الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة الروح إلى حدائق المنتزه مع بدء أعمال التطوير.. شاهد

حدائق المنتزة
حدائق المنتزة

"أنا نفسي خلال سنة تكونوا خلصتوا المشروع.. علشان نقول للناس في الإسكندرية إننا عملنالكم متنفس رائع لكل الناس"، كانت هذه تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جولة ميدانية في منطقة المنتزه التاريخية بالإسكندرية؛ حيث شهد أعمال التمهيد والتجهيز للمرحلة الأولى من مراحل التطوير والتجهيز المخططة لحدائق المنتزة، والتي تستهدف إعادتها لسابق عهدها كمتنزه سياحي وعالمي وتاريخي.


وتمتد حدائق المنتزه على مساحة 370 فدان؛ إذ يحتاج الزائر لاكتشاف معالمها السير على الأقدام لساعات وساعات، وتعد أكبر حدائق عروس البحر المتوسط، وأجمل المقاصد التاريخية والسياحية في المدينة الساحلية، وتستقبل آلاف الزائرين يوميًا، خاصة في الأعياد والمناسبات، وتتميز بوجود غابة كثيفة من الأشجار والنخيل، وأحواض زهور نادرة.


إعادة فتح المنتزه بعد جائحة كورونا
وبعد أكثر من خمسة أشهر من قرار إغلاقها بسبب جائحة كورونا، عادت الحياة إلى حدائق المنتزه اليوم بعدما فتحت أبوابها لاستقبال الجمهور من جديد، وسط إقبال متوسط في اليوم الأول من رودها الذين حرصوا على قضاء يوم جميل داخل الحدائق للاستمتاع بها بعد فترة غياب طويلة، وذلك وسط إجراءات احترازية مشددة تحسبًا لانتشار فيروس كورونا المستجد، وبسعة استيعابية 50% فقط من الزائرين، مع استمرار أعمال التطوير الجارية بالحديقة.


وأعلنت إدارة حدائق المنتزه عن اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية، ومنها الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، والمحافظة على المسطحات الخضراء، وعدم السماح بدخول المواطنين إلا بارتداء الكمامة.


وأكد رئيس مجلس إدارة شركة المنتزه للاستثمار السياحي بالإسكندرية، اللواء بهاء طاحون، أن استئناف دخول المواطنين إلى حدائق المنتزه لن يعطل أعمال التطوير، لافتًا إلى أنه سيتم تحديد مسارات خاصة لهذا الغرض.


اقرأ أيضًا:


تاريخ قصر المنتزه
وتبدأ قصة المنتزه، عندما أعجب الخديوي عباس حلمي الثاني بالمنطقة حين كان يتنزه على شاطئها رفقة فرقة موسيقية كانت تعزف وقتها، وأسرته بجمالها، وعلى الفور قرر بناء قصر وحدائق للاصطياف والتنزه، وأشرف بنفسه على تنظيم حدائق القصر وكان يهتم بها شخصيًا وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحدًا هو "قصر المنتزه".


وفي عام 1892، أصدر حلمي قرارا بإنشاء قصر السلاملك، وهي كلمة تركية تعنى مكان الرجال، على خليج المنتزه الصغير أعلى تل ارتفاعه ١٧ مترا، كان يستخدم كموقع عسكري، وهذا ما يفسر وجود مدافع حربية في حديقة القصر من الناحية المواجهة للبحر، وصمم مهندس القصور الخديوية آنذاك ديمتري فابرشيوس باشا، اليوناني الأصل، قصر المنتزه، مستوحيًا التصميم من الطراز النمساوي السائد في القرن التاسع عشر، إرضاءً لرغبة الخديوي وصديقته الكونتيسة ماري تورك فون زندو، والتي أصبحت فيما بعد زوجته وعرفت باسم جلفيدان هانم.


يضم قصر السلاملك أربعة عشر جناحًا، لعل أهمها الجناح الملكي، الذي يطل مباشرة على حدائق المنتزة، والحجرة البلورية، والمخصصة للملكة، وأطلق عليها هذا الاسم لأن كل ما تحتويه مصنوع من البلور والكريستال الأزرق النقي.


