الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرية وتسامح.. كيف تعيش الجالية اليهودية في الإمارات؟.. معاهدة السلام تختصر الطريق الطويل بين أبوظبي وتل أبيب.. والبيت الإبراهيمي يجمع شمل المؤمنين بالديانات السماوية

دبي
دبي

أسرة رئيس المجلس اليهودي بالإمارات تعتبر الأخيرة وطنها
مد خطوط الهاتف ورحلات الطيران المباشرة تسهل للجالية اليهودية بالإمارات التواصل مع إسرائيل
اليهود في الإمارات يمارسون طقوس عبادتهم بشكل علني وحر دون إخفاء

في منزل روس كريل بإمارة دبي، يمكن أن تعرف من النظرة الأولى أنه منزل أسرة يهودية، فكل شيء من اللوحات المعلقة على الجدران إلى أدوات الصلاة، إلى التوراة والكتب العبرية الموضوعة في مكان بارز، يكشف بوضوح هوية ساكني المنزل.


تنحدر أسرة كريل، رئيس المجلس اليهودي في الإمارات، من جنوب أفريقيا، وهي تعيش في دبي منذ عام 2013 وتمارس طقوس وشعائر الديانة اليهودية بحرية، ويطلق الابن إسحاق على الإمارات اسم (الوطن)، ويقول "عدنا إلى الوطن" عندما تعود الأسرة من رحلة بالخارج.

وبحسب صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية الصادرة بالإنجليزية، فمع توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، ستتغير أشياء كثيرة في حياة أسرة كريل وحياة ما يقرب من 2000 يهودي يعملون ويعيشون في الإمارات، وخاصة في أبو ظبي ودبي، اللتين تضمان أكبر عدد من أفراد الجالية اليهودية.

وبفضل معاهدة السلام، يمكن لروس الآن الاتصال بإسرائيل مباشرة عن طريق الاتصال بالرمز الدولي 972، ويمكنه أيضًا السفر مباشرة إلى تل أبيب لرؤية بقية أفراد عائلته وأصدقائه بعد أن كان يفعل ذلك عبر رحلات تمر بالأردن أو قبرص أو تركيا يقول إنها متعبة وطويلة.

ومع وصول المزيد من العائلات اليهودية إلى الإمارات، كانت إيلي زوجة روس تقدم لهم طعامًا يهوديًا، وبعد فترة لاحظت أن الطلب على هذه الأطعمة قد تزايد بشكل ملحوظ، ولذا قررت فتح مطعم، وكان هذا هو أول مطعم يهودي في دبي والإمارات العربية المتحدة.

افتُتح المطعم في فبراير من العام الماضي، حيث تقدم إيلي الطعام مع إمكانية التوصيل إلى أماكن الزبائن، وتحضير الطعام وتقديمه للمناسبات اليهودية، أما أكثر الأصناف المطلوبة فهي خبز الحلا وخبز البابكا المصنوع من الشوكولاتة.

وتشرح إيلي أن هذين الصنفين موجودان على كل طاولة يهودية، وهما شائعان للغاية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يوجد العديد من أعضاء الجالية اليهودية، مشيرة إلى أن الطعام اليهودي يتكون من أطباق مختلفة لأنه خليط من دول وثقافات مختلفة.

وينحدر اليهود المقيمون بالإمارات من دول مختلفة، ويعملون في عدة مجالات خاصة في القطاع المصرفي والمالي وفي مهنة المحاماة والتأمين والصحة، وهم مندمجون إلى حد كبير في المجتمع الإماراتي الذي يضم جنسيات وديانات مختلفة.

ويقول أليكس بيترفرويند، وهو يهودي بلجيكي مقيم في الإمارات العربية المتحدة ويعمل في تجارة الألماس منذ عام 2008 "منذ أول يوم لي في الإمارات لم أخف ديني لأنني لا أعتقد أن هناك مسلمًا عليه أن يخفي دينه إذا كان يعيش في بلد أوروبي".

وبدأ أليكس وروس الصلاة معًا في البداية، على الرغم من أن الصلاة اليهودية تتطلب عشرة أشخاص على الأقل لإقامتها، ولكن نظرًا لقلة عدد اليهود في ذلك الوقت وعدم رغبة البعض منهم في الكشف عن دينه علنًا، قرر الرجلان الصلاة بمفردهما في منزل روس.

أما اليوم، فقد زاد عدد أعضاء الجالية اليهودية في الإمارات، وتقام الصلوات بشكلها الطبيعي في كنيس يهودي في دبي، حيث يجتمع اليهود المقيمون في الإمارات لممارسة شعائرهم والاحتفال بمناسباتهم الدينية والاجتماعية والثقافية.

ويقوم ليفي داخمان، وهو يهودي وصل من نيويورك قبل خمس سنوات إلى دبي، بدور حاخام الجالية اليهودية في الإمارات. وكان داخمان هو من نفخ البوق اليهودي، أو ما يسمى بالشوفار، خلال صلاة الفجر تكريما للبعثة الإسرائيلية التي زارت الإمارات الشهر الماضي في أول رحلة مباشرة بين البلدين.

ويقول داخمان إن الجالية اليهودية موجودة في الإمارات منذ ما يقرب من 15 عامًا ويحتفل أعضاؤها ويمارسون الشعائر الدينية مع بعضهم البعض منذ ذلك الحين. وأضاف الحاخام أنه سيتم افتتاح كنيس يهودي قريبًا جدًا في أبو ظبي في إطار مجمع البيت الإبراهيمي الذي سيضم مسجدًا وكنيسة بالإضافة إلى الكنيس.

ويصف زعيم الجالية اليهودية في الإمارات سولي وولف المجتمع الإماراتي بأنه مجتمع مرحّب ومتسامح، مشيرًا إلى أن جميع الأمور المتعلقة بدين الجالية اليهودية متوفرة في الإمارات، من طعام الكوشر (الحلال) إلى الكتب الدينية والتعليمية.

ومع توقيع معاهدة السلام، تتوقع الجالية اليهودية في الإمارات العربية المتحدة توسيع وجودها عدديًا وجغرافيًا، مع توقع وصول الإسرائيليين إلى الإمارات للعمل أو الإقامة.