الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء القنوت في صلاة الفجر

دعاء القنوت في صلاة
دعاء القنوت في صلاة الفجر

دعاء  القنوت في صلاة الفجر .. ذهب الإمام أحمد وأبو حنيفة رحمهما الله أن القنوت لا يُسن في صلاة الصبح أو غيرها من الصلوات، ويقتصر على الوتر فقط، وهو أمر ورد في الحديث الشريف عن رّسول الله صلى الله عليه السّلام: (أنَّ رسولَ اللَّهِ قنتَ شَهرًا يدعو على حيٍّ من أحياءِ العربِ ثمَّ ترَكَهُ)،[٣] وحديث الرّسول عليه السّلام: (عن أبِي مالكٍ قال قلتُ لأبِي: يا أبَتِ إنَّك قد صَلَّيتَ خلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبِي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمانَ، وعلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ هاهُنا بالكُوفةِ، نَحْوًا من خَمْسِ سِنينَ، أكانُوا يَقْنُتُون؟ قال: أيْ بُنيَّ! مُحدثٌ).

روي عن أنس - رضي الله عنه - : أن النبي- صلى الله عليه وسلم -أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان؛ فزعموا أنهم قد أسلموا، واستمدوه على قومهم «فأمدهم النبي- صلى الله عليه وسلم - بسبعين من الأنصار»، قال أنس: كنا نسميهم القراء، يحطبون بالنهار ويصلون بالليل، فانطلقوا بهم، حتى بلغوا بئر معونة؛ غدروا بهم وقتلوهم، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان.

ويُستفاد من الحديث مشروعية القنوت في النوازل، حيث إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قنت في النوازل في الصلوات كلها، والمشروع في ذلك أن يقتصر الناس في قنوتهم على وقت النازلة، فإن زالت تركوا القنوت.

وقنوت النوازل ليس له صيغة معينة ؛ وإنما يدعو المسلم في كل نازلة بما يناسب تلك النازلة، ولو قنت كل إمام جماعة أو كل مصلٍّ منفرد أو جماعة لم تبطل صلاتهم؛ لأن القنوت من جنس الصلاة.

"اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق.. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك".

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت

(اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ).


ورد سؤال للشيخ عبدالله العجمي أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول" هل دعاء القنوت واجب في صلاة الوتر".

أجاب العجمي، في فيديو له أن القنوت معناه مداومة العبادة كما قال الله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أى دائمين التعبد والخشوع لله تعالى.

وأضاف أن القنوت هو الدعاء الذي يأتي به المصلي بعد الركوع في الركعة الثانية من الفجر، أما عن هذا الدعاء بخصوصه وهو قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى السنن انه كان يقول (( اللهم إهديني فيمن هاديت وعافني فيمن عافيت الى آخر الدعاء ..))، والمعروف وهو أنه سُنة مؤكدة عنه صلى الله عليه وسلم فى الوتر، وكذلك فى صلاة الصبح أو فى الفجر وليس واجبًا.

حكمة القنوت سنة في الوتر في جميع أيام السنة ، والأفضل أن يكون بعد الركوع .

حكم القنوت فى الفجر وفى غيره؟
 
1-الأحناف: يرون وجوب القنوت فى الوتر، ولا يقنت فى الفجر ولا غيره إلا فى النوازل فيقنت فى الفجر الإمام ويؤمن من خلفه ولا يقنت المنفرد فى النازلة.

2- المالكية: يرون أنه لا قنوت إلا فى صلاة الفجر ويستحب أن يكون قبل الركوع .

3-  الشافعية:  يرون أن القنوت فى صلاة الفجر مستحب ، ولا قنوت فى الوتر إلا فى النصف الأخير من رمضان ولا قنوت فى غيره من الصلوات إلا فى النوازل ويكون بعد القيام من الركوع.

4-  الحنابلة: يرون أن القنوت فى الوتر ولا يقنت فى غيره إلا فى النوازل ويكون القنوت بعد الركوع .


