الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طفل عربة الموز .. يوسف طالب يذاكر على كنبة بالشارع والأول على مدرسته

صدى البلد

على أريكة  مهترئة أهلكتها حرارة الشمس وضع "يوسف محمد" ذات ال 13 كتبه الدراسية عليها  ليبدء مذاكرته في اجتهاد وشقاء ليراقبه المارة وهو جالس على الأريكة المنصوبة  على جنبات الطريق بمنطقة العمرانية و أعينه في كراسه وبجواره عربة الموز التي يعمل عليها هو أبيه لكسب لقمة العيش بالحلال و كد لا يعرفه سوى الرجال اصحاب الزمم العفيفة.



يساند الطفل "يوسف" والده الأربعيني من خلال بيع الموز معه عبر عربة صغيرة محملة بالثمار، بعد انهاءه يومه الدراسي ليرتدي ملابسه المنزلية البسيطة ويحمل معه كتبه ويضعها على أريكة خشبية قديمة مرتكزه على رصيف بشارع خاتم المرسلين الكائن بمنطقة العمرانية، ليبدأ مذاكرته ليحقق أهدافه وطموحاته ليصبح إنسان ذي شأن عند كبره ليفتخر به والده  مثلما يفتخر  " يوسف"  بوالده و يقدره .



لا يجد " يوسف" حرجا في بيع الموز مع والده والمذاكرة في الشارع بل يرى أنه أمر واجب عليه، مثل اي رجل  يساند أسرته في لقمة عيشها لكونه جزء منها لهذا لابد أن يعتمد عليه رغم صغر سنه، لامتلاكه شيم الرجال وهذا ما زرعه فيه والده منذ طفولته، وذلك بحسب تعبير الطفل "يوسف لموقع " صدى البلد".


" نفسي اطلع بنأدم كويس وحلو وانا بحب اساعد والدي وبذاكر جنب لقمة عشان" كلمات وصف بها يوسف ذات الوجه البريئة  حاله لتحكي عينه عن فراسته وذكائه في الدراسة والحياة، لينم كلامه وأفكاره عن طفل بعقل رجل يهوى أن يكون له مستقبل مبهر مبين ضابط أو مهندس من خلال تفوقه الدراسي.


حقق "يوسف" الذي يدرس بالصف الخامس الابتدائي، المرتبة الأولى على مدرسته ليثبت للجميع تفوقه واجتهاده، ويؤكد أن شقاءه مع والده ودراسته بجوار عربة الموز لم تذهب هباءا ليصبح مثلا يحتذى به بين زملاءه بمدرسة العمرانية المشتركة.



يعد الطفل "يوسف"  أكبر إخوته لذا  دائما يحنوا على إخوته ويحتويهم وبعض الأعيان يستقبل إخوته وبذاكر لهم على نفس الأريكة التي تقبع بالشارع المذكور، حتى ينتهى هو ووالده من بيع الموز ويذهبان إلى منزلهما بعد يوم شاق من المذاكرة والبيع .


يعتمد يوسف على ذاته في المذاكرة  دون أن يعاونه أحد " انا يذاكر بنفسي ويعتمد على حالي والصراحة انا مش محتاج مساعدة من حد وانا نفسي ابقى ظابط واهلي يبقوا فخورين بيه".


تلقى " يوسف " وعد من والده بأن يظل يدعمه حتى يحقق طموحه الدراسي الذي يتمنى" والدي قالي أنه هيفضل جمبي ويساعدني انجح حتى لو اخر نفس في عمره، وانا يساعده من غير مطلب حاجة هو من نفسه بيديني مصروف ومش حرمني من حاجة".


بعشق الطفل "يوسف" مادة الرياضيات  ويتمنى في حال عدم دخوله كلية الشرطة أن يصبح مهندس ذي شأن، مؤكدا على طموحه فأن يصبح رجلا تفتخر به أسرته التي تكد من أجل تحقيق ما يتمنى في المستقبل.


يتمنى " يوسف" بأن كل اب لا يتخلى عن ابنه ويسانده ولا بتركه في الشوارع مشردا ، لكون هذا الأمر يصعب تحمله في نظر ايرشخص،  كما يحلم يوسف بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليطلب منه بناء المزيد من المدارس في المستقل تسع جميع الطلاب البسطاء، الذي يعتبر "يوسف"  نفسه واحد منهم.