الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: ألا بذكر الله تطمئن القلوب

صدى البلد


الذكر تزكية للنفس وصفاء للروح وراحة للبال ، به تتزكي النفس وتسمو الروح وتحلق وتسبح في حضرة ملكوت ربها  في حضرته عز وجل ويطمئن القلب  وينشرح الصدر لقوله تعالى، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"،  هذا والذاكر لله تعالى مذكور منه عز وجل حيث يقول سبحانه "اذكروني أذكركم"، ويقول جل ثناؤه: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا".
وفي الحديث القدسي يقول تبارك في علاه: "أنا حبيب من ذكرني، أنا جليس من ذكرني، أنا أنيس من ذكرني، من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ عندي خير من ملأه"، ويقول سبحانه: "أنا مع عبدي ما تحركت شفتاه بذكري"، ويقول جل جلاله: "من شغله ذكري عن مسألتي، أي عن الطلب والدعاء، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"، وجاء في هدي النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله أنه قال لصحابته رضي الله عنهم: "ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الورق والذهب والفضة، أي الإنفاق في سبيل الله، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربون أعناقهم ويضربون أعناقكم، أي خير من الجهاد في سبيل الله، قالوا، بلى يارسول الله، قال، ذكر الله"..
هذا ولقد كان من فضل الله تعالى وكمال هدي النبي الكريم أنه شرع لنا لكل وقت وحال وساعة ذكرا، تتداوى به النفس من عللها ويطهر القلب وتسمو الروح، فأمرنا بالاستغفار وجعله تطهيرًا للقلب مما علق به من الآثام والمعاصي فهو بمثابة صنفرة ربانية تجلي القلب وتزيل الران الذي علق به على أثر المعاصي والسيئات، يقول تعالى ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) . وبالإستغفار تزال الهموم وتكشف الكروب وتفتح أبواب الأرزاق لقول النبي الكريم  صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) . وجعل  سبحانه وتعالى الصلاة على حبيبه عليه الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار مصدرا لنور للقلب وإنشراحه ، ومفتاحا لكل خير وفضل وعطاء ..ولعظم فضل الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله.. بدأ الله تعالى بالصلاة عليه وعطف الملائكة عليه سبحانه في صلاته من قبل أن يأمرنا بالصلاة عليه حيث قال تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) . وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله بها عليه عشر .ومن صلى علي عشر صلى الله عليه مائة مرة . ومن صلى علي مائة مرة صلى الله عليه ألف مرة ومن صلى علي ألف مرة حرم جسده على النار ودخل الجنة )  .هذا وجعل عز وجل  كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله)  هدما للذنوب وتخليصا للقلب من العلائق والأغيار وسببا للسعادة في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة لقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله  ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة )  وهي مفتاح لأبواب السماء، ووسيلة للمغفرة والغفران..يقول صلى الله عليه وسلم وعلى آله  ( أكثروا من لا أله ألا الله فإنها تهدم الذنوب هدما ) 
وجعل التسبيح والتحميد والتكبير وقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم غرسا للعبد في الجنة وانشراحا لصدره في الدنيا وزوال همه وغمه ، وجعل سبحانه وتعالى قراءة القرآن مخزونا للحسنات وشفيعا للعبد يوم القيامة والأَجل من ذلك أنه قارئه يكلم الله ومستمعه يكلمه الله كما جاء في الحديث ( من أراد أن يكلمه الله فليستمع إلى القرآن ومن أراد أن يكلم الله فليقرأ القرآن ) . وهكذا لكل شيء ذكر.  هذا بالإضافة إلى أن في الذكر آيات للتحصين وآيات للشفاء وآيات للحفظ وآيات لتيسير الرزق وآيات لإزالة الهم وكشف الغم، وآيات للسلامة من فتن الدنيا ومحن الآخرة..
هذا ومن معطيات الذكر وأثره على نفس الإنسان على أثره تهدأ النفس ويطمئن القلب ويستريح البال وينشرح الصدر ومعلوم أنه على أثر ذلك يقام الإنسان في السعادة ..الحلقة المفقودة في عالم المادة وفي دار الابتلاء، عزيزي القارئ الكريم من أجل ذلك كله يجب عليك ألا تفوت ساعات وأيام وليالي من عمرك وحياتك . بل نفسا من أنفاسك دون اغتنامها في طاعة الله تعالي وذكره  ولنغتنم الأوقات الطيبة المباركة ونجتهد في طاعة الله تعالى وذكره، ولنتذكر أن الرحمات والنفحات والتجليات الإلهية  لأهل طاعة الله تعالي وذكره والمقبلين عليه عز وجل والمشتغلين بطاعته وذكره، هذ ولا حظ  للمدبرين والمعرضين والغافلين عنه ذكره عز وجل.. هذا ومن ليس له ورد من الذكر فهو الغافل والمقطوع عن الله تعالى ولنتذكر قول الهادي البشير السراج المنير عليه الصلاة والسلام: "مثل الذاكر بين الغافلين كمثل الحي بين الأموات"، أعانني الله وإياكم على طاعته وذكره سبحانه ونسأله عزوجل أن يرزقنا الإعانة والتوفيق والقبول .