصمة بيروت أوائل الشهر الجاري.

تمسك حزب الله بحصة فاعلة في الحكومة اللبنانية، والسيطرة على الحقائب الوزارية دفع بلبنان للحائط. لا يريد صندوق النقد الدولي ولا يريد البنك الدولي إعطاء دولار واحد للبنان طالما حزب الله في السلطة. لأنه حتما سيدفع بهذه الأموال إلى خزائنه الخاوية قليلا بعد العقوبات الأمريكية ثم يدفع بجزء منها إلى  أنشطته المشبوهة.

قصة حزب الله في لبنان، تشبه فتاة جميلة، فائقة الصبا والجمال وقعت في قبضة جزار. لم يقم فقط بالزواج منها ولكنها تزوجها قهرا وذبحها غلًا. وكان قادر على الزواج منها بقوة السلاح والميليشيا وكان قادرا على ذبحها بحكم تمرسه في مهنته!

حال لبنان قبل ظهور حزب الله في بداية ثمانينيات القرن الماضي لم يكن هكذا. وكان لبنان يسمى عروس الشرق وسويسرا الشرق. لكن بظهور هذه الميليشيا تبدلت أحوالها. فقد تكاثر عدد الأعضاء في الميليشيا ويقال إن عناصر حزب الله ما بين 20-25 ألف عنصر – جيش موازي-  كما أن دعم إيران لهذه الميليشيا بالتحديد ومدها بجنرالات إيرانيين لتدريب أعضائها على حمل السلاح والحرب به. سواء أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي اجتاحت لبنان في الفترة من 1975 الى 1990 او الضلالات التي تم سوقها من جانب البعض. وقيل في لبنان وخارجه إن حزب الله الإيراني على الدوام وزعيمه حسن نصر الله، لم ينكر هذا أبدا ولم يدع غير هذا أبدا أن هذه الميليشيا الإيرانية تحارب لاستقلال لبنان وتحريرها من إسرائيل!

وبالطبع كان هذا هراء، وفي النهاية دخلت إسرائيل لبنان وخرجت منه ولم تعد موجودة سوى في منطقة مزارع شبعا بمزاجها ووفق حساباتها وهذه قصة طويلة يمكن تتبعها.

 ثاينا إن ميليشيا حزب الله الإيرانية ومنذ قرابة 15 عاما لم تطلق صاروخا واحدا على اسرائيل في شبعا، إذا كانت حقا حركة مقاومة لبنانية. فقضية التحرير والاستقلال عن إسرائيل هذا وهم كبير.

كما أن هذه الميليشيا التي تغذيها إيران بنحو 800-1000 مليون دولار سنويا. لتحقيق أجندة طهران في التمدد وتصدير الثورة الإيرانية تحولت على مدى وجودها في لبنان إلى ميليشيا ضد لبنان.

وزادت الكارثة عندما تهاونت كافة الحكومات اللبنانية على مدى أربعة عقود في أمر الميليشيا. ولم يتحرك أحد لاستئصال هذا الورم الإيراني من جسد لبنان. زادت الكارثة عندما قررنصر الله ألا تقتصر قوته عبر الميليشيا العسكرية على فرض رأيه. ولكن بأخذ حصة في حكومة لبنان، حصة مسيطرة، على خلاف تفاهم الطائف وعلى خلاف تفاهم المكونات اللبنانية للحفاظ على تماسك الدولة.

 واليوم وبعدما كان مجىء حكومة حسان دياب قبل أكثر من 10 شهور وقبل تقديم استقالتها هى السبب وراء نكبة لبنان وفي عهدها أعلن لبنان إفلاسه. فاليوم تطرح فرنسا وتطرح واشنطن إمكانية تشكيل "حكومة محايدة" في لبنان لكن حزب الله يعارض. ويقول حسن نصر الله إن لبنان ليس فيه حكومة محايدة يعني يريد باختصار تشكل الحكومة الجديدة او أخذ حصة معتبرة فيها.

 وإذا كان وجود حزب الله من قبل ساهم في إفلاس لبنان، ووفق وزير الخارجية الفرنسي "لودريان" فالبلد يقف على حافة الهاوية. فلماذا يدفع نصر الله برجاله وبشروطه للحكومة الجديدة رغم فشل حكومته السابقة؟

الإجابة إنه يريد حربا أهلية
 نعم حزب الله يريد حربا أهلية في لبنان. ووفق حساباته فستكون هى المنقذ من كل مشاكله. ستختفي كارثة إفلاس لبنان تحت نار الحرب. وستختفي مطالب اللبنانيين بنزع سلاح حزب الله أو طرده خارج لبنان وتفكيك ميليشياته. ثم إن الفوضى التي يرتب لها سترفع الغطاء على لبنان ويصبح الأمر سداح مداح لتهريب السلاح والأموال ودخول لبنان والخروج منه بأريحية شديدة.

وأبرز مثال مخيف، علقت عليه الأمم المتحدة هى الاشتباكات في "خلدة" التابعة لمحافظة جبل لبنان. وهى التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة بين عناصر من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري وعناصر من حزب الله. وإذا تفاقمت هذه الأحداث أو تجددت مرة ثانية خلال الفترة القادمة فإنه ستكون بلا شك مقدمة لحرب أهلية في لبنان.

حرب خطط لها حسن نصر الله وينتظرها.

 اللبنانيون قبل أي أحد آخر يقولون ان نصر الله غير المعادلة وأصبحت الميليشيا بعد انفجار بيروت، وبعد حكم المحكمة الدولية بأن سليم عياش المتهم الرئيسي في قضية اغيتال رفيق الحريري ينتمي إلى حزب الله. فقد تحول سلاح الميليشيا إلى صدور اللبنانيين وإلى لبنان قبل أي أحد آخر.

حزب الله سبب الكارثة في بيروت، ولا تستقيم دولة في وجود دويلة مسلحة داخلها تحكمها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط