الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة افتتاحية.. هل كان اغتيال فخري زاده رصاصة ترامب الأولى في حرب هدد بها فعلا ضد إيران؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

فور ذيوع نبأ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، مساء الجمعة، تذكر متابعون على الفور تقارير إعلامية ذكرت قبل أيام أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، موجهة بالتحديد إلى برنامجها النووي.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت في 17 نوفمبر عن 4 مسئولين أمريكيين أن ترامب طلب من مساعديه عرض الخيارات المتاحة لتوجيه ضربة عسكرية تستهدف النشاط النووي الإيراني، بعد يوم من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادة كبيرة في مخزون إيران من المواد النووية وأن موقع نطنز يشهد نشاطا نوويا متزايدا.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية"، شرع المراقبون يتكهنون بطبيعة الضربة التي يمكن أن توجهها الولايات المتحدة لإيران بتوجيه من ترامب، وما إذا ستكون عسكرية علنية أم استخباراتية سرية، حركية على الأرض أم سيبرانية.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان اغتيال فخري زاده مجرد حلقة جديدة في الجهود الأمريكية لتخريب البرنامج النووي الإيراني أم مقدمة لعمل عسكري أكبر يخطط له ترامب بغرض تسجيل نقطة جديدة في سجله السياسي باعتباره حائط صد أمام التمدد الإيراني وحماية لإسرائيل، لا سيما مع التوقعات بإعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة بعد 4 سنوات.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن مسئول بالبنتاجون، مساء الجمعة، إن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" تحركت إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى.

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من تحريك قاذفات جوية من نوع "بي 52" إلى المنطقة. وأشارت القيادة المركزية إلى أن هذه المهمة المستمرة تظهر قدرة الجيش الأمريكي على نشر القوة الجوية القتالية في أي مكان في العالم في غضون مهلة قصيرة، والاندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين.

وأوضحت الصحيفة أن هناك اتفاقًا ضمنيًا بين إسرائيل وإدارة ترامب على ضرورة وضع عقبة في طريق خطط الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لإعادة فتح حوار مع إيران وإعادة الولايات المتحدة إلى الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب عام 2018، ولذا فالخيار الأمثل في هذا الصدد هو القيام بعمل يستفز رد فعل مضاد من إيران بما يجعل من الصعب على بايدن تبرير العودة إلى الاتفاق النووي.

وكما هو متوقع، اتهمت إيران بالفعل على ألسنة مسئولين سياسيين وعسكريين رفيعي المستوى إسرائيل بالمسئولية عن اغتيال محسن فخري زاده، متوعدة برد قاس، وبالنظر إلى تاريخ ردود الأفعال الإيرانية على خسائر مثل تلك، رجح خبراء أنه ما لم توجه إيران ضربة مباشرة بنفسها إلى مصالح أمريكية أو إسرائيلية، فسيتولى الرد وكلاء إيران الإقليميين مثل حزب الله اللبناني أو الجماعات المسلحة الموالية لطهران في العراق.

وأضافت الصحيفة أن هناك شواهد تعزز الرواية الإيرانية حول ضلوع إسرائيل في اغتيال محسن فخري زاده، بينها الشبه الكبير بين طريقة التنفيذ (إطلاق النار على الهدف مباشرة خارج منزله) والطريقة التي جرت بها تصفية 4 علماء إيرانيين آخرين مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني بين عامي 2010 و2012، اتهمت إيران إسرائيل أيضًا بالمسئولية عن مقتلهم.

ولكن في مقدمة الشواهد على تدبير إسرائيل عملية اغتيال فخري زاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذكر اسمه بالتحديد وعرض صورته خلال مؤتمر صحفي عام 2018 كشف فيه عن معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقدم نتنياهو فخري زاده باعتباره المسئول العلمي الرئيسي عن البرنامج النووي الإيراني، قائلًا للحضور "تذكروا هذا الاسم جيدًا".