قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ضربة معلمة تفقد طفلا بصره في نجع حمادي.. ووالده لـ "صدى البلد": 18 غرزة وكفالة 2000 جنيه.. هل هذا ثمن عين ابني؟!

الطفل عمر ياسر
الطفل عمر ياسر

في القرى البعيدة عن ضجيج المدن، تظهر حكايات تهز القلب، حيث بدأ قصة طفل لم يكن يعرف من الدنيا سوى طريق المدرسة ودفء البيت، قبل أن تنطفئ نافذة الضوء في عينيه.

"يا بابا أنا مش شايف… هي عيني راحت فين؟"، بهذه الكلمات المكسورة، يسأل الطفل عمر ياسر والده كل يوم.. سؤال صغير في حجمه، ثقيل في وجعه.

عمر طفل من مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، خرج ذات صباح إلى مدرسته يحمل شنطته وأحلامه الصغيرة، وعاد إلى أهله بعين انطفأ نورها إلى الأبد.

ولم تكن عودة عادية، كانت عودة مثقلة بالصمت، وبضحكة غابت، وبنظرة لم تعد ترى، ضربة قاسية من معلمته في مدرسة اللغات الابتدائية بالألومنيوم كانت كفيلة بأن تنهي مستقبل عين كاملة لطفل ما زال يتعلم أولى كلمات الحياة، لم يفقد عمر النظر فقط، فقد جزءا من طفولته، ومن أمانه، ومن فرح كان يسبق عمره.

ومن جانبه، قال والد عمر ياسر- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، إن ابني يحتاج إلى إجراء عملية جراحية عاجلة في مركز الإبصار وشبكية العين.

وأضاف ياسر، أن في يوم 25/11، وأثناء خروج ابني عمر من الفصل متجها إلى الفسحة، كان ينزل على السلم، فقامت المدرسة بضربه بعصا، مما أدى إلى دخول العصا في عينه، ونتيجة لذلك تسرّبت مياه العين بالكامل.

وأشار ياسر، إلى أن بعد الحادث، تم احتجاز المدرسة يوما واحدا في المركز، ويومين في المستشفى، ثم تم الإفراج عنها بكفالة قدرها 2000 جنيه.

وتابع: "بعد ذلك توجهنا بابني إلى مستشفى الألومنيوم، وهناك قرر الأطباء تحويله إلى محافظة سوهاج عن طريق الإسعاف، وبالفعل انتقلت به إلى سوهاج، حيث أجريت له الأشعات والفحوصات اللازمة، وأخبرني الأطباء أن عين ابني قد تضررت بشكل كامل". 

واختتم: "تم إجراء عملية جراحية له، وخضع خلالها لـ 18 غرزة، وما زال يحتاج إلى متابعة وعلاج مستمر، في ظل ظروف صعبة لا نملك معها القدرة على تحمل تكاليف العلاج وحدنا".

والجدير بالذكر، أن أهله ناس بسطاء، "حيلتهم قليلة".. يقفون عاجزين أمام مصاريف الأطباء والمستشفيات، وأمام وجع أكبر من قدرتهم. ثم جاء السؤال الأشد قسوة: كيف يقدر ثمن عين طفل؟ كيف يختصر مستقبله في رقم؟ قيل لهم: "ألفان من الجنيهات… كفالة".

فهل يعقل أن يكون هذا ثمن عين طفل؟.. وهل يمكن لرقم صغير أن يطفئ نورا كان من حقه أن يكبر؟