ذهب الشافعية والمالكية إلى أن القنوت في صلاة الصبح سنة؛ لِما ورد عن أنس رضي الله عنه قال: ( مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا )
رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/162)، وقال النووي في "الخلاصة" (ص/450): صحيح، رواه جماعات من الحفاظ وصححوه. انتهى. وممن نص على صحته الحاكم في "المستدرك"، ومواضع من كتب البيهقي، والعلامة المعلمي في "التنكيل".
كما ثبت القنوت في الصبح عن جماعة من الصحابة والتابعين وأئمة السلف الصالحين.
يقول الإمام النووي رحمه الله: " واعلم أن القنوت مشروع عندنا في الصبح، وهو سنة متأكدة، لو تركه لم تبطل صلاته، لكن يسجد للسهو، سواء تركه عمدا أو سهوا " انتهى. "الأذكار" (ص/59)
ومحل القنوت في الصبح عند الشافعية في الركعة الثانية بعد الرفع من الركوع، وأما عند المالكية فقبل الركوع.
ومع ذلك لا ينكر قيام الخلاف في المسألة، فقد قال الحنفية والحنابلة بعدم القنوت في صلاة الصبح، فلا ينبغي الإنكار على مَن قنت، ولا على مَن لم يقنت، وإن كنا نرجح مذهب الشافعية في المسألة لقوة دليله، والمالكية والشافعية فقهاء الحجاز، ولديهم ما ليس لدى غيرهم من الآثار.
وننصح بعدم اتهام المسلمين بالبدعة والضلالة، فالمسلمون على خير، وكل منهم حريص على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز إحداث الفتن بينهم. والله تعالى أعلم.



 موضع دعاء القنوت اختلف العلماء في مَحلّ القنوت في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، هما: القول الأول: قال الشافعيّة والحنابلة بأنّ القنوت في الصلاة يكون بعد الاعتدال من ركوع الركعة الأخيرة، بعد قول: "ربنا ولك الحمد". القول الثاني: قال الحنفيّة والمالكيّة بجواز القنوت قبل ركوع الركعة الأخيرة، أو بعده، وأفضليّته قبل الركوع، وبعد القراءة، دون التكبير. الجهر بالقنوت اختلف العلماء في حُكم الجهر بالقنوت، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، وبيانها فيما يأتي: الرأي الأول: قال المالكيّة والحنفية بعدم استحباب الجهر في القنوت؛ استدلالًا بقول الله -تعالى-: (ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ)

 الرأي الثاني: قال الشافعيّة وبعض الحنفيّة باستحباب الجهر في القنوت للإمام دون المنفرد؛ إذ إنّ الأفضل في الذِّكر أن يكون بصورةٍ خفيّةٍ، ولا يُشرَع الجهر إلّا للإمام؛ ليؤمّن المُصلّون على دعائه. الرأي الثالث: قال الحنابلة باستحباب الجهر في القنوت للإمام والمنفرد؛ استدلالًا بفعل عمر بن الخطاب، وأُبَيّ بن كعب؛ إذ كانا يجهران بقنوتهما في صلاة الوتر. رفع اليدَين عند القنوت اختلف العلماء في مسألة رفع اليدَين عند القنوت، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، بيانهما فيما يأتي: القول الأول: قال المالكيّة بعدم استحباب رفع اليدَين حين دعاء القنوت؛ قِياسًا على الدعاء في التشهُّد، والسجود؛ إذ لا يرفع المُصلّي يدَيه فيهما. القول الثاني: قال الشافعيّة، والحنابلة باستحباب رفع اليدين حين دعاء القنوت؛ ويكون ذلك برفعهما إلى مستوى الصدر، ثمّ جعل باطنهما نحو السماء.

 القول الثالث: اختلف الحنفيّة في مسألة رفع اليدَين عند القنوت؛ فقال أبو حنيفة بإرخاء اليدَين وعدم رفعهما، وقال أبو يوسف ببَسطهما نحو السماء، ورُوِي عن محمدٍ وضع اليمين على الشمال. مسح الوجه بعد الانتهاء من القنوت تعدّدت أقوال العلماء في مسألة مسح الوجه بعد الانتهاء من القنوت في الصلاة، وذهبوا في ذلك إلى رأيَين، بيانهما فيما يأتي:

 الرأي الأول: قال الحنابلة باستحباب مسح الوجه بعد دعاء القنوت؛ استدلالًا بفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يمسح وجه بعد الانتهاء من الدعاء، وقال المالكيّة باستحباب مسح الوجه بعد الدعاء المُطلَق، ولم يتعرّضوا لحُكمه بعد القنوت.[٣٤]. الرأي الثاني: قال الحنفيّة والشافعيّة بعدم مسح الوجه بعد دعاء القنوت؛ لعدم ورود أي دليلٍ ينصّ على ذلك، وقياسًا على سائر الأدعية في الصلاة؛ حيث لا يُشرَع فيها مسح الوجه بعد الانتهاء منها.