الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السر وراء سحب ترامب قواته من العراق وأفغانستان.. لماذا الآن؟

ترامب وسط جنوده في
ترامب وسط جنوده في لقاء سابق

أخيرًا بعد شد وجذب طوال السنوات الماضية، قررت الإدارة الأمريكية للرئيس دونالد ترامب سحب جزء كبير من قواتها في أفغانستان والعراق، في أكبرٍ خفض منذ 20 عامًا، وفق ما أوردت صحف أمريكية.

ووفق ما ذكرت صحيفة أراب نيوز الدولية، فقد جاء الخفض بناء على أمر ترامب للبنتاجون (وزارة الدفاع) بخفض القوات، تنفيذًا لما سبق وتعهد به، وهو ما سيجعل البنتاجون يسحب نحو  2000 جندي من أفغانستان، ليتبقى 2500 فقط، و500 من العراق ليتواجد 2500 أيضًا.

توقيت سحب القوات
لكن المثير للجدل في الموضوع، هو توقيت سحب ترامب للجنود، والذي نال بسببه انتقادات حتى من داخل حزبه الجمهوري ومن مؤيديه، وذلك قبل نحو شهرين على مغادرته البيت الأبيض لخليفته  المنتخب جوب بايدن.

كما تأتي  الإجراءات في ظل تغييرات كبيرة أجراه ترامب في وزارة الدفاع ، والتي أقال فيها وزير الدفاع مارك إسبر.

ويجادل محللون بأن ترامب يلجأ لاتخاذات اجراءات متأخرة قبل  موعد تسليمه للسلطة وهو ما قد يربك المشهد مع قدوم الرئيس ال46 للبيت البيض، خاصة وأن الأمور لم تستقر لا في العراق ولا في أفغانستان.

فخلال الساعات الماضية، شنت المليشيات الموالية لإيران هجمات بالصواريخ على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، وهو الهجوم الذي تكرر خلال الأشهر الماضية، وهو ما يقول بصحة دعاوي الخبراء السياسيين والعسكريين، الذي نصحوا ترامب بعدم التراجع.

تبرير وزير الدفاع بالوكالة
وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريس ميلر، إن هذه التحركات تعكس سياسة ترامب "للوصول بمهمة جنودنا في أفغانستان والعراق إلى نتيجة ناجحة ومسؤولة وإعادة أفراد قواتنا الشجعان إلى الوطن". 

أضاف  ميلر إن الولايات المتحدة حققت أهدافها التي حددتها في عام 2001 بعد هجمات القاعدة على الولايات المتحدة وهزيمة المتطرفين  ومساعدة "الشركاء المحليين والحلفاء على تولي زمام المبادرة في القتال".

وشكر الله على ماتحقق وقال: "ببركات العناية الإلهية في العام المقبل ، سننهي حرب الأجيال هذه ونعيد رجالنا ونسائنا إلى الوطن. سنحمي أطفالنا من العبء الثقيل وخسائر الحرب الدائمة، وسنكرم التضحيات التي تم تقديمها في خدمة السلام والاستقرار في أفغانستان والعراق وحول العالم". 

السبب الأول 
جاء هذا الإعلان بعد 10 أيام من إقالة ترامب وزير الدفاع مارك إسبر ، الذي أصر على الحاجة إلى إبقاء 4500 جندي في أفغانستان لدعم حكومة كابول أثناء التفاوض على اتفاق سلام مع متمردي طالبان، وهو ما يقول إ، السبب الأول لترامب لسحبه الجنود وإقالته وزير الدفاع، هو عناد الوزير له وإصراره على رأيه بأهمية بقاء القوات في الخارج لأهداف استراتيجية، وهو ما اعتبره ترامب أمرًا مرفوضًا ، من أن يقاوم وزيره قراراته.

وتم بالفعل خفض القوات الأمريكية بنحو الثلثين من حوالي 13000 هذا العام ، في أعقاب اتفاق السلام في 29 فبراير بين الولايات المتحدة وطالبان. 

واتفق الجانبان على أن تتفاوض طالبان بعد ذلك على اتفاقية سلام مع الحكومة الأفغانية ، وأن القوات الأمريكية سترحل بحلول مايو 2021.

 لكن حتى استبدال إسبر بميلر ، علق حوله  جنرالات البنتاجون وقالوا  إن طالبان لم تفِ بتعهداتها بالحد من الهجمات العنيفة على القوات الحكومية ، وأن المزيد من التخفيضات ستزيل الضغط عليهم للتفاوض.

 جاء الإعلان على خلفية اعتراضات الحلفاء وكبار السياسيين الأمريكيين القلقين من أن التخفيضات ستجعل الحكومتين الأفغانية والعراقية عرضة للجماعات المتطرفة. 

