الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد محاولة تقربه لمصر.. كيف أصبح أردوغان العدو الأول للعرب؟

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بعد نحو 17 عاما على وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسلطة، يتبين يوما بعد آخر أنه "العدو الأول" للعرب، بعد أن خلقت سياسة حكومة تركيا الخارجية الداعمة للإسلام السياسي فجوة بين أنقرة ودول العالم العربي.

ووفقا لتقرير نشره موقع "المونيتور" المختص بشئون الشرق الأوسط، فإن الأيام التي افترض فيها أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية أن دعمهم للتيارات الإسلامية سيؤدي إلى تقارب تلقائي مع الأنظمة العربية، قد انتهت.

اقرأ أيضا:

وحاول أردوغان كثيرا في بداية حكمه التقرب من العرب، كما يفعل حاليا، حيث يعمد دائما لاستغلال القضية الفلسطينية وتوجيه الانتقادات اللاذعة لإسرائيل، للحصول على شعبية بين قطاع من الشارع العربي، لكن مع اندلاع الثورات العربية، قررت حكومة أردوغان دعم تنظيم الإخوان وتفرعاته والتدخل بشكل مباشر في تلك المنطقة، وهو ما خلق حالة من العداء مع العرب.

وبحسب التقرير، لم يتبقى لأردوغان اليوم أي أصدقاء بين القادة العرب، باستثناء قطر التي من الواضح أن لديها أسبابها السياسية للتقرب من النظام التركي، نكاية في جيرانها.

ويوضح الموقع أن أعداء وخصوم النظام التركي من العرب تضاعفوا خلال الفترة الأخيرة، منذ وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة في 2002.

في السياق ذاته، يقول التقرير إن اتفاقية السلام الموقعة بين دولتي الإمارات والبحرين ودولة إسرائيل ليست سوى أحدث انتكاسة لتركيا التي كانت تهدف إلى لعب دور قيادي في المنطقة.

كما تخشى أنقرة خسارة المزيد من القنوات السياسية في المنطقة وتزيد عزلتها، نظرا لاحتمالية انضمام دول عربية أخرى لاتفاق الإمارات والبحرين.

ويقول الموقع، إنه بينما ينتقد النظام التركي خطوة التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، ألا أنه فعل ذلك قبل عشرات السنوات عندما اعتراف بكيان إسرائيل وأقام علاقات معها.

ويشير إلى تناقض أنقرة بين تصريحاتها العلنية ضد إسرائيل، فرغم تزايد لهجة العداء إلا أن تركيا تحافظ على إقامة علاقات على مستوى السفراء مع تل أبيب حتى اليوم.

وبحسب التقرير، يعتقد كثيرون أن تدخل تركيا في العالم العربي ودعم تنظيم الإخوان ساهم في جعل نظامها العدو الأكبر للعرب.

ويضيف أن تراجع شعبية أردوغان بين العرب تزايد عقب سقوط تيارات الإسلام السياسي وتراجع نسب تأييد تنظيم الإخوان بعد تصنيفه كيانا إرهابيا.

في سياق آخر، تدفع تهديدات أردوغان الصريحة والعداء مع دول مثل مصر والإمارات والسعودية لخلق حالة من النفور العربي من سياسة ذلك النظام الذي يمثل تهديدا للأمن القومي العربي.

ولا تزال أنقرة هي الداعم الأكبر للتنظيمات الإرهابية المتطرفة على رأسها جماعة الإخوان، فضلا عن تدخلاتها في سوريا وليبيا، علاوة على ملف الغاز في شرق البحر المتوسط، وهي  كلها ملفات أدت إلى تلك الحالة المتوترة بين أردوغان وقادة العرب.

ووسط ضغوط دولية لحل تلك الأزمات وعقوبات أوروبية محتملة ضد حكومة أردوغان، حاولت تركيا التقرب من النظام المصري أيضا، معلنة على لسان وزير خارجيتها أن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لأنقرة، وذلك بعد هجوم لاذع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة وآثينا.

من جانبه قال أردوغان إن بلاده لا مانع لديها من الحوار مع مصر، متحدثا عن أن إجراء محادثات أمنية مع القاهرة أمر مختلف، وتابع "ليس هناك ما يمنع ذلك.. لكن اتفاقها مع اليونان أحزننا".

فيما كشفت مصادر تركية عن رفض القاهرة الرد على طلب أنقرة بعقد لقاء أمني رفيع المستوى بسبب تدخلاتها الإقليمية غير المشروعة.