الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا المسجد الحرام والنبوي تحذران من إيذاء الآخرين.. وتؤكدان: كف الشر عن القلوب أعظم فضلا من الطريق وهي صدقة يستوي فيها الغني والفقير

خطبتا الحرام والنبوي
خطبتا الحرام والنبوي تحذر من إيذاء الآخرين

خطيب المسجد الحرام:
  • الأذى كلمة تنفر من مجرد لفظها طباع الأسوياء الأنقياء
  •  الأذى من طباع العقارب 
  • كف الشر عن الأخرين صدقة يستوي فيها الغني والفقير
  • فضل كف الأذى عن الآخرين أعضم من الطريق
خطيب المسجد النبوي:
  •  الله أمر المرسلين بالتمتع بما أحلَّهُ في الحياة من الطيبات
  • ذكر الله يكفر السيئات ويزيد الحسنات ويجبر النقص في الطاعات ويطرد الشياطين.
  • الله لم يخلق هذا الكون عبثا

  • تناولت خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي ، فضل كف الأذى عن الآخرين ، وعقوبة الأذى في الدنيا والآخرة، وأنه من حق المسلم على أخيه أن يكون سلمًا له وعضوًا فاعلًا في جسد الأمة الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فضلًا عن ذكر الله وما يحدث عند المداومة عليه من تكفير للسيئات وزيادة الحسنات وجبر النقص في الطاعات، وطرد الشياطين.

ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور سعود الشريم،  إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن من حق المسلم على أخيه أن يكون سلمًا له وعضوًا فاعلًا في جسد الأمة الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الخلق الرفيع سمة المسلم الهيّن اللين التقي النقي، المسلم النافع، المسلم المسالم، المسلم الذي لا غل فيه ولا حسد، ولا شر ولا بطر المسلم الذي يحمل في قلبه حق نفسه وحق الآخرين.

وأشار إلى أن المسلم الحصيف الذي لا يغيب عن وعيه حاجته وحاجة مجتمعه إلى التواد والتراحم لا التشاحن والتنافر، المسلم اللبيب الذي يحسن استحضار حرمات الآخرين والنأي بنفسه عن أن يطال أحدًا منهم بشر أو أذى ما قل منه أو كثر.

وبين أن الأذى هو كل عمل أو قول من شأنه أن يلحق ضررًا بالغير حسيًا كان أو معنويًا، وكلمة الأذى لفظة لا تحتمل إلا الذم لا غير، فهي لا حسن فيها بوجه من الوجوه، منوهًا بأن الأذى كلمة تنفر من مجرد لفظها طباع الأسوياء الأنقياء، فكيف بنتيجتها وأثرها إذن، وإن فؤاد السوي ليأبى أن يميل إلى الأذى لأنه من طباع العقارب أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

فضل كف الشر عن الآخرين

 ولفت إلى أن فضل كف الشر عن الأخرين هو من أنواع الصدقة،  فثمة صدقة عظيمة تنفع المسلم وترفعه، صدقة لا تحتاج إلى مال، ولا إلى بذل جهد جسدي ولا لفظ قولي. 

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه صدقة يستوي فيها والقوي والضعيف والغني والفقير، إنها صدقة المرء بكفه الشر عن الآخرين، فعن أَبي ذر قال: قلت يا رسول الله، أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الإِيمان بالله والجهاد في سبيله قلت: أيُّ الرقاب أفضل؟ قال: أنفسُها عند أهلها، وأكثرها ثمنا. قلت: فإِن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا أو تصنع لأخرق قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعُفتُ عن بعض الْعملِ؟ قال: تكف شرَّكَ عن النَّاسِ فإِنها صدقةٌ منك عَلَى نفسك " متفق عليه.

كف الاذى يعتبر خيرًا 

أكد أن كف الاذى يعتبر خيرًا وإنه لا يشك عاقل البتة أن من ابتغاء الخير الكف عن الشر، وقد قيل كما تدين تدان ، وقيل الجزاء من جنس العمل، فإن من آذى أخاه المسلم لحقه الأذى عاجلا أو آجلا، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: أدركت بالمدينة أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بالمدينة أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم.

الحذر الحذر عباد الله من مغبة الإيذاء

وتابع: الحذر الحذر عباد الله من مغبة الإيذاء، فإنه الطبع المهلك، والعمل الماحق، الذي يجلب الإثم المبين، والعذاب المهين، فقال الله في محكم كتابه: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا »، منوهًا بأن كف الأذى أعم من أن يكون منحصرًا في من يصدر منه الأذى نفسه، بل إنه ليتسع معناه ليعم كل من يستطيع كف أذى الغير عن الناس وإن كان بإزالة القذى عن الطريق.

