الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحفية أمريكية: التطور التكنولوجي أدى إلى اختفاء ربع الجرائد الورقية بالولايات المتحدة

جودث ميلر
جودث ميلر

انتهت منذ قليل فاعليات الجلسة الأولى للمؤتمر الافتراضي حول مستقبل الإعلام بمشاركة د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ومشاركة دولية واسعة والذى تُنظمه وزارة الدولة للإعلام بهدف عرض التوجهات الإعلامية العالمية فى تطورات الإعلام وارتباطها بالتطور في التكنولوجيا الحديثة، ووضع تصور للإعلام محليًا وَدَوْلِيًّا في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.

وأدار الجلسة الأولى الإعلامية المصرية سمر نجيدة، وتضمنت الجلسة كلمات لكل من الصحفية الأمريكية والمراسلة الأمريكية جوديث ميلر، والصحفية ومسئولة تحرير الإندبندنت العربية في مكتب القاهرة منى مدكور، والأستاذ المساعد ونائب رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية رشا علام، والصحفية والنائبة بمجلس النواب اللبناني نيلا تويني، ومؤسس موقع "كوريا ريسك" في الولايات المتحدة الأمريكية تشاد كورال. 

وبدأت جودث ميلر كلمتها باستعراض التغير الذي طرأ على حال الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث اختفاء ربع الجرائد الورقية ، ومن يعملوا بها نظرًا لاستبدالهم بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي كانت له مزايا وعيوب.

وتابعت ميلر أن مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أصوات لم يكن لها أن تظهر بدون تلك المواقع، ولكنها أدت على جانب آخر إلى تهميش وقتل الكثير من الصحف اليومية وتخفيض أرباحها كما أنها أدت إلى تغيير كلي وجذري في نموذج العمل المعتاد، أي أن الإنترنت أدى إلى تدمير الإعلام التقليدي. 

وأوصت "ميلر" بتوحيد الإرشادات والقواعد المهنية على كل من الإعلام التقليدي والجديد، كما أوصت باستمرار مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية في التحكم في المحتوى المنشور كنوع من أنواع تحمل المسئولية عما ينشر.

ثم بدأت منى مدكور حديثها بالتأكيد على أن مصر لازالت على درب الخطوات الأولى للدمج ما بين التكنولوجيا الحديثة والصحافة التقليدية؛ مشيرة إلى أن استخدام المنصات الجديدة كوسائل التواصل الاجتماعي يساعد على تفاعل الجمهور مع الخبر أو القصة وأن ذلك شكل من أشكال الدمج بين الإعلام التقليدي والأدوات الجديدة للإعلام. 

وأشارت منى إلى أن العوامل المادية ليست هي أكبر عائق أمام الصحافة المصرية، حيث إن العنصر البشري هو حجر الأساس في العملية الاعلامية وأن الصحفي يجب أن يطور أدواته ويواكب التطور عالميا. 

وأوصت منى مدكور في سياق محاولة الدمج تلك بالاهتمام بأمانة الكلمة والتوازن في تقديم المعلومات ونزع عباءة الآراء الشخصية بهدف كسب ثقة الجمهور، فضلًا عن ضرورة تدريب الصحفيين العاملين بمجال الإعلام بشكل يخدم المحتوى الإعلامي ليقدم بشكل أكثر جاذبية. 

وركزت رشا علام على تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على الإعلام، وأكدت أن هناك نماذج محدودة في بعض البلدان يشارك فيها الروبوت كمذيع إخباري وكذلك كتابة الخبر الصحفي في بعض الصحف، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن العامل البشري حيث إن إدارة الذكاء الاصطناعي يحتاج لفنيين وصحفيين لصناعة المحتوى. 

وتوقعت "علام" أنه قد تحل قوالب إعلامية جديدة مؤثرة على أنماط الاستهلاك وهو الأمر الذي يعتمد على مدى توافر الإمكانيات. وأكدت "رشا" أننا مازلنا نخطو خطواتنا الأولى فيما يتعلق بالدمج بين الروبوتات والشكل التقليدي للصحافة والإعلام.

