الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حلم الجنوب.. زيارة تاريخية لـ رئيس الأركان للسودان.. 6 مكاسب عسكرية من الزيارة الاستراتيجية.. وشعبا وادي النيل يتحد من جديد

الفريق محمد فريد
الفريق محمد فريد رئيس الأركان خلال زيارته الأخيرة للسودان

ليست الأرض برمالها وجبالها ووديانها، هي التي تجمع شعوب مصر والسودان فقط، ولم تكن أيضا الجغرافيا والتاريخ، تجمع شعبي وادي النيل، بل إن الترابط يرجع لما قبل وجود البشرية، ربما منذ ملايين السنين، وذلك عندما أخذ نهر النيل مساره ليشُق الطريق إلى مصر عابرًا السودان، يحمل في طريقه الوحدة والترابط بين دولتي وادي النيل.

فعلى مر العصور المختلفة، ارتبطت مصر والسودان بعلاقات استثنائية بحكم "التاريخ والجغرافيا"، فالسودان يمثل العمق الإستراتيجي الجنوبي لمصر، وأن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومي المصري، ومنذ استقلال السودان عن مصر في عام 1956، فإن العلاقات المصرية السودانية كانت تشهد مراحل صعود وهبوط متعددة، ولكن مهما كانت الأحداث أو التطورات في شمال الوادي أو جنوبه، فمهما افترقت السبل، فإنه ليس هناك مفر من العودة إلى التعاون والتفاهم والتنسيق من جديد.

ومع انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ليصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية، كانت العلاقات المصرية مع محيطها العربي على رأس أولوياته، خاصة دول الجوار، ومنها السودان، لذلك دشن الرئيس السيسي مرحلة جديدة من العلاقات مع السودان، سُميت بـ "العلاقات الإستراتيجية الأخوية"، وبدأ ذلك بالزيارات المتبادلة، سواء على على المستوى الرسمي أو الحكومي أو الشعبي، كما ظهر ذلك جليا، في مساندة مصر دائما لإرادة وخيارات السودانيين في صياغة مستقبل بلادهم.

ولأن مصر "30 يونيو" تعتمد على الصدق في أقوالها، فمنذ أيام، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وذلك في إطار على مواصلة التعاون والتنسيق  في جميع الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين، كذلك التأكيد على الموقف المصري الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه.

وتأكيدا على أن مصر والسودان هما بحق دولة واحدة وشعب واحد، وأن أمن واستقرار السودان، من أمن واستقرار مصر، كانت هناك زيارة رسمية أيضا من قبل الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة للخرطوم، وذلك بناءًا على تكليفات من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة ، وزير الدفاع والإنتاج الحربي.

حيث التقى رئيس الأركان بنظيره السوداني، كذلك بوزير الدفاع السوداني، لبحث عدد من الملفات ذات الإهتمام المشترك وسبل دعم علاقات التعاون العسكري والتدريبات المشتركة ونقل وتبادل الخبرات العسكرية بين البلدين، وقد أسفرت المباحثات عن إعداد إطار توافقى تناول سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين مصر والسودان والعمل المشترك فى مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفنى والصناعات العسكرية.

وأكد رئيس الأركان المصري على أهمية تطوير مجالات التعاون بين القوات المسلحة لكل من مصر والسودان ، مشيرًا إلى أن هناك توافق فى الرؤى حول صياغة إستراتيجية مشتركة لتحقيق مصالح البلدين الشقيقين ، وأن ما تم الإتفاق عليه خلال المباحثات يلبى طموحات البلدين فى الأمن والإستقرار والتنمية.

وقد توافقت القيادتان المصرية والسودانية حول ضرورة الإسراع بتطوير مجالات التعاون العسكرى والأمنى بما يعزز قدرات الجانبين على مواجهة التحديات لأمنها القومي ومصالحهما المشتركة ، كما تم الإتفاق على تنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية لكافة أفرع القوات المسلحة خلال الفترة القادمة مع تكثيف التعاون فى مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفنى والصناعات العسكرية ، فضلًا عن دور القوات المسلحة فى البلدين فى مشروعات التنمية والبنية الأساسية .

فـ الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين ، كفيلة بأنها تعمل على بلورة تعاون جديد في المنطقة العربية وقارة إفريقيا،عنوانها بأن دولتي وادي النيل قادرين على تحقيق الأفضل لشعوبهما.