داليا زيادة: أزمة كورونا أعادت توصيف العلاقة بين الدولة والمواطن

قالت داليا زيادة، مدير مركز الدراسات الديمقراطية الحرة، إنه على الرغم من المآسي الكثيرة التي خلفتها أزمة انتشار فيروس كورونا على العالم، إلا أنه في خضم معركة البشر مع هذا الكائن المجهري، ليس فقط على المستوى الطبي والعلمي، وعلى المستوى السياسي والاقتصادي، حدثت أمور تجعلنا متفائلين بالمستقبل، ومنها مثلًا الأثر الذي خلفته الأزمة على علاقة المواطن مع الدولة، حيث إن أزمة كورونا أعادت توصيف العلاقة بين الدولة والمواطن، من حيث أصبح المواطن أكثر نشاطًا وتفاعلًا وأسرع من حيث التدخل في إدارة الأزمات، بما يقدر عليه طبعًا، مع الدولة.


وأضافت داليا زيادة لـ" صدى البلد"، أن هذا يعتبر طفرة في دول مثل مصر ظل المواطنون فيها لعقود يتعاملون مع الدولة بشكل أبوي، بمعنى أن الدولة بالنسبة للمواطن كانت بمثابة الأب المسئول عن توفير كل شيء، والمواطن متلقٍ ومستهلك فقط، لكن بفضل أزمة كورونا، وما ترتب عليها من أزمات اقتصادية، وجدنا المواطنين أكثر إقبالًا على التطوع للقيام بأنشطة والتبرع لأعمال خيرية من أجل مساعدة المرضى أو توفير الأدوات الطبية اللازمة له، أو توفير الطعام لكبار السن، وغير ذلك.


وتابعت: "أثر ذلك بشكل مباشر على نشاط الجمعيات الأهلية التي تعمل في الأنشطة الخيرية، وزاد من انتشارها وتأثيرها، بما أعاد الثقة مرة أخرى في المجتمع المدني، سواء من جانب الدولة أو من جانب المواطنين، بعد أن كان ينظر دائمًا للمجتمع المدني على أنه فقط مجموعة من المنظمات تقوم بأنشطة سياسية تتحدى هيبة الدولة أحيانًا، أو تتبنى خطابا نخبويا بعيدا عن هموم الشارع. وأصبحت الدولة أيضًا تنظر من جديد للمجتمع المدني على أنه شريك لا غنى عنه في خدمة المواطنين في إطار الخطة الشاملة للدولة".