الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيدة تقود منظمة التجارة العالمية للمرة الأولى في تاريخها.. المرشحة الكورية أوفر حظا ببرنامج طموح لنقل المعرفة للدول النامية.. خطة للإصلاح وتقليل الحمائية.. ووقف الصراع بين واشنطن وبكين

المرشحة الكورية يو
المرشحة الكورية يو ميونغ هي

  • المرشحة الكورية الجنوبية:
  • إعادة بناء منظمة التجارة العالمية واستعادة سمعتها لضبط التبادل التجاري
  • نقل الخبرة الكورية في التنمية الاقتصادية إلى أفريقيا وآسيا وأمريكا والمحيط الهادي 
  • مواجهة أزمة شلل إيجاد الوظائف وبحث سبل التعافي من تبعات فيروس كورونا
  • تعزيز العلاقات بين الصين وأمريكا و الدول المتقدمة والنامية بشفافية و"بدون انحياز"



نجحت وزيرة التجارة الكورية الجنوبية "يو ميونغ-هي"، بعد جولتين من التصويت، في الوصول للجولة النهائية من اختيار منصب الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية، وتنافس وزيرة التجارة الكورية على نفس اللقب، المرشحة النيجيرية "نجوزي أوكونجو إيويال" -وزيرة مالية نيجيريا السابقة- والتي وصلت أيضا إلى المرحلة النهائية.


وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها مرشحتان إلى النهائيات، وبذلك ستتولى لأول مرة في تاريخ  منظمة التجارة العالمية سيدة هذا المنصب الرفيع، منذ نشأتها منذ من 25 عامًا، وإذا نجحت المرشحة الكورية الجنوبية، ستحمل لقب أول أمينة عامة لمنظمة التجارة العالمية وأول أمين كورية جنوبية تحمل هذا اللقب على الإطلاق.


الأوفر حظا
من جانبه، قال ويليام رايش، الباحث البارز في معهد الشئون الاستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة، في مقال له إن "المرشحتين المؤهلتين جديرتان بالوصول لهذا المنصب، ولكن المرشحة الكورية الجنوبية أوفر حظا حيث تتمتع بخبرات عديدة، بعد أن عملت لــ 25 عاما في الجهاز الإداري الكوري وتولت العديد من المناصب كان آخرها كرئيس قسم المفاوضات الصناعية والتجارية بوزارة التجارة الكورية، كما يشمل برنامجها الانتخابي، وضع أولوية قصوى في إعادة بناء (منظمة التجارة العالمية) واستعادة سمعتها كونها الأقوى والأكثر فاعلية".


وقد تعهدت "يو ميونغ-هي" خلال حملتها بالتركيز على إعادة بناء الثقة في المنظمة متعددة الأطراف عن طريق جعلها أكثر "صلة ومرونة واستجابة"، إذا تم اختيارها رئيسة للمنظمة، ومنذ يوليو 2020، زارت "يو" دولًا مختلفة، بما في ذلك سويسرا والولايات المتحدة وفرنسا والسويد، لحشد الدعم.


وأكدت المرشحة الكورية على أن منظمة التجارة في حاجة إلى تعظيم دورها فيما يتعلق بالتعامل مع المفاوضات وتسوية النزاعات في نظام متعدد الأطراف.


وإن كان ترشيحها يأتي لهذا المنصب في وقت صعب في ظل زيادة الحمائية الدولية، التي تصاعدت خلال السنوات الماضية، مدفوعة بالنزاع التجاري بين الصين وواشنطن، إلا أن المرشحة الكورية تصر على أن تطوير دور المنظمة في تسوية النزاعات سيمهد الطريق أمام أكبر اقتصادين في العالم لتحسين علاقتهما.


برنامج طموح
كما تصر "يو على أنه على رئيس المنظمة الجديد بذل المزيد من الجهود لوضع نموذج تجاري لمرحلة ما بعد جائحة "كورونا المستجد"، بعد أن ألحق كوفيد-19 ضررًا كبيرًا بالأنشطة التجارية، وهو ما أجهد الاقتصادات الرئيسية في جميع أنحاء العالم.


