EN 
بوجهٍ بشوش يُقبل على زبائنه، حاملًا على ظهره حقيبته وبيده عدة "شرابات وسِبَح" ينطلق بهم يوميًا من محافظته كفر الشيخ إلى مدينة دمنهور في محافظة البحيرة، ليطوف على الكافيهات والمقاهي المنتشرة في الشارع سعيا لكسب رزقه من أجل مساندة والده على تحمل أعباء المعيشة.. هذا هو حال الطفل "إسلام أحمد الغنام" الطالب بالصف السادس الابتدائي.
"ببيع شربات وسبح لأساعد بابا، وبعد الدراسة بذاكر وبنزل أبيع، وأصحاب الكافيهات عارفني" هكذا حكى الطفل "إسلام" البالغ من العمر 12 عامًا، عن عمله، الذي حظيَ بحب أصحاب الكافيهات والمقاهي، وأصبح معروفًا لدى الزبائن فما إن دخل على أحدهم حتى يستقبله بابتسامة عريضة، ويشتري منه، حبًا فيه وفي أدبه وذكائه ولباقته.
اقرأ أيضا :
عاشق الورد من ليبيا إلى مصر يروي أسرار الغربة و الزراعة في المنازل بالبحيرة
قال إسلام لـ"صدى البلد"، إنه بدأ في بيع الجوارب والسِبَح منذ عامين لمساندة والده في التغلب على ظروف المعيشة الصعبة والمساهمة في توفير نفقات الأسرة، مضيفًا أنه مقيم بمحافظة كفر الشيخ ويَقدُم يوميًا إلى مدينة دمنهور للبيع فيها ويجوب الشوارع قاصدًا الكافيهات والمقاهي مثلما اعتاد، مضيفًا: "بوصل دمنهور يوميًا حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحًا، لكن أيام الدراسة بنزل الساعة الثامنة أو التاسعة مساءً، وبذاكر أيام إجازة الشغل".
وأكمل: "لدي أخ صغير 6 سنوات، ووالدي بيشجعني على الدراسة وكذلك خلال العمل والجميع يعرفني ويُحسن معاملتي ومش بتكسف من الشغل"، لافتًا إلى أن ما يبيعه هو ووالده من جوارب وسِبَح من صنع أيديهم في منزلهم.
من بيع الجوارب والسِبح يبدأ "إسلام" تحقيق حلمه وهو الالتحاق بكلية الشرطة من خلال الاجتهاد في مذاكرته متخذًا من كدّه وكفاحه دافعًا لذلك، قائلًا: "بذاكر دروسي أولًا بأول عقب عودتي من الدراسة قبل النزول للبيع، وأيضًا أثناء الإجازة من العمل، لتحقيق حلم عمري بأن ألتحق بكلية الشرطة وأكون ضابط".
