الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا يوجد شهود على العنف بل شركاء .. تويتر ساحة الإرهاب والتطرف الكبرى

صدى البلد

يقول الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر "لا يوجد شهود على العنف بل شركاء فيه فقط"، ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان محقًا بشأن اتهاماته تجاه "تويتر"، والذي يعلن قواعده الصارمة لكنه يطبقها متى شاء، ويعطلها متى شاء.

اتهم الرئيس الأمريكي موقع "تويتر" بأنه انتقائي، ففي الوقت الذي يضع تغريداته دائما محل الفحص المبالغ فيه لتشويه ما يكتبه ترامب، يغض الطرف عن "الدعاية الصينية" والدعاية السياسية للديمقراطيين الذين يعارضون ترامب بمعلومات تكون أحيانًا غير دقيقة وكاذبة، لكنها تمر بحسب وصف ترامب.

واتهم البيت الأبيض، موقع "تويتر" بـ"السماح للإرهابيين والدكتاتوريين بإساءة استخدامه"، مرفقًا في تغريدته صورة لتغريدة المرشد الإيراني علي خامنئي.

وأرفق البيت الأبيض تغريدة المرشد الإيراني بعبارة تويتر الشهيرة:"إن هذه التغريدة (لخامنئي) انتهكت قواعد تويتر الخاصة بتمجيد العنف".

وأضاف البيت الأبيض، أنه "رغم ذلك، قرر تويتر السماح للإرهابيين والدكتاتوريين ومروجي البروباجندا الأجانب بإساءة استخدام منصته"، في إشارة لتغريدة خامئني.

بالفعل وصل الأمر إلى مرحلة فاضحة من صمت الموقع وتغافله عن مواجهة دعوات العنف والتخريب التي يضع لها قوانين صارمة لكنها غير نافذة، إذا تعلق الأمر بتنظيم داعش أو دعوات قطر والإخوان الإرهابية.

أصبح الموقع داعيًا للعنف ومحرضًا عليه وراعيًا للإرهاب، وبطريقة مباشرة أيضا، فعندما تكون تلك الجرائم تتم عبر منصته وتمر من أمامه، إذا فهو شريك أصيل.

اليوم ننظر إلى "تريند" تويتر فماذا نجد؟ نجد أكثر من هاشتاج يحرض على التظاهر وهدم الدولة المصرية، من يطلقه، الإخوان الهاربون، بعض من المجرمين الذين هربوا من العدالة ويعيشون خارج البلاد يريدون هدمه من الخارج بتوجيه وتضليل من هم بالداخل، وبالطبع فشلوا في ذلك مرارًا وتكرارًا، لأنهم مفضوحون ومكشوفون منفصلون عن الواقع ويريدون الوصول لأهدافهم بدماء غيرهم، وكل شئ في سبيل "دولارات" القطري والتركي يهون.

ثم ننظر مجددا لنجد ماذا؟ نجد هاشتاج يضم آلاف التغريدات التي تطالب وتحرض على اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي وقتل الإعلاميين المصريين، لماذا؟ لأنهم يدعمون بلدهم ودولتهم، ولأن الإرهابيين لا يتعاملون مع من يختلف معهم سوى بالقتل والذبح.

وعلى ذكر القتل والذبح، نجد يوميا في جميع الهاشتاجات باللغة العربية عشرات الآلاف من التغريدات التي تروج لتنظيم "داعش" الإرهابي الذين يقتلون أبناءنا وأبطالنا في سيناء، ويجدون لدى تويتر منصة تفتح ذراعيها لهم للاحتفال بالقتل ونشر مقاطع الفيديو الدموية ودعوة الشباب للانضمام.

ليس هذا فحسب، بل يحاول الإخوان اللعب على أي وتر للتخريب والعنف والفوضى بالطبع، ونرى اليوم أنهم تذكروا روابط الاندية "الألتراس" للنزول إلى الشوارع والدخول في اشتباكات مع الشرطة والجيش، روابط الألتراس التي كانت فكرة نبيلة لمؤازرة الأندية الشعبية، ثم انحرف مسارها لتقرر أن تحل نفسها، تريد الجماعة الإرهابية الممولة من أمير الإرهاب والديكتاتور التركي الأحمق أن تعيد الألتراس مرة أخرى.

هل كل هذا يتم في غفلة من تويتر؟ هل كل هذه الحسابات الوهمية والذباب الإلكتروني لا يراه القائمون على تويتر؟ كم ساعة تستغرق أن يرى القائمون على تويتر أن هاشتاج تخريبي يتصدر "التريند" وكم ساعة يستغرق التحرك لحذفه؟ كل تلك أسئلة بديهية عن تصرفات غير منطقية تدفعنا للتساؤل عن قيم تويتر التي نسمع عنها ولا نراها.