وترى أنه ومن خلال منصبها كمدير عام لمنظمة التجارة العالمية، ستساهم في تعزيز العلاقات والتفاهمات بين الصين والولايات المتحدة وأيضًا بين الدول المتقدمة والنامية بشفافية و"بدون انحياز" وبحكمة لمتابعة خطة الإصلاح الخاصة بمنظمة التجارة العالمية.


وتتعهد "يو" بنقل الخبرة الكورية في مجال التنمية الاقتصادية إلى دول أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية ومنطقة المحيط الهادي للمساهمة في نموهم الاقتصادي.


كما أن كوريا هي الدولة الوحيدة التي قفزت من مصاف الدول المتخلفة إلى دولة متقدمة من خلال تنشيط التجارة البينية مع شركائها التجاريين، وليس من خلال الاعتماد على الإمبريالية والاستغلال الاستعماري لتحقيق تبادل تجاري، وتخطط سيؤل لنشر المعرفة الكورية في البلدان النامية والمشاركة بنشاط في جهود إصلاح منظمة التجارة العالمية من خلال انتخاب المرشحة "يو ميونغ هي".


آلية الاختيار
وتخطط الأمانة العامة لمنظمة التجارة العالمية، لإعلان النتيجة النهائية واسم المدير الجديد للمنظمة قبل 7 من نوفمبر المقبل، وفي الجولة النهائية من التصويت، ستظهر 164 دولة، الأعضاء البطاقة الانتخابية لمرشح واحد فقط والذي سيكون هذه المرة امرأة.


وتعتمد عملية الاختيار على التشاور بين الدول الأعضاء وليس على الانتخابات، وبمجرد توصل الأعضاء إلى المرشح النهائي، ستصدق المنظمة على المرشح الفائز خلال اجتماع للمجلس العام.


أول امرأة
وتولت "يو ميونغ-هي" منصب وزيرة التجارة في فبراير من العام الماضي، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الوزارة الممتد منذ 70 عامًا، ولديها عقود من الخبرة في توقيع العديد من اتفاقيات التجارة الحرة وأثبتت خبرتها في تشجيع التجارة والتبادل التجاري.


وترى عدة دوائر أن المرشحة الكورية هي الشخص المناسب لقيادة إصلاح منظمة التجارة العالمية، من أجل عودة منظمة التجارة العالمية لطبيعتها في مواجهة أزمة شلل الوظائف، وإيجاد سبيل للتعافي من تبعات التأثيرات السلبية لــ فيروس كورونا.


ونجحت "يو ميونغ هي" خلال مسيرتها المهنية وبقدرتها على الوساطة والتفاوض، في إبرام اتفاقية تجارة حرة بين بلادها والقوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي ورابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".


دعم حكومي
وقال المكتب الرئاسي الكوري، عقب الإعلان عن أسماء المتأهلين للجولة الأخيرة لقيادة منظمة الصحة العالمية، إن الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه-إن" أصدر تعليماته إلى حكومته بتركيز كل الجهد على مساعدة وزيرة التجارة "يو ميونغ-هي" للفوز لتصبح رئيسة منظمة التجارة العالمية (WTO).


كما أجرى الرئيس "مون" مكالمة هاتفية مع "يو" قال فيها: "لقد أبليت بلاء حسنًا في ظل ظروف صعبة"، وشكرت "يو" الرئيس "مون" على دعمه النشط لها، بينما طلب منها الرئيس "مون" أن تخبره في أي وقت بالطريقة التي تستطيع بها الحكومة مساعدتها بشكل أفضل.


ونُقل عن الرئيس قوله: "سيتعين على الحكومة دعم محاولة يو من خلال تركيز كل الجهود من أجل تطوير نظام التجارة متعدد الأطراف وتوسيع نظام التجارة الحرة".


وأرسل الرئيس "مون" رسائل شخصية إلى 35 دولة، كما أجرى محادثات هاتفية مع قادة خمس دول، بما في ذلك المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" طالبًا منهم أن يدعموا "يو".


وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها مرشح كوري جنوبي إلى الجولة الأخيرة في السباق على منصب رئاسة منظمة التجارة العالمية، الذي تستمر ولايته أربع سنوات.


اقرأ أيضا: