أصبح إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا يعيش أوضاعا كارثية إنسانية نتيجة الصراع الدائر منذ حوالي شهر بين قادة جبهة التحرير، وحكومة رئيس الوزراء أبي أحمد، لتخرج الأمم المتحدة تحذر في تصريح صادم، بقرب وقوع أزمة غذائية داخله بسبب تصاعد القتال.
ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، قالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن الغذاء قد نفد الآن عن ما يقرب من 100 ألف لاجئ إريتري لجأوا إلى مخيمات في منطقة تيجراي الشمالية بإثيوبيا، والتي دخلت في صراع مع الحكومة منذ شهر.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة للاجئين بابار بالوش للصحفيين في جنيف، اليوم الثلاثاء "المخاوف تتزايد كل ساعة"، مضيفا: "ستنفد الإمدادات الغذائية في المخيمات الآن - مما يجعل الجوع وسوء التغذية خطرًا حقيقيًا، وهو تحذير نصدره منذ اندلاع الصراع قبل شهر تقريبًا".
وأضاف بالوش: "كما نشعر بالقلق إزاء التقارير غير المؤكدة عن وقوع هجمات وعمليات اختطاف وتجنيد قسري في مخيمات اللاجئين".
ويصادف غدا الأربعاء، مرور شهر كامل على إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اندلاع القتال في منطقة تيجراي بين القوات الفيدرالية والإقليم.
وقد تم قطع الاتصالات والنقل إلى منطقة تيجراي التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص، فيما طالبت الأمم المتحدة وجهات أخرى بالوصول إلى الإقليم لتوفير الغذاء والأدوية والإمدادات الإنسانية الأخرى.
ورفض رئيس الوزراء الإثيوبي، فكرة الحوار مع زعماء منطقة تيجراي، الذين أكدوا مواصلة القتال حتى بعد إعلان أبي أحمد في نهاية الأسبوع الماضي الانتصار، والسيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي.
وذكرت الحكومة الإثيوبية أنها ستنشئ ممرًا إنسانيًا لإيصال المساعدات، إلا أن الأمم المتحدة تريد أن يكون الوصول محايدًا ودون عوائق وفوري.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص في تيجراي يحتاجون الآن إلى المساعدة - وهو ضعف العدد قبل القتال - فيما نزح نحو مليون شخص بينهم أكثر من 45 ألف إثيوبي إلى السودان كلاجئين.
وأصبح 96 ألف لاجئ إريتري متواجدين في معسكرات بإثيوبيا بالقرب من حدود وطنهم في وضع حرج بعد الفرار، خاصة مع نفاذ الغذاء وظهور أنباء عن تعرض بعضهم للاعتداء أو الاختطاف.
وظلت إريتريا صامتة حيث اتهمها زعماء تيجراي بالانضمام إلى الصراع بناءً على طلب إثيوبيا، وهو ما نفته حكومة أبي.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق مطلع الأسبوع الحالي، إن حوالي 1000 من اللاجئين الإريتريين وصلوا إلى ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي ، بحثًا عن الطعام ومساعدات أخرى.
ومن جانبه قال بالوش: "منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، كانت إثيوبيا دولة مضيافة للاجئين الإريتريين ولكننا نخشى الآن أن يكونوا محاصرين في الصراع"، داعيا الحكومة إلى الوفاء بالتزاماتها تجاههم وحمايتهم من القتال الدائر.