الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلطة الاستعمار العصري عند أردوغان .. بناء تحالف بين العثمانية الجديدة والقومية لبناء تركيا الكبرى.. والاستعانة بالعمليات الإرهابية لتنفيذ مخطط الخليفة المزعوم

أردوغان خليفة مزعوم
أردوغان خليفة مزعوم لأنصاره

- دعم الرئيس التركي لنظيره الأذربيجاني بداية خطة التوسع بأراضي الإمبراطورية القديمة

-العرب ليسوا بمنأى عن العثمانية الجديدة وأطماع الإمبراطور المتوهم

-أردوغان يدعم الإرهاب خدمة لأحلامه في الشرق الأوسط

- نظام أنقرة الداعم هو الداعم لتمويل وتسليح وتدريب المتطرفين

-احتلال سوريا ليس أوهامًا..  أعلام ومناهج تعليمية وليرة على الأراضي العربية

- سوريا ليست نهاية المطاف..الجزر اليونانية والقرم  وليبيا أهداف أخرى في القائمة 

-المجلس التركي أحد أقوى الآليات التي يستخدمها أردوغان لبناء مشروعه

 

يتنامى اعتناق مشترك بأن تركيا وأذربيجان تشكلان "دولتين في أمة واحدة"، وهذا ليس اعتقادًا مشتركًا بين القوميين المتطرفين في عموم تركيا ، ولكنه كلام يتردد بانتظام على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأذري  إلهام علييف، وفق ماذهبت صحيفة جريك سيتي تايمز.

 

أمة الأتراك عابرة للحدود

تأسست عموم تركيا على الاعتقاد بأن المتحدثين باللغة التركية في غرب الصين وآسيا الوسطى وسيبيريا والقوقاز وشبه جزيرة القرم وقبرص والبلقان والأناضول ، يشكلون أمة واحدة.

 

وتعيش القومية التركية على مقولة بدأت فلسفتها في ثمانينيات القرن التاسع عشر، بأن الشعوب الناطقة بالتركية التي تعيش في روسيا القيصرية، ثم لاحقًا في الأناضول هم من التابعين لتركيا وإن كانوا في حدود دول أخرى.

 

القومية التركية

ودون أن يتم ترسيخ ذلك على أنه الأيديولوجية الرسمية للدولة التركية، فقد كانت تركيا دائمًا مدعومة من قبل الحكومات المتعاقبة في أنقرة ،  ماتنادي بهذا بشكل علني وأحيانًا سرًا.

 

العثمانية الجديدة

والعثمانية الجديدة هي حركة دينية سياسية برئاسة الخليفة المزعوم أردوغان، وتختلف عن القومية التركية وهي حركة إثنية لغوية، لكن يريد العثمانيون الجدد تأسيس "إمبراطورية" لتحل محل المظاهر السياسية للدول القومية التي يعيشون فيها.

 

كيف نعيد الاستعمار التركي بصورة جديدة؟

ومن خلال التوفيق بين القومية التركية والعثمانية الجديدة ، يسعى أردوغان إلى توسيع النفوذ التركي ، وربما حتى توسيع حدود تركيا.

 

دعم الارهاب لبناء أمجاده الشخصية

يتبع أردوغان سياسة العثمانية الجديدة في سوريا من خلال دعم البعض من العرب المتطرفين للإطاحة بالحكومة العلمانية للرئيس بشار الأسد، لتظل تركيا الدولة الإقليمية الوحيدة التي تواصل تمويل وتسليح وتدريب المتطرفين في البلاد.

 

احتلال سوريا

على الرغم من ادعاءات أردوغان بدعم وحدة الدولة السورية ، إلا أن ذلك لم يمنعه من فتح البنوك التركية بشكل غير قانوني في شمال سوريا، وضخ  الليرة التركية للتداول ، ورفع العلم التركي على  مباني الحكومة السورية، واستخدام مناهج التعليم التركي  في المدارس السورية، ووجود خرائط للإمبراطورية العثمانية مع قادة الجيش السوري الحر .

 

تطل العثمانية الجديدة كحلم أردوغاني لإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية ، أو على الأقل توسيع النفوذ التركي على الأراضي السابقة للإمبراطورية العثمانية ، والتي امتدت من الجزائر إلى مصر نزولًا إلى الصومال ، ومن اليمن إلى سوريا والعراق ، وكل مناطق الأناضول والعراق، وكذلك البلقان ، ومعظم سواحل البحر الأسود ، بما في ذلك القرم التي تخضع حاليًا لسيطرة روسية.

