الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشد فترات الفيضان قادمة.. كيف ستتعامل مصر مع هذه المياه الضخمة؟

نهر النيل
نهر النيل

بعد تعرض السودان لفيضان عنيف أودى بحياة المئات من المواطنين، أعلنت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، عن خطة استعداد للتعامل مع السيول والفيضانات، كما تحاول مصر الاستفادة من وفرة مياه الفيضانات لتلبية احتياجاتها المائية.

وكانت الفيضانات التي ضربت السودان في يوليو الماضي ودمرت آلاف المنازل، بمثابة تحذير لمصر لأخذ الخطر المحتمل للفيضانات على محمل الجد، وبالفعل كلف مدبولي في 15 سبتمبر، الحكومة بوضع خطة طوارئ لمواجهة الفيضانات وارتفاع منسوب المياه في منطقة أعالي النيل الكبرى في السودان، وإعداد خرائط للمناطق الأكثر هشاشة في جميع المحافظات.

وقال المتحدث باسم وزارة الري، محمد السباعي ، في بيان يوم 23 سبتمبر: " لقد وصل فيضان النيل مصر بالفعل في الأول من أغسطس، ومن المتوقع أن يستمر حتى أكتوبر المقبل وربما نوفمبر".

وقال السباعي، إنه تم تحذير 13 محافظة يمر من خلالها النيل ، مؤكدا أن "بعض المحاصيل تسببت في إغراق مناطق الطمي" نتيجة الفيضانات.

وتعد مناطق الطمي النيلي هي أراض ومباني طينية تم بناؤها على ضفاف النيل، ومهددة بالغرق نتيجة ارتفاع منسوب المياه بشكل استثنائي.

في 24 سبتمبر، أعلنت وزارة الري على صفحتها على فيسبوك: "المؤشرات الأولية تشير إلى أن الفيضانات لا تزال مرتفعة على الأرجح وأن تدفق المياه في شهري أغسطس وسبتمبر من المرجح أن يكون أقوى بكثير من العام الماضي، ولكن لا يزال من السابق لأوانه إصدار حكم نهائي بشأن نوع وحجم الفيضان هذا العام قبل سبتمبر وأكتوبر ".

ودعا وزير الري محمد عبد العاطي إلى استمرار العمل على إزالة جميع التعديات على المجاري المائية، خاصة مجرى النيل وفرعي دمياط ورشيد، والتي تحد من قدرة الشبكة على امتصاص المياه الزائدة في حالات الطوارئ أو الفيضانات.

ولفت إلى أن "اللجنة العليا المكلفة بمتابعة مجرى النهر تعقد جلسة مستمرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع السيول هذا العام".

بدورها قالت رئيسة مركز التنبؤ بالفيضانات بوزارة الري ، إيمان سيد، في 21 سبتمبر، إنه تم إعداد خرائط للمناطق التي ستشهد ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل، مشيرة إلى أنه "تم تحذير أصحاب المزارع السمكية والمزارعين في هذه المناطق، وستستمر التحذيرات والمخاطر حتى نهاية شهر أكتوبر".

ورغم استعدادات الحكومة لتجنب مخاطر الفيضانات، أثر فيضان النيل على عدة قرى بمحافظة البحيرة، حيث ارتفع منسوب المياه  بشكل كبير وأغرق عشرات الأفدنة، كما وجّهت محافظة البحيرة إنذارًا لسكان المدن الواقعة على ضفاف نهر النيل للإخلاء بسرعة تحسبًا للفيضانات.

وتستعد مصر حاليًا لموسم الفيضانات، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. حيث أعلنت محافظة البحر الأحمر إنشاء خمسة سدود وبحيرة في مدينة سفاجا لحماية السكان من السيول.

وشهدت محافظة البحر الأحمر فيضانات عنيفة عام 2016، كما شهدت بعض مدن محافظة جنوب سيناء فيضانات  خلال الأيام الماضية، مثل مدينة سانت كاترين التي ضربتها السيول مرتين بين 2 و7 سبتمبر، حيث هطلت أمطار غزيرة على جبل كاترين وجبل عباس.

الأعمال للتخفيف من مخاطر الفيضانات حاليا في مرحلتها الثانية، حيث أعلنت محافظة جنوب سيناء، إقامة مشروع حماية والاستفادة من مياه السيول ، والمتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2022 ، بقيمة إجمالية 1.6 مليار جنيه (101 مليون دولار). 

وفي الفترة من 2014 إلى 2019 تم بناء 23 سدا منها 11 في مدينة نويبع. 229 بحيرة ، بما في ذلك 218 بحيرة في سانت كاترين ؛ ثلاثة خزانات في سانت كاترين ؛ ثلاثة قنابل ، أحدها في نويبع واثنان في طابا. وخمس قنوات في طابا. أعلن محافظ جنوب سيناء خالد فودة أن القيمة الإجمالية للأعمال الوقائية الحالية  بلغت 927.5 مليون جنيه (58.8 مليون دولار).

وستشهد الأيام المقبلة من شهر أكتوبر الجاري، أشد فترات الفيضان، لكنها لن تكون أشد خطورة وأثرا من فيضانات السودان، نظرا لاستعداد الحكومة إلى هذا الفيضان، فضلا عن وجود السد العالي وغيره من السدود القادرة على احتواء المياه وتخزينها.