الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: لا تنس نصيبك من الدنيا.. وعلى المسلم التمتع بحب الحياة

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المسلم يحب الحياة لأنه لا يجد حجابا بينه وبين ربه، ولا ينسى نصيبه من الدنيا فيتمتع بها وبطيباتها وبحلِّها كما أمره الله، ولا يعدو فوق ذلك، ويجعل كل تصرفه لله وقلبه معلق في حالة دائمة بالله ، فهو يفعل لله ويترك لله ويقوم لله ويجلس لله.


وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: هذا هو المسلم الذي يحب الحياة، فيجب أن نتأمل هذه الآية الدستور ونطبقها على أنفسنا : أولا: { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ } ..ثانيا: { وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } ..ثالثا: { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } ..رابعا: { وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } .


وأوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنه يجب على الإنسان أن يبصر العبرة وراء كل شيء، فمثلًا إذا شتمك أحد تعلم أن اللّٰه قد سلطه عليك لاختبارك أنت.


وأضاف: أنك تقول حينها: سبحانك تبت إليك، فأنت لا تراه ولا تسمعه فلا ترىٰ إلا قدر اللّٰه ومن ورائه حكمته، ويحيط بذلك كله لطفه سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنه: لو أن الناس فهمت ذلك لفازوا بسعادة الدارين، لكن الناس نسوا اللّٰه ونسوا حوله وقوته واعتمدوا علىٰ حولها هي وقوتها.


وتابع مفتي الديار المصرية السابق، أنه الإنسان عندما يشتمه أحد يعتبرها إهانة ولابد أن يردها مضاعفة، ولو تأنَّىٰ وكان رده بالمثل أو لو صبر فهو خير له، قال تعالىٰ: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ } ، لافتًا إلى أن ذلك يأخذ بيد الإنسان إلىٰ الإحسان شيئًا فشيئًا.


واستدرك، لكن الحقيقة أن هذا الرجل لم يسبك ولم يشتمك ولا فعل شيئًا، ولكن اللّٰه يمتحنك وأنت ترسب في الامتحان كل مرة! فإذا سُئل كم مرة رسبت؟ يقول: ولا مرة . وهو يفشل مع اللّٰه كل يوم، يعطون في الكليات سنتين أو ثلاثة فرصة إعادة ثم يفصلونك، لكن الله يعطيك كم فرصة؟ مفتوحة إلى الغرغرة، انظر إلىٰ سعة رحمة اللّٰه الواسع.


واختتم الدكتور علي جمعة بيانه، بأنه لابد أن تجعل خُلُقك يغطي الخلق كلهم صالحهم وطالحهم، مؤذيهم ونافعهم، خيرهم وشرهم، فخُلُقُك لابد أن يسع الجميع فإذا جاء أحدهم يشتمك، أهل اللّٰه يعلمون أن هذا اختبار لهم فلا يأتون باللوم عليه بل علىٰ أنفسهم وتقصيرها، ويسألون أنفسهم : من الذي حرك لسانه بالأذية؟ ومن الذي حرك جوارحه بالبلية؟ هذا شيء مختص بي أنا، هل أنا فعلت شيئًا، أو أن اللّٰه تعالىٰ يريد أن يختبرني إذا كنت سأصبر أم لا ،أو يريد أن يرقيني .....، إذن هناك شيء يريده اللّٰه تعالى فـ(لا حول ولا قوة إلا بالله).


-