الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ورطة أردوغان تتفاقم.. هل أجبرت تركيا السراج على تأجيل الاستقالة لنهاية أكتوبر؟

اردوغان والسراج
اردوغان والسراج

أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق فايز السراج، اليوم الأربعاء، عزمه تسليم السلطة التنفيذية إلى المجلس الجديد نهاية أكتوبر المقبل، وذلك وسط اتهامات لتركيا بتأجيل استقالة السراج حتى أكتوبر لحين تحديد الطريقة التي سيتعامل بها أردوغان مع الملف الليبي. 

وكانت وكالة بلومبرج الأمريكية، نشرت تقريرا نقلت من خلاله تصريحات مسئولين أكدوا عزم السراج الاستقالة من منصبه، لكنه متمسك بالمنصب مؤقتا، حتى إجراء المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في جنيف، الشهر المقبل. 

طرحت تصريحات السراج الذي تراجع فيها عن الاستقالة إلى نهاية أكتوبر المقبل، تساءل حول مدى تدخل تركيا في قرار السراج، وتسببها في تأجيل الاستقالة حتى نهاية أكتوبر المقبل لحين ترتيب أوراقها. 

يحاول رجب طيب أردوغان، تكوين قوة شرق أوسطية خاصة به بأيديولوجية إسلامية، بدأها في مصر عبر دعم الإخوان في الحكم، حتى سقوطهم وعزلهم من الحكم، ما جعله يبحث عن وجود جديد في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في الوقت الذي أصبحت جماعة الإخوان الارهابية جماعة منهكة ومنتهية، واستمرار الفشل في الداخل التركي، مع التحالفات الفاشلة التي يقوم بها أردوغان مع أحزاب وجماعات قومية متطرفة. 


ساعد السراج، النظام التركي على التواجد بقوة في الداخل الليبي، والسيطرة على الأوضاع وخاصة في العاصمة طرابلس، ما زاد من الرغبة التركية في إنشاء قواعد عسكرية تضمن بقاء طويل الأمد لنظام أردوغان في البحر المتوسط، في ظل الإكتشافات الأخيرة للنفط والغاز في شرق المتوسط، وبدء كلا من اليونان وقبرص وفرنسا وإسرائيل في فقدان الصبر على الجرائم التي ترتكبها تركيا في المتوسط. 


ينظر أردوغان إلى ليبيا باعتبارها الفرصة الأخيرة له لاستخدام السياسة الخارجية كحاجز ضد شعبه بسبب افتقاره الشديد للرؤية الاستراتيجة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتأكيد غالبية المجتمع الدولي على فشل تركيا وإجرامها إلى جانب عزلتها التي نددت بها المعارضة التركية نفسها. 


ولذلك يتضح جليا، مدى رغبة أردوغان في استمرار السراج في السلطة إلى اخر لحظة ممكنة، تساعده على البقاء داخل الأراضي الليبية، ما يمكنه من التفاوض مع الجهات الفاعلة في ليبيا، أو ربما البحث عن مخرج من هذه الورطة التي تدخلت بها تركيا بسبب طموحات مراهقة من قبل أردوغان ونظامه.