الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تميمة حظ ورمز للرخاء.. قصة جعران يزين مبني القبة بهيئة قناة السويس

بوابة قناة السويس
بوابة قناة السويس

يعود من جديد ليتوسط الجزء العلوي للبوابة الحديدية بالمدخل الرئيسي لمبنى قبة هيئة قناة السويس ببورسعيد حاله كحال غالبية المباني التاريخية التي يرجع تاريخها إلى تاريخ إنشاء الشركة العالمية لقناة السويس والتي اتخذت من ”الجعران” شعارا لها.

بدلالة رمزية تعني الخير والرخاء كان لـ الجعران أو الخنفساء شأنا كبيرا عند الفراعنة، حتى أنه صار فيما بعد بمثابة تميمة حظ للأجيال المتعاقبة.

 يعود سبب اختيار"الجعران" شعارا لقناة السويس  لتواجد كميات كبيرة منه في منطقة الحفر، أو ماتداوله البعض بأنه مع أول ضربة فأس في حفر القنال عام ١٨٥٩ خرجت خنفساء من الأرض وهو ما اعتبروه تميمة حظ نحو مستقبل أفضل يبشر بأن تكون القناة رافدا للخير والنماء وهو ماكان.
 
ظل "الجعران" شعارا لقناة السويس منذ حفرها ولفترة طويلة تزينت به الوحدات البحرية والمباني والأعلام وغير ذلك من الأوراق والمطبوعات، ولم يختلف الأمر كثيرا بتأميم القناة وبقى الجعران الشعار الرسمي مع إجراء تغير طفيف بإضافة دائرة تتوسطه تضم في داخلها الأحرف الأولى لقناة السويس(ق.س) باللون الأسود.

 بمرور السنوات اقتصر شعار  الهيئة على حرفي (ق.س) تحيطهم دائرة سوداء وخلفية زرقاء وظل معمولا به لفترة طويلة إلى أن جاء مشروع قناة السويس الجديدة وتطلب الأمر ابتكار شعار جديد من خلال تكوين بسيط يضم سفينتين في اتجاهين معاكسين يتوسطهم الشعار السابق بدائرة تضم الحرفين (ق.س) وذلك للتعبير عن ازدواج القناة مع التأكيد على الحفاظ على تاريخها وتراثها.

يذكر ان المبنى الإداري للشركة العالمية لقناة السويس بمدينة الإسماعيلية، ظل هو الاخر،  دليلًا على الإتقان المعماري الفائق، فقد شيده الفرنسيون بقرار من الدبلوماسي الشهير فريديناند ديليسبس وتحت قيادة مدير المشروع المهندس "Gammes Bouchet" في عام 1862، فيما حرص الخديوي إسماعيل على افتتاح المبنى رسميًا بشخصه وذلك في عام 1869، وذلك على مدار أكثر من قرنٍ ونصف من الزمان. 

كان المبنى شاهدًا على لحظات وساعات وسنوات من التحدي وصمود لعقول مخططة ومنفذة لمشروع قناة السويس، فكان من أوائل المباني التي شيدتها إدارة قناة السويس أثناء حفر المشروع، ليكون نقطة ارتكاز رئيسية لإدارة المشروع، كما شهد المبنى ذاته العديد من التوسعات في أعوام 1906 و1911 و1920 و1924 و1946 إلى أن شهد عملية التأميم عام 1956، خيث شهدت مكاتب المبنى الشرارة الأولى لملحمة التأميم.

ويعتبر المبنى التاريخي تحفة فنية معمارية بما يجسده من تصميم رائع، فهو يجمع في تصميمه ما بين الطابع العربي الإسلامي والطابع الأوروبي، حيث يتكون من مساحة مستطيلة يتوسطها فناء كبير يفتح عليه وحدات المبنى التى تتكون من أكثر من مائة حجرة كما يوجد ممرات وسراديب يؤدى بعضها إلى استراحة ديليسبس، وتبلغ مساحة المبنى 10 آلاف متر وبه بدروم مساحته 1200 متر والمساحة المستخدمة 5500 متر والباقي حدائق وممرات. 

ومن منطلق حرص إدارة قناة السويس على تخليد وإحياء تاريخ الهيئة بكل تفاصيلها ومراحلها الزمنية، جاء القرار بتحويل هذا المبنى التاريخي العتيق إلى متحف عالمي للهيئة يضم مقتنيات تارخيية لمراحل هامة في مسار الهيئة منذ إنشائها حتى الآن.



اقرأ ايضا: 

شيده الفرنسيون بقرار من ديليسبس.. قصة تحويل أول مبنى لقناة السويس إلى متحف عالمي