الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجديد حبسه ١٥ يوما.. التفاصيل الكاملة في واقعة شاب هتك عِرض شقيقته بسوهاج

صدى البلد

أخذ شاب في العقد الثالث من العُمر يسبح في بحر المواد المُخدرة الذي لم ينجو منه سوى قلة قليلة من أبناء مصر ولم يستطع الخروج إلى شط آمن منه سوى من ضرب قلبه الإيمان وعقله العزيمة كي يخرج من دائرة الإدمان بأقل خسائر مُمكنة، ولكن هذا الشاب أحد أبناء محافظة سوهاج  أقصى جنوب الصعيد لم يتمكن من مُفاداة تلك الخسائر حتى خسر والده وشقيقته ومستقبله.

"كان يتعاطى كل انواع المخدرات ويبرر تصرفاته بأنه ليس في وعيه وغصبا عنه لكي نسامحه ونسكت"، بهذه الكلمات أخذت والدة الشاب العشريني الذي هتك عِرض شقيقته ٩ سنوات، تتحدث لـ "صدى البلد" عن مُعاناة أسرة بأكملها معه ومنه، حيث أنه نجلها الأول ويُعد أول فرحتها بالحياة، ولم تستطع أن تتحمل أذيته رغم بلطجته عليهم جميعًا.

شاب يبلغ من العُمر ٢٧ عامًا، وهو أكبر أشقاءه الثلاث، سلك درب الإدمان منذ سن المُراهقة في غياب تام من الأسرة ووعيها، حتى بدأت أثارها تظهر عليه وعلى تصرفاته بشكلًا ملحوظًا، فقد كان يتحرش بشقيقته التي تصغره بسبعة سنوات، أثناء فترة خطبتها؛ حتى قررت أن تتعجل في زيجتها كي تخرج من بيت أسرتها بسلام من تحت يدي شقيقها الأكبر؛ فيتعدى الادمان حدود العقل ويحاول اغتصابها عقب زواجها بعدة أيام.

"انتا مجنون اخرج برا يا حيوان لاقتلك امشي"، هذه الكلمات التي كانت تُرددها وهي تحاول اخراجه خارج شقة زواجها حتى تمكنت من ذلك بالفعل ومن ثم اتصلت بوالديها لتبلغهما فيكون رد والدتها عليها "ارجوكي متقوليش لا لجوزك ولا لابوكي وانا هربيه والله وهعاتبه بس والنبي حقك عليا خلاص اخوكي مش في وعيه انتي عارفه هيروح مننا"، لقد كانت امومتها تقتل أسرة بأكملها وتُحطم طفلتها الصغرى دون علم لها بما تفعل.

فقد كان المدمن يُغفلهما جميعًا، ويُخيف شقيقته الصغرى التي تصغره بعشرة سنوات، والتي دائمًا تراه يتعدى على والدها بالضرب المُبرح الهادم لكبرياء وكرامة الوالد، "شوفتي عملت إيه في ابوكي النهاردة اهو بقى لو حد عرف اللي انا هعمله معاكي ده هخليكي تشوفيه مدبوح قدام عينك وتبقي انتي اللي جنيتي عليه"، فيدب الخوف في قلبها والقشعريرة تملأ جسدها، فتغلق فمها وتتحمل هتك عِرضها منذ إن كانت طفلة بضفيرتين يتدليان على وجهها كقطة جميلة، لم تكن تعرف سوى اللهو وأفلام الكرتون، ليُعجزها شقيقها بتعب لم تفهم له معنى.

"لما كبرت وفهمت كل حاجة بقيت ألبس لبس واسع واقعد دايمًا في البيت بالحجاب عشان مثيرهوش أبدًا وفعلًا بقى كل فين وفين لما يجي ناحيتي وحمدت ربنا أنه بعد عني ومش زي الأول"، وهنا تتحدث ابنة السبعة عشر عامًا لـ"صدى البلد" عما كان يحدث معها، مُشيرة إلى أنه جاء عليه اليوم الذي طلب فيه أن يُقيم علاقة كاملة معها، فخشيت أن يغتصبها يومًا ما وقصت على شقيقتها الكبرى كل ما كان يحدث منذ صغرها، فتصدمها ويقع على عقلها وقلبها الأمر كصاعقة كهرباء تضرب بجسدها كاملًا، وتُقرر إبلاغ الشرطة، فيذهب الشاب ليتهجم على الصغرى ليسلبها شرفها انتقامًا منها لما فعلته.


فيشاهدهما الأب في نزاع وصراع وتُهمهم الفتاة بعدة كلمات أمامه يشعر منها الأب بعجزه في حماية طفلته من هذا الوغد طيلة الأعوام الماضية، ويندم على صمته وقلة حيلته أمام المخدرات التي اصابت نجله كسرطان لم يُفارقه سوى بتدمير خلاياه وقتله، فيذهب بشوارع محافظة سوهاج كالمجنون الذي يتحدث لنفسه فاقدًا عقله، وتأخذه قدماه إلى محطة السكك الحديدية ليُلقي بذاته أسفل عجلات القطار، ويُنهي حياته مُنتحرًا.

فتذهب القاصرة بنفسها إلى مركز الشرطة لتُبلغ عن شقيقها وتتخلص منه، وتأخذ حقها وحق عُمر والدها الذي انتهى بقلة حيلة منه، فيُعرض الشاب على النيابة العامة وتُقرر حبسه اربعة أيام على ذمة التحقيقات ثم تم تجديدها إلى خمسة عشر يوًما أخرى لحين استكمال التحقيقات وبيان تقرير كشف الطب الشرعي على الطفلة.

ويظل السؤال هنا كيف لم تحمي الأم صغيرتها طيلة هذه المدة؟ كيف تركت الفرصة أمام نجلها التي تعلم حالته جيدًا بأن يختلي بشقيقته الصغرى لمدة تسعة سنوات؟ كيف لم تشعر ليلة ما بمشقة وتعب ومرض هذه الصغيرة؟ كيف لأم وظيفتها رعاية اطفالها والوعي الكامل بهم وبحالتهم الصحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية أن لا تعلم بهتك عِرض فتاتها بفترة تقترب من العقِد؟