وطرحت "رشا علام" فكرة صحافة الحلول والصحافة البنائية والتي تعتمد على أن يكون للإعلامي والصحفي دور توعوي، وكذلك طرح الأمور السلبية والإيجابية بتوازن وطرح المشكلات بهدف إيجاد واقتراح حلول لها بشكل تشاركي مع الجمهور وهو الأمر الذي يمكن الاستفادة منه من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأوضحت "رشا" فيما يخص دخول الإعلام والصحافة لنظام يعتمد على فكرة تقديم اشتراكات، أن ذلك يعتمد على القيمة التي ستيضفها المنصة الإعلامية أو الصحفية ليدفع المتابع أو القارئ للاشتراك والمتابعة. 

وأشارت "رشا" إلى إمكانية استخدام التطبيقات مع الإعلام التقليدي بشكل تشاركي حيث يمكن المشاركة مع التطبيقات التي تقدم محتوى فني لتقديم الأخبار التي تتناسب ع الجمهر المتابع لها.

ودارت كلمة نيلا تويني حول شرح تجربة جريدة النهار في مواكبة التحول الرقمي والتكنولوجيا؛ فقالت أنه رغم أن تأسيس جريدة النهار تم عام 1933، إلا أنها أخذت تتطور مع كل تطور إعلامي وصحافي، بدءًا من الملاحق الثقافية والفنية والرياضية والاقتصادية وصولًا لنزول نسخة إلكترونية للقارئ على الموقع الرسمي لها.

وأوضحت تويني أنه كانت هناك صعوبات واقفة أمام التحول الرقمي لجريدة النهار منها عدم تعود الصحفيين على تلك الطريقة في العمل وضرورة مواكبتهم للسرعة المطلوبة في التعامل مع الأخبار والمحتوى بشكل عام إلكترونيًا ووجوب التحقق من المحتوى قبل نشره في الوقت نفسه، ولكن التحول المتدرج نحو مواكبة الجريدة للتطور التكنولوجي هو ما أنجح التجربة إلى أن أصبح دور الجريدة مكملًا للجهد الإلكتروني.

ثم تحدثت نادية البلبيسي مراسل قناة العربية بواشنطن وأكدت أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحديًا للإعلام المرئي والمكتوب لكن المرئي بشكل أكبر؛ فالإعلام التقليدي والمرئي اضطر أن يواكب الاعلام الجديد حيث إن غالبية النشرات الإخبارية تنقل عن طريق تويتر، تلخيص ما يقوله الضيوف ع الهواء على تويتر.

وأكدت البلبيسي أن التليفزيون لن ينقرض في فترة قصيرة ولكن يجب أن تحدث مواكبة للتطور الإعلامي الحادث، ولكنها أشارت إلى أن هذا التوجه أدى إلى البعد عن الموضوعات العميقة والمهمة وهو التحدي القادم الذي يجب أن تتم مواجهته. 

وأشار تشاد أوكارول في كلمته إن المنظمات الاعلامية الناشئة غير قادرة على مجاراة المنظمات الموجودة بالفعل في مجال تغطية الاخبار العامة، وبالتالي يجب أن تركز على فكرة التخصص، واضاف أن هناك ارتفاع متواصل في عدد المؤسسات الاعلامية القائمة على فكرة التخصص في موضوعات أو مناطق بعينها. 

وذكر أيضًا أننا بدأنا نشهد تحولا من الاعلام الذي يحاول ان يتعامل ويجاوب على كل الأسئلة وكل الموضوعات إلى اعلام يركز بشكل أكبر ويخصص عدد ساعات لموضوع بعينه. وإلى إن النمط الاعلامي القائم على فكرة التخصص يرتبط عادة بوجود رسوم معينة للحصول على منتج اعلامي متميز، وقد برر فكرة وجود اشتراك مادي للنفاذ للمؤسسات الاعلامية الناشئة يحررها من ضغوط الممولين والمعلنين.

الجدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر تستمر طوال اليوم و تتضمن ثلاث جلسات حوارية تجمع بين الحضور الفعلي والمداخلات الحية والمسجلة للتغلب على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالا للتطور التكنولوجي.

وتدعو وزارة الدولة للإعلام المهتمين بتطوير الإعلام في مصر من خبراء وإعلاميين ومؤسسات إعلامية وطلبة الجامعات والمهتمين بالإعلام على مستوى العالم للمشاركة في المؤتمر ، من خلال الصفحة الرسمية لوزارة الدولة للإعلام التي تبث المؤتمر