الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألغام الخطر.. حكاية الطفل فرج ابن مدينة العلمين الذي تحولت ضحكاته إلى مأساة

الطفل
الطفل

استيقظ الطفل فرج خالد خميس الصريحي ابن مدينة العلمين والبالغ من العمر 9 سنوات كعادته مبكرا، مثله كغيره من قاطنى المناطق الصحراوية والذين ينامون مبكرا ويستيقظون مبكرا.

وبعد تناوله الإفطار والبقاء في المنزل لفترة خرج من منزله ليتجمع هو وأصدقائه من جيرانه الذين يقطنون فى نفس التجمع، للبدء فى اللعب كعادتهم فهم لا يعرفون إلا الألعاب البسيطة كرة القدم أو الجرى.


ولم يكن يعرف الطفل فرج ذات الـ9 سنوات ما يخبئه له القدر وأن ضحكته البريئة تتحول فى لحظات الى دموع وأحزان بسبب ألغام الحرب العالمية الثانية، التي زراعها مجرمو الحرب لتستمر فى حصد الأرواح وإحداث عاهات لأبناء مطروح الذين لا ذنب لهم ألا أنهم يريدون العيش.

فعند إشارة عقارب الساعة الى العاشرة صباحا راح الطفل فرج يجرى مسرعا بعيدا عن أصدقائه وعن منزله بحوالى نص كيلو وضحكته تكسو وجهه وبغتة يتفاجأ أصحابه بانفجار بجانب صديقهم فتعالت صراخ الأطفال طالبين النجدة.

وعلى صوت الانفجار خرج أهالي التجمع مسرعين فهم معتادون على مثل هذه الحوادث التى انهت حياة العديد منهم ليجدون الطفل فرج يصرخ غارقا فى دمه بسبب هذا اللغم.

وعلى الفور تم نقله لمستشفى العلمين التي قامت على الفور بقطع ما تبقى من يدة بعد أن راح معظمها من شدة الانفجار.

وتساءل الأهالي عن من يعوض الطفل البريء الضحية الجديدة عن قطع يده وعجزه ومصاريف علاجه ومن ينهى حالة الرعب التي يعيش فيها أهالى المنطقة، ويجب أن مطالبة دول أوروبا التى تسببت فى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا فى محافظتنا بتعويض مناسب لمثل هذه الحوادث.

يذكر أن معركة العلمين كانت أحداثها منذ 78 في عام 1942 والتى خلفت وراءها الألغام التي أصابت مدينة العلمين في مطروح لـتعيق التنمية بتلك المنطقة فمع وقوع ضحايا جديدة لهذه الالغام تعيد إلينا ما خلفته تلك المعركة من ألغام زرعت لتحقيق انتصار دول الحلفاء والتي راح ضحيتها أعداد لا حصر لها.

ورغم وجود هذه الألغام إلا أن الدولة تحدت هذه الألغام لتقيم أول مدينة مليونية بالساحل الشمالي الغربي لمصر.

كما أن الألغام كانت من أهم العوائق نحو تحقيق التنمية بمحافظة مطروح خاصة بمدينة العلمين لكونها هى العامل الرئيسى فى تعطيل العديد من المشروعات السياحية والزراعية والتعدينية علة الرغم أن الدولة تسعى جاهدة لتطهيرها بجهود القوات المسلحة التى قامت بتطهير مساحة كبيرة من هذه الألغام.

وظلت أرض العلمين تعاني من الألغام منذ الحرب العالمية الثانية والتى ظلت تهدد أهالى مطروح فى حياتهم وأرزاقهم والتى خلفت عشرات القتلى والمصابين ببتر فى الساقين وظل الأهالي يدفعون حياتهم ثمنا للقمة العيش التي يتحصلون عليها من مهنة رعي الأغنام.

ويوجد تعددًا في أنواع الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي زرعتها قوات الحلفاء والمحور في صحراء مصر الغربية خلال الحرب العالمية الثانية، وتحركها من أماكنها بسبب الكثبان الرملية، والتغيرات المناخية على مدى نصف قرن، والتي تعد من أخطر المشكلات الحالية.