الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل قارئ الصحافة الورقية ما زال حيا؟.. أقدم بائع صحف في سوهاج يُجيب.. شاهد

أقدم بائع صحف في
أقدم بائع صحف في سوهاج

يعد التقدم التكنولوجي الذي أخفى الكثير من معالم الحياة الجميلة التي كان ينبغي أن يعيشها هذا الجيل، والتي كانت ستُحيي الخُلق  النبيل وتُنير العقول.

ويتساءل الكثير منا هل التطور التكنولوجي أمات قُراء الصحافة الورقية؟ هل شباب هذه الألفية يقرؤون الصحافة الورقية؟ هل مازال للجرائد مُشتريها؟ .

جميع هذه التساؤلات وأكثر يُجيب عليها "العم علي" أقدم بائع للصحافة الورقية في محافظة سوهاج، ويروي ل"صدى البلد" قصة 63 عامًا، بين الصحف والمجلات والقُراء.

"بشتغل الشغلانه دي من وانا طفل عمري 10 سنوات، شوفت المثقف واللي بيقرأ عشان يتثقف ويفهم، وشوفت اللي بيجي يشتري غصب عنه عشان دراسته وطالبين منه كده في كليته، شوفت كتير كتير أوي"، بهذه الكلمات أخذ يروي الرجل السبعيني قصته بين أرفف الجرائد والمجلات والكتب.

عندما تذهب لميدان الشبان المسلمين ترى كشك صغير عليه لافتة كبيرة كاد أن يُمحى ما هو مكتوب عليها إلا أن الحروف لازالت بارزة بطفافة خفيفة لتقرأ "دار الصحافة"، فيآخذك شعور أن هذا المكان الصغير الذي يلتفت له شباب هذا الجيل فقط لشراء علب السجائر، مكانًا لتلقي العلم والثقافة وسعة العقل.

"دار الصحافة" الكشك الذي يعمل به "العم علي" البالغ من العمر ٧٣ عامًا، رغم كبر سنه إلا أن عقله مازال شبابًا بنور علمه، "انا متعلمتش من المدارس بقدر ما اتعلمت من الكتب والصحف والمجلات... ده العلم اللي بيعيش".

رغم قلة مشتريي الصحافة الورقية، إلا أن الرجل المُسن أصر على الاستمرار في بيعها، حتى وإن كانت قد وإندثرت بعد التطور التكنولوجي ونشر الطابعات الإلكترونية من هذه الصحف والكتب، وأصبح القُراء قُراء الصحافة الإلكترونية، إلا أنه يؤكد على وجود قارئ الورق وإن كان ضئيلًا.

وأضاف صاحب الكشك أن مُشتريي الصحف الورقية منه أكثريتهم مُسنين، وأكثرهم رجال، موضحًا أن بعض طلاب كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة سوهاج يمرون عليه ليشترون هذه الصحف إلا أنه لم على وجه أحدهم أنه قارئ أو مثقف وذلك لأنهم فقط يشترون لرغبة أساتذتهم في القسم، وللإنتهاء من تكاليفتهم العلمية لأ غير.

وأشار إلى أن قلة قليلة من بين طلاب إعلام سوهاج من يشترون الجرائد بغية القراءة أو التثقيف أو الإطلاع، ويتذكر جيدًا الفتيات وهن يشترن بعض الصحف منه ليُقصقصونها ويطبقون عليها ما سبق دراسته وتسليمه لأساتذتهن، موضحًا أنه كان يُساعدهن بأي صحيفة أفضل لهذا العمل.

"القارئ زمان كان بيقرأ عشان دي الوسيلة الوحيدة قدامه للإطلاع إنما قارئ الورقي دلوقتي بيقرأ عشان بيفهم وعارف كويس إن فن القراءة كتاب ومج نسكافيه أو جرنال الصبح مع فنجان قهوة، مش سماعة في طبلة الأذن وشاشة موبايل وقراءة من تحت البطانية".

هنا أثبت لنا أقدم بائع للصحافة الورقية بسوهاج، أن القراءة فن لأ يعرف أسسها سوى هاويها، مُضيفًا أن قارئ الصحافة الورقية ما زال حيًا.