 

تصدير أحلام العثمانية الجديدة تحت شعارات القومية

ويصدر أردوغان  شعارات القومية التركية لتبرير توسيع نفوذ تركيا خارج الحدود السابقة للإمبراطورية العثمانية، وليس انطلاقًا من القول صراحة بأنه منفذ العثمانية الجديدة وبانيها.

 

لم تحكم الإمبراطورية العثمانية أبدًا أذربيجان وأرتساخ ، أو المعروفة باسم ناجورنو كاراباخ، فالأذربيجانيون في الواقع لديهم سلف مشترك مع الشعب التركي من خلال  الأوغوز الأتراك، حيث هاجر الأتراك الأوغوز إلى آسيا الوسطى من جبال ألتاي في المنطقة الحدودية لسيبيريا ومنغوليا وشينجيانج وكازاخستان، وبدأوا من آسيا الوسطى هجرة جديدة وغزو للقوقاز والأناضول.

 

مع نجاح الجيش الأذربيجاني المدعوم من تركيا في الاستيلاء على مساحات شاسعة من آرتساخ  التي كانت تحت  السيطرة الأرمينية ، فإن حلم ربط أذربيجان بمكانها في الإمبراطورية خطوة أولى لتحقيق الهدف.

 

ويقول جزء من اتفاق وقف إطلاق النار بالسماح بوجود طريق يربط بين المنطقتين الأذريتين المنفصلتين.

 

وسيتم بناء هذا الطريق عبر مقاطعة سيونيك الجنوبية في أرمينيا، على الرغم من أن قوات حفظ السلام الروسية ستضمن عدم اندلاع المزيد من أعمال العنف ، إلا أن تفويضها مدته خمس سنوات فقط.

 

كما هو الحال اليوم، فلم يأخذ الاتفاق في حسبانه التطورات المستقبلية المحتملة ، حيث إن انسحاب قوات حفظ السلام الروسية سيعيد بالتأكيد بدء الصراع ، حيث تعهدت كل من تركيا وأذربيجان بالسيطرة على أرتساخ أو ناجورنو كاراباخ بأكملها.

 

لم تقتصر طموحات أردوغان على سوريا وآرتساخ وقبرص فقط. حيث يظهر دليل على توفيقه بين العثمانية الجديدة والقومية التركية على بناء رواية مفادها أن الجزر اليونانية ملك لتركيا ، إضافة إلى الادعاء المستمر بأن روسيا تسيء معاملة تتر القرم، وإن التدخل في ليبيا ليس للنهب المالي ، ولكن للدفاع عن العرق التركي الذي يمثله فايز السراج رئيس الحكومة المسيطرة على طرابلس، كما وإن افتتاح قاعدة بحرية تركية في ألبانيا ، إحياء لما كان عليه  البلد افي الماضي تبعًا للإمبراطورية العثمانية.

 

المجلس التركي سلاح أردوغان لبناء مشروعه

ومع ذلك ، فإن أحد أقوى الآليات التي يستخدمها أردوغان لبناء مشروعه هو المجلس التركي، حيث  يتألف المجلس التركي من أذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وتركيا وأوزبكستان ، وقد دعم أردوغان بقوة انضمام المجر إلى المجلس من خلال جعلها أولًا عضوًا مراقبًا،  وهو ما وافقت عليه المجر، التي افتحت مكتبًا تمثيليًا للمجلس التركي في عام 2019، ويروج رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، لنظرية أن المجريين هم "أتراك من عرقية كيبتشاك".

 

المجر ضمن قائمة أردوغان

كما يتفاخر  فيكتور بأن المجر "أراض تركية مسيحية"، وهذا يفسر أيضًا سبب كون المجر واحدة من الدول الخمس في الاتحاد الأوروبي الأعضاء الـ 27 التي تستخدم حق النقض ضد مبدأ فرض العقوبات على تركيا على الرغم من انتهاكاتها اليومية للسيادة اليونانية والقبرصية.

 

بهذا ، يمكن  رؤية  كيف أن مشروع أردوغان لتركيا كبرى لا يستخدم القوة العسكرية فحسب ، بل إنه يستخدم المجال الدبلوماسي مستغلا نقاط الضعف في نظام الاتحاد الأوروبي، وفجوات النظام العالمي وغض الطرف الأمريكي عن أفعاله الغريبة والمدانة.