وبعد عقود، قرر الملك فاروق عهد إنشاء مكتب الملك بقصر السلاملك، وإضافة سينما خارجية وإنشاء كوبري يربط جزيرة الشاي بالقصور الملكية، وبناء عدد من المباني الخدمية الملحقة بالموقع مثل صهريج المياه وبرج الساعة ومحطة القطار الملكية، ومكاتب الإدارة والركائب الملكية، والتي نفذها المهندس المعماري المصري البارز مصطفى باشا فهمي.


قصر الحرملك، وهي كلمة تركية تعني النساء، أُنشئ في عهد الملك فؤاد الأول ويتكون من ثلاث طوابق، ويوجد به غرفة ولي العهد، والتي صنعت أرضيتها من الفلين المضغوط، حتى تمنع أصوات أقدام الداخل لعدم إزعاج الطفل النائم، وقد تم تجديد الحرملك في عصر الملك فاروق، الذي أمر بحفر سرداب يربط بين القصر والبحر لكي يتم استخدامه في حالة حدوث أي حصار أو هجوم.


وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، انتقلت ملكية القصور والحدائق إلى الدولة، وفُتحت أبوابها للمواطنين للاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ والاستجمام على شواطئها. وقد شهد القصر انعقاد القمة العربية الثانية بمصر والتي عُقدت في الإسكندرية من 5 إلى 11 سبتمبر 1964.


وتطل حدائق المنتزه على خمسة شواطئ هي عايدة وكليوباترا وفينيسيا وسمير اميس إضافة الى شاطئ خاص بفندق هلنان فلسطين، ويوجد بها مطاعم، ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات، ومؤخرًا تم افتتاح نادي جرين لاند، وهو عبارة عن نادٍ اجتماعي ورياضي داخل حدائق المنتزه.

 
تطوير المنتزه
في 2019، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة.


وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا رقم ١٥٧ لسنة ٢٠١٩ بتشكيل لجنة لتطوير منطقة قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية برئاسة المهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والإستراتيجية، واللواء بهاء طاحون، رئيس شركة المنتزه للسياحة والاستثمار، وطارق الجندي، المدير التنفيذي لشركة جريد، واللواء أمير سيد، مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.


وفي تصريحات صحفية، قال مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية والساحل الشمالي محمد متولي، إن مشروع تطوير حدائق المنتزه من المشروعات الهامة التي ستجعل منها مقصدا سياحيا عالميا.


ويتضمن مشروع تطوير المنتزه إنشاء مارينا يخوت عالمي، وإنشاء جزيرة شاي، وإنشاء عين إسكندرية بارتفاع ٦٥ مترا، وتطوير منتجع بالما الذي يضم ٢٢٥ غرفة فندقية، و١٦ جناحا، و٦ ڤيلات، ومركز معارض واحتفالات.


كما يتضمن تطوير الحدائق الملكية، وتطوير المباني الأثرية، ومتحف يخت "فخر البحار" الخاص بالملك فاروق، وتطوير فندق فلسطين وزيادة عدد الغرف، وتطوير فندق قصر السلاملك وزيادة عدد الغرف، وإنشاء الحديقة الاستوائية، وإنشاء حديقة معلقة، وتطوير الصوبة الملكية، وتطوير وإنشاء 650 كابينة على شواطئ عايدة ونفرتيتي ونفرتاري.


وتشمل الخطة ربط المنطقة بحريًا مع باقي الموانئ الرئيسية بحوض البحر المتوسط من خلال إقامة مرسى عالمي للسفن وتعزيز بنيتها التحتية وزيادة الرقعة الخضراء بها وإنشاء كورنيش مفتوح وتنظيم برنامج سنوي للفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية بها.


وتستهدف خطة التطوير إعادة صياغة منطقة المنتزه لتضاهي كبرى المتنزهات العالمية وتصبح قبلة جديدة للسياحة الوافدة بالبحر المتوسط وأيضًا لمختلف شرائح المجتمع المصري، وذلك وفقًا لرؤية معمارية وجمالية متناغمة تتفق مع الطابع المميز للمنطقة، بما يمزج ما بين الحفاظ على عراقتها التاريخية وتطويرها.