الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمام الاستعداد.. قادر وحسم وردع مناورات عسكرية نفذتها القوات المسلحة في 2020 .. 33 تدريبًا داخليا وخارجيا مع أقوى الجيوش العالمية.. والمهمة: حماية وطن

الجيش المصري - صورة
الجيش المصري - صورة تعبيرية

لم يكن غريبًا على الجيش المصري، أقدم جيش نظامي عرفهُ التاريخ، بأن يكون حصنًا وسندًا، لشعب، تقع دولتهُ في مركز العالم ، وجدار صُلب لحماية مقدساته في مختلف العصور، سطّر فيها المئات من المعارك والبطولات العظيمة، حتى أصبح حجر زاوية يحترمه العالم ويقدره ويعرف قيمته جيدا، وقدرته القتالية أيضًا.


وعلى مر العصور، اختلفت التحديات على الجيش المصري، لكن على الرُغم من اختلاف التحديات، لم تختلف عقيدته، لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا  بالشعب المصري، مما خلق حالة فريدة ساهمت في جعله "كتلة صُلبة"، من المستحيل أن تُفكك مهما كانت الظروف والتحديات التي تشهدها مصر.
 
ومع اختلاف العصور، اختلفت التحديات، لكن تلك الفترة التي تشهدها مصر حاليًا، ومنطقتها العربية ومحيطها الإقليمي وعمقها الأفريقي، الأصعب في التاريخ، حيث تدرك القوات المسلحة حجم التحديات والتهديدات المحيطة، ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها، وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هى مصر.

ومع قيام أحداث "25 يناير"، وثورة 30 يونيو، تغيرت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص دول الجوار، فُرِض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا، وألقى ذلك على عاتق القوات المسلحة مهامًا إضافية، على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة.

ولذلك، اهتمت القيادتان السياسية والعسكرية منذ عام 2013، بتقوية وتدعيم القوات المسلحة، فى مختلف أفرعها الرئيسية وتشكيلاتها القتالية، ووحدتها ومختلف منظوماتها على مختلف المستويات، بكل ما تحتاجه من قدرات قتالية ودعم إدارى وفنى ورعاية معيشية، كى تكون قادرة فى كل وقت على مجابهة التحديات التى تتفجر حول مصر وعلى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.

فمنذ اللحظة الأولى من تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، أخذ على عاتقه، تحقيق طفرة نوعية حقيقية في التسليح والتدريب والتكنولوجيا، والتصنيع، فقد اعتمدت القيادة السياسية على خطط توطين الصناعات العسكرية مع كبرى شركات التسليح العالمية، وصولا إلى نجاح مصر في تنظيم أكبر معرض للسلاح، وهو الأول في تاريخ مصر، وفي أفريقيا لتكون محط أنظار العديد من دول العالم في هذا المجال.

جيوش العالم تنظر لمصر

ولأن مصر الأكثر قوة وجاهزية من الناحية التدريبية والقتالية في منطقة الشرق الأوسط، فلقد نفذت القوات المسلحة أكثر من 20 تدريبا عسكريا خلال عام 2020، مع الدول الصديقة والشقيقة ، مع أكبر وأقوى الجيوش العالمية،  سواء كانت تلك التدريبات داخل مصر أو خارجها، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان أن تم تنفيذ تدريبات داخل وخارج مصر في نفس التوقيت.

شاركت القوات المسلحة في تلك التدريبات بأفرعها الرئيسية وإداراتها المختلفة، وذلك في دلالة واضحة على قدرة الجيش المصري الكبيرة واستطاعاته لتنفيذ تلك التدريبات التي تتطلب الإمكانات القتالية والبشرية والفنية واللوجستية الهائلة، من أجل الوصول للمستهدف من تلك التدريبات، وهي الاستعداد والجاهزية القتالية للقوات المسلحة المصرية.

20 تدريبا عسكريا مع الدول الصديقة والشقيقة في 2020

نفذت القوات المسلحة المصرية في عام 2020، العديد من المناورات والتدريبات العسكرية المختلفة، سواء كان في نطاقها، أو خارج حدود الدولة، حيث تنوعت تلك التدريبات ما بين "الجوية – البحرية – الدفاع الجوي - البرية"، مستخدمة فيها أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مما أظهر قوة مصر العسكرية، بتنفيذها أكثر من تدريب في توقيت واحد، مع دول كثيرة.

كما أن الجيش المصري نفذ العديد من التدريبات المختلفة، مع مدارس عسكرية متنوعة، الشرقية منها والغربية، وذلك في دلالة واضحة على القدرة المصرية الخاصة بتنفيذ أي تدريب بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية.

فقد نفذت القوات المسلحة تدريبات عسكرية مع كل من "البحرين – السعودية - السودان - فرنسا – اليونان - اسبانيا - قبرص"، وكانت من أبرز تلك التدريبات العسكرية هي: "سيف العرب - ميدوزا - جسر الصداقة - نسور النيل - مرجان - t1 - "، كما قامت القوات المسلحة لأول مرة بإرسال وحدات بحرية إلى روسيا لتنفيذ التدريب العسكري و"جسر الصداقة"، كذلك تم تنفيذ تدريب عسكري لأول مرة مع السودان وهو التدريب العسكري "نسور النيل"، الذي شاركت فيها القوات الجوية المصرية، وقوات النخبة من الصاعقة. 

13 مناورة وتدريبا عسكريا داخليا

على الرُغم من جائحة فيروس كورونا المتسجد "كوفيد - 19