تحذير أوروبي
حذر رئيس الناتو ينس ستولتنبرج أمس الثلاثاء من أن "أفغانستان تخاطر بأن تصبح مرة أخرى منصة للإرهابيين الدوليين للتخطيط وتنظيم الهجمات على أوطاننا". 

وقال: "ويمكن لداعش إعادة بناء الخلافة الإرهابية التي خسرتها في سوريا والعراق في أفغانستان". 

لكن ترامب ، الذي خسر محاولته لإعادة انتخابه في 3 نوفمبر  أمام الديمقراطي جو بايدن ، مصمم على الوفاء بتعهد حملته الانتخابية في عام 2016 بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن وإنهاء الحروب المكلفة في الخارج.

وفي هذا الإطار، قالت شبكة سي إن إن الإخبارية، إنه مع قرار سحب القوات من المرجح إن تصيب العدوى أماكن أخرى في العالم،  فقرار ترامب أثار التكهنات بأن الرئيس قد يتحرك لخفض عدد القوات الأمريكية في دول أخرى أيضًا.

انسحابات أخرى
 ولهذه الغاية ، قال مسؤولان دفاعيان لشبكة CNN إن الإدارة تخطط للإبقاء على 900 جندي في سوريا، لكن يمكنها إصدار أمر بسحب أكثر من 500 جندي من الصومال في المستقبل القريب.

ردود فعل متباينة في الكونجرس
أثار إعلان ميلر أمس  الثلاثاء ردود فعل متباينة من الكونجرس  حيث أصدر أكبر ديمقراطي وجمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب بيانات مبارزة بعد فترة وجيزة من مغادرة ميلر المنصة.

 وقال رئيس اللجنة ، النائب الديمقراطي آدم سميث من ولاية واشنطن ، في بيان إنه يعتقد أن خفض القوات "هو الخطوة السياسية الصحيحة" ، خلافًا للنائب الجمهوري البارز ماك ثورنبيري من تكساس ، الذي انتقد القرار ووصفه بأنه خطأ". 

الديمقراطي يقول إن ترامب اتخذ الخطوة الصحيحة
وقال سميث "بعد التحدث مع القائم بأعمال الوزير هذا الصباح ، أعتقد أن تقليص انتشارنا المتقدم في أفغانستان إلى 2500 جندي هو القرار السياسي الصحيح. وفي الوقت نفسه ، يجب تنفيذ هذا التخفيض بمسؤولية وبعناية لضمان الاستقرار في المنطقة". 

الجمهوري يعارض ترامب
بينما  قال ثورنبيري إنه يعتقد أن "هذه التخفيضات الإضافية للقوات الأمريكية من المناطق الإرهابية هي خطأ واضح. لأن المزيد من التخفيضات في أفغانستان ستقوض المفاوضات هناك ، ولم تفعل طالبان أي شيء و- لم تستوف أي شرط - من شأنه أن يبرر هذا الخفض. فطالما كان هناك تهديدات للأمريكيين والأمن القومي الأمريكي في العالم ، يجب أن تكون الولايات المتحدة يقظة وقوية ومنخرطة من أجل حماية شعبنا والوفاء بواجبنا بموجب الدستور".

انتقاد حاد
وحذر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل الاثنين من أن التخفيضات في أفغانستان قد تؤدي إلى كارثة مثل انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام الجنوبية وتكون انتصارًا دعائيًا للمتطرفين.

 وقال ماكونيل في قاعة مجلس الشيوخ: "من المرجح أن تكون عواقب الانسحاب الأمريكي المبكر أسوأ من انسحاب الرئيس أوباما من العراق في عام 2011 ، مما أدى إلى صعود داعش وجولة جديدة من الإرهاب العالمي. سوف يذكرنا بخروج أمريكا المهين من سايجون في عام 1975." .

السبب الثاني
وانتقد أكبر ديمقراطي في لجنة مجلس الشيوخ ، جاك ريد من ولاية رود آيلاند ، الإعلان، وقال: "هناك طريقة صحيحة وطريقة خاطئة للقيام بذلك. الرئيس ترامب يختار مرة أخرى الطريق الخطأ ، ولا يمكننا أن نسمح للأمن القومي الأمريكي وعلاقاتنا مع شركائنا الصامدين بأن تصبح ضحية غرور الرئيس ترامب.. بدلًا من الاستجابة لنصائح المتخصصين في الأمن القومي والعمل مع حلفائنا ، يعبّر الرئيس ترامب عن إحباطه من خسارة الانتخابات بطريقة أكثر تكلفة، بما يعرض أفرادنا العسكريين للخطر ، ويساعد طالبان والشبكات الإرهابية ، ويشجع أولئك الذين يريدون صراعا اكبر مع ايران"، وهو ما يقول بأن ترامب اتخذ القرار بدوافع شخصية وليس تقديرية، وذلك بعد خسارته الانتخابات الرئاسية.