الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المناخل لا صنعة ولا تجارة.. مهندس معماري آخر صناع الغربال في شارع المعز.. فيديو

المهندس محمود
المهندس محمود

 عندما تطأ قدماك شارع المعز؛ تحديدًا حيث اختبئت ورشة المهندس محمود فى زاوية مظلمة تسمى "بيت عدن" لفترة تجاوزت 60 عامًا، لتكون أرثًا له عن آبائه وأجداده وليعمل بها ما بقى من العمر عقب تركه الهندسة المعمارية وزيارته عددًا هائلًا من البلدان العربية والإفريقية، حيث يقول "أنا راجل على المعاش وبكمل فى المكان ده أيامى".

تبدأ الورشة عملها فى تمام الـ 11 صباحًا، ليغلق المهندس أبوابها عند أذان العشاء، متوجهًا لمنزله القائم بحى المهندسين، بعد أن يمر بيوم ملىء من أكواب الشاى ومشاهدة تلفازه الصغير بأحد أركان الورشة، يصنع خلاله عددًا من الغربايل المختلفة الأشكال والخامات، مثل الغربال ذي الرقعة الحرير وآخر مصنوع من جلد الحصان وثالث من جلد فرس النهر.

بين جدران الورشة التى لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، يجمع حب هذه المهنة كلًا من المهندس محمود البالغ من العمر 66 عامًا، وصديقه الحاج محمود صاحب الـ 52 عامًا، بعد تورثيهما تلك الحرفة لمدة قاربت نصف القرن، برغم إيمانهم الشديد بإندثار المهنة وعزوف الشباب عن العمل بها.

وعبر المهندس عن إنقراض المهنة قائلًا: "طالما دخلت الألة، الأيد تسكت"، وذلك مع إدراكه التام بكونها حرفة صحية من الدرجة الأولى "المنخل يغربل الدقيق والعطارة"، فضلًا عن إلمامه بتاريخ نشأة الغربال فى عدد من الحضارات وإتقانه لمصطلحات هذه المهنة باللغات الشرقية، كاللغة الأمهرية والفارسية والتركية، والإنجليزية، والأوردو، والعربية .

"المهنة ديه بتعلم الصبر والدقة"، هكذا عبر مهندس محمود عن طريقة الصنع، حيث أوضح أن الخشب يتم وضعه داخل الآلة تتكون من ترس خشب وآخر حديد يعمل على تدوير الخشب، ويتم تغطيها بإطار من الجلد أو القماش، فى حين تتشكل الرقعة الداخلية من الحرير الطبيعى الذى تم استبداله بحرير من أصول بترولية، ليتم تثبيت تلك القطع معًا بمسمار حديدى فى الخشب. 

يردد المهندس كثيرًا ما قيل عن المهنة "يا مأمنه للرجال، يا مأمنه للمايه فى الغربال"، و" الغربال الجديد له شدة "، كما يتغنى بأشعار بيرم التونسى: " وعريسها مناخلى قولت يا خسارة، صُنع المناخل لا هى صنعة ولا تجارة،  ياللى بقالكم زمان بالشاشة والطارة امتى بقا تبدلوا المنخل بطيارة".