واستند لما ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله الا الله، وأدناها أماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»، مشيرًا إلى أنه نص بعض أهل العلم أنه إذا كان هذا الفضل في إزالة الأذى عن الطريق فإن إزالته عن القلوب أعظم فضلًا.

الأذى يكون بالقول أو الفعل

وأشار إلى أنه كما أن الأذى يكون بالقول أو الفعل، فإنه كذلكم يكون بالامتناع عن القول أو الفعل إذا كان فيهما إحقاق حق لأحد أو إبطال باطل، مستندًا إلى ما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره».

الأذى ثقب في سفينة المجتمع

وشدد على أن الأذية ثقب في سفينة المجتمع الماخرة، وتعدد الأذى فيها إنما هو تعدد في الثقوب ولا شك، وليس ثمة إلا غرق السفينة ما من ذلك بد، والأذى هو كل عمل أو قول من شأنه أن يلحق ضررًا بالغير حسيًا كان أو معنويًا، وكلمة الأذى لفظة لا تحتمل إلا الذم لا غير، فهي لا حسن فيها بوجه من الوجوه.

الأذى من طباع العقارب

ولفت إلى أن الأذى كلمة تنفر من مجرد لفظها طباع الأسوياء الأنقياء، فكيف بنتيجتها وأثرها إذن، وإن فؤاد السوي ليأبى أن يميل إلى الأذى لأنه من طباع العقارب أعاذنا الله وإياكم من ذلك، محذرًا من الأقوال والأعمال التي تلحق الضرر بالاخرين.

وأضاف أن المسلم اللبيب هو الذي يحسن استحضار حرمات الآخرين والنأي بنفسه عن أن يطال أحدًا منهم بشر أو أذى ما قل منه أو كثر، المسلم الذي يدرك أن المجتمع المتآلف لا تخترمه المشكلات مادام كل فرد من أفراده كافا أذى لسانه ويده عن الآخرين.

تكفير السيئات وزيادة في الحسنات

ومن المدينة المنورة قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه مما يكفر السيئات ويزيد في الحسنات، ويزكي الأعمال الصالحات ويجبر النقص في القربات، ويطرد الشياطين ذكر الله عز وجل على كل حال.


 واستشهد «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بم المدينة المنورة، بما قال تعالى : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا » الآيات 41،42 من سورة الأحزاب، وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع ، قال : «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ».

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قد خلق هذا الكون وأودع فيه كل ما يحتاجه المكلفون من أرزاق ومتاع ، ورياش زينة ومال ودواب وغير ذلك ، وذلل هذا الكون وسخره كله لمصالح الخلق ومنافعهم وقيام حياتهم إلى أجل مسمى عند الله لا يعدوه .

الغاية من خلق الكون

ودلل بما قال تعالى : « هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» ، وإذ قد خلق الله هذا الكون في كماله وجماله ، وفي وفائه التام بمقومات الحياة كلها لكل من على الأرض ، وفي كثرة منافعه وتنوعها وفي تسخير الأسباب لبقاء الحياة ورقيها ، أخبرنا ربنا عز وجل أنه لم يخلق هذا الكون عبثا ، ولم يتركه سدى ، ولم يجعله مهملا.

وأضاف أنه لم يكل الله عز وجل الخلق إلى غيره ، بل خلق هذا الكون المشاهد للحق وهو التوحيد والطاعات كلها ، والصلاح والإصلاح للأرض ، وقد أرسل الله أرسل وآخرهم سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم لإصلاح الأرض بالطاعات وتطهيرها من الشرك والموبقات.

 أمر الله المرسلين بالتمتع بالطيبات

وتابع: وقد أمر الله سبحانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام بالتمتع بما أحل الله في الحياة من الطيبات وأن يداوموا على الطاعات التي لا تصلح الأرض إلا بها ، وأتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام هم المؤمنون المأمورون بالاقتداء بهم ، فالرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم المؤمنون جعلوا هذا الكون مكانا وزمانا للصالحات والإصلاح ففازوا بالخيرات والجنات ، والأعمال الصالحات تعود كلها إلى نفع النفس ونفع الخلق بالقيام بأركان الإسلام وبقية الطاعات تابعة لهذه الأركان.