الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داخل منزل جارة القمر.. قصة مفتاح مدينة مقدسة تنظر له كل صباح

صدى البلد

داخل منزلها وعلى أحد الجدران علقت مفتاح المدينة الأكثر قدسية على الأرض، لتلقي عليه نظرة صباحية ومسائية لتتذكر أن هناك أمانة معلقة في رقبتها، القدس المدينة التي تشدو بها فيروز وتربطها بها رباط مقدس يعود لسنين طويلة.

على صينية من الصدف أتقنت صنعها سيدات بيت لحم، قدم نائبي القدس مفتاح المدينة إلى «جارة القمر» كهدية لها تقديرًا لما تقدمه برفقة الرحبانيين.

كانت تلك هي أثمن الهدايا التي  تلقتها "فيروز" والتي عبرت عند اقتنائها، قائلة:" ما أحلى أن أعلق  في بيتي مفتاح المدينة الحبيبة، سوف نتطلع إليه كل  صباح لذكرنا بالأمانة التي في أعناقنا".

واستكملت في حوار لها بإحدى المجلات:" سوف  يذكي مشاعرنا فلا نكف عن الغناء لمدينتنا المغتصبة، سوف نصلي لانبيائها،ونبتهل لربها أن يعيدها لاصحابها وأن تفتح للمشردين أبواب المدينة التي أغلقها الظلم في وجوههم".

تسلمت المفتاح وبدأت تتفحصه بتمعن شديد، لتقول:"صنع  المفتاح من خشب الزيتون، تلك  شجرة مقدسة، فزيت الزيتون منها وبها تضاء قناديل المساجد والكنائس، وبزيت الزيتون مسح المسيح وجوه المرضى".

لم تكف  حديثها عن بركة شجرة الزيتون، بل ظلت تكمل :"هي شجرة العرب التي حملوها إلى الشمال الأفريقي، فأصبحت سر من أسرار رخائه، الأسبان يعترفون بأن العرب نشروها في الأندلس فأصبحت بند هام في اقتصادهم".

"من خشب الزيتون مفتاح مدينتنا الضائعة"، قالتها بحزن شديد وهي تتمنى لو أن تتحرر المدينة، هذا الرباط القدسي الذي يأسر فيروز وأغانيها، له بداية قصتها فيروز في لقائها:"أول ملحمة عن القدس تمت عندما طلبت الإذاعة في القاهرة بعض أعمالنا الفنية، لتذيعها من صوت العرب، وقتها قدمنا نشيد راجعون، والذي أصبح افتتاحية إذاعة فلسطينبعد 10 سنوات من غنائها".

وأكملت:" كان هذا النشيد هو أول عمل فني عن فلسطين، فيما  بعد قدمنا عمل  ثاني وهو نشيد سنرجع يوما إلى حيفا، والثالث كان نشيد العودة ويليها أجراس العودة، وأخيرًا قدمنا زهرة المدائن".

الغناء للقدس سحر لم تقاومه فيروز:" الذي يغني للقضية مرة ويسمع صدى الأغاني في قلوب المشردين واللاجئين ويحس أنه يعطي من قلبه وروحه للقضية العربية الأولى، والمأساة الإنسانية الحزينة، فأجد نفسي مرتبطة بالقضية".