الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع أجنحة الوفاق.. أين تقف تركيا من أزمة السراج وباشاغا؟

أسئلة حول الدور التركي
أسئلة حول الدور التركي في صراع السراج وباشاغا

يثير الصراع السياسي داخل أجنحة حكومة الوفاق في ليبيا، خاصة بعد قرار تعليق عمل وزير الداخلية فتحي باشاغا ثم إعادته لممارسة مهامه، أسئلة حول الدور التركي في هذا النزاع.

يشير تقرير حديث نشره موقع "المونيور" إلى أن الخلاف بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا، غير مرحب به بالنسبة لتركيا.

اقرأ أيضا:

وبينما يرى البعض أن تركيا دعمت جناح باشاغا، يعتقد آخرون أنه من غير المرجح أن تقوض أنقرة الحكومة التي وقعت معها اتفاقات غير مشروعة في نوفمبر من العام الماضي.

الظروف المحيطة بتعليق عمل باشاغا والتعديلات الأخرى في حكومة الوفاق، تثير تكهنات بأن السراج نفذ "انقلابا" استباقيا ضد مؤامرة يخطط لها وزير داخليته، وفقا للموقع.

يسلط الموقع الضوء على الدور التركي المتزايد في صراع حلفائها في ليبيا. فمع إعلان وقف إطلاق النار، الشهر الماضي، بمبادرة من البرلمان الليبي والسراج، لم يروق الأمر لتركيا، التي كانت مصرة على تخلي الجيش الوطني الليبي عن سيطرته على محور سرت-الجفرة.

ويوضح التقرير أنه بدلا من ذلك، اقترح الاتفاق إنشاء قوة مشتركة للدفاع عن المنطقة، مع طرد جميع الميليشيات الأجنبية حلها، وهي نقطة تشكل مصدر قلق مباشر لأنقرة التي جلبت آلاف المرتزقة إلى ليبيا وتسعى إلى إقامة قواعد عسكرية دائمة في هذا البلد.

ورغم أن الاعتقاد السائد هو أن السراج لن يتصرف بشكل أحادي بعيدا عن تركيا، التي تدعمه عسكريا وسياسيا، يشير التقرير إلى أن وقف إطلاق النار الذي أثار غضب أنقرة يثير تساؤلات حول هذا الأمر.

ويرى كاتب التقرير أن السراج قاوم ضغوطا كبيرة من تركيا لأكثر من عام تقريبا، قبل توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية، لأنه يشعر بأن حكومته تفتقر السلطة لتوقيع اتفاقات دولية، كما أنه كان يخشى الموقف الأوروبي. لكنه رضخ لأنقرة في النهاية.

علاوة على ذلك، قدم السراج كثير من التنازلات لتركيا، لكن المرتزقة السوريين الذين يرسلهم النظام، أصبحوا مصدر إزعاج آخر بين الحليفين.

ويضيف التقرير، أن الخطوة الأخرى التي أثارت غضب أنقرة، هي قبول فايز السراج دعوة الريئس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة باريس.

وما فاقم الأزمة في جبهة الوفاق، هو اندلاع الاحتجاجات في طرابلس، رفضا للأوضاع المعيشية واستيلاء المرتزقة على ثروات الشعب الليبي.

لكن بينما كان باشاغا يراقب خطوات السراج محاولا الاستفادة من الاحتجاجات الشعبية والسفر سرا إلى أنقرة للحصول على دعمها. كان السراج جرئيا بما فيه الكفاية لتعليق عمله، الأمر الذي نظر له كخطوة ضد تركيا.

وبعد أقل من أسبوع، أعاد السراج وزير داخليته للعمل، بعد توسط من تركيا على الأرجح، التي لا ترغب في إحداث تغيير في حكومة الوفاق، لأنه قد يجعل موقفها أكثر هشاشة.

ويشير الخبراء إلى أن السراج لا يزال بحاجة إلى تركيا التي دعمت ميليشياته بقوة، كما أن اتجاه أنقرة لتقويض دور السراج والانحياز لجناح باشاغا قد يشكل مأزق جديد للسياسة التركية في ليبيا، حيث ستخاطر بتأجيج الخلافات بين تنظيم الإخوان والقوات والميليشيات المتنافسة في طرابلس ومصراتة.