الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المدينة 40.. أسرار أخفاها الاتحاد السوفيتي ولا يمكن الوصول إليها في مقبرة الأرض

مدينة أوزيرسك (أرشيفية)
مدينة أوزيرسك (أرشيفية)

تعد مأساة مفاعل "تشيرنوبل" النووي التي وقعت في أوكرانيا إبان تبعيتها للاتحاد السوفيتي في أبريل 1986، من أسوأ الكوارث النووية التي شهدها العالم على مرة التاريخ، لكن هل كانت تشيرنوبل هي المدينة الوحيدة التي شهدت مأساة نووية، أم تمكن الاتحاد السوفيتي من إخفاء كارثة نووية أخرى كما يروي البعض مشابهة لتشيرنوبل؟.

زعمت بعض الصحف والمصادر الغربية، أن الاتحاد السوفيتي عمل على إخفاء سر مدينة "أوزيرسك" أو كما يطلق عليها "المدينة الـ 40"، وهي إحدى المدن السرية في روسيا، التي لا يتعدى سكانها 100 ألف نسمة ولا تظهر على خريطة "جوجل" ولا يمكن الدخول إليها إلا بتصريح من الشرطة السرية الروسية، فهي معزولة عن العالم تمامًا.

ووذكر تقرير نشرته صحيفة "إكسبرس" البريطانية، أن المدينة تقع بالقرب من معمل "ماياك" الذي يعد أول معمل نووي أنشأه الاتحاد السوفييتي قرب بحيرة "إرتياش"، ويشير التقرير إلى أن المعمل تخلص من 200 مليون كوري (وحدة تستخدم لقياس المواد المشعة) من الفضلات النووية. 

ومع انعزال تلك المدينة عن العالم الخارجي، غابت كل مظاهر التقدم والتكنولوجيا في شوارع المدينة، ليغلب عليها طابع حقبة الخمسينيات، حتى أن السكان يقومون بفحص فاكهتهم وخضارهم بأجهزة الإشعاعات في المحال التجارية، فالمياه ملوثة والفطر والتوت مسممان، ما ساهم في تسمية المدينة بـ "مقبرة الأرض".

وقد أنشأت المدينة عام 1946، بغرض بناء قنلبة نووية سوفيتية بعيدًا عن أعين الغرب المترصدة، ونقل الاتحاد السوفيتي حينها إلى هناك أبرز علمائه وخبرائه للبدء في المشروع، لكن هذا المشروع قطع السبل بسكان أوزيرسك، إذ منعوا من الخروج منها أو مراسلة العالم خارج حدودها، خلال السنوات الثماني الأولى.

ودعت البروباجاندا السوفييتية سكان المدينة إلى لعب دور البطولة، ووصفتهم بأنهم "الدرع النووي" ومنقذو العالم"، وتلقوا "معاملة الأبطال فعلا" لكن كل ذلك تغير مع الوقت خصوصًا مع انهيار الاتحاد السوفيتي.

وعاش سكان أوزيرسك في شقق خاصة وكان بإمكانهم شراء الأطعمة الفاخرة مثل الكافيار، إضافة إلى حصولهم على أفضل الخدمات الطبية والتعليمية المتوفرة في الاتحاد السوفييتي، إلا أن الأسوأ كان في انتظار هؤلاء، حيث تعرضت المدينة لعدد من الحوادث النووية أبرزها كارثة كيشتيم عام 1957، والتي وصفها بعض المراقبين الغربيين بأنها أسوأ كارثة نووية قبل تشيرنوبيل. 

وقالت المخرجة الأميركية سميرة جوتشيل، في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية عام 2016، إن سكان المدينة 40، ظنوا بأنهم "الشعب المختار"، الذي تمكن من العيش في المدينة المحرمة برفاهية، وأن نظام الزعيم السوفيتي، جوزيف ستالين تمكن من خداعهم بالخدمات المجانية مقابل تكتمهم. 

وأضافت جوتشيل أن "السلطات محت أي توثيق لنشاطاتها في المدينة، لكن مقابر المدينة تقف شاهدة على محاولة دفن أسرارها مع سكانها إلى جانب عمال معمل 'ماياك' النووي". 

وادعت المخرجة أن أقرب البحيرات إلى المعمل النووي تحوي درجات عالية من الإشعاعات، إلى حد وصفها بـ "بحيرة الموت" أو "بحيرة البلوتونيوم"، مشيرة إلى أن قرابة نصف مليون شخص في المدينة وحولها تعرضوا لكم إشعاعي يفوق خمس مرات للإشعاعات التي تعرض لها سكان المناطق القريبة من تشيرنوبل في أوكرانيا. 

وجوتشيل هي مخرجة أمريكية عملت على إخراج فيلم وثائقي بعنوان "سيتي فورتي" أي "المدينة 40" روت فيه الكثير من الأسرار عن تلك المدينة التي لا يعلم عنها الكثيرون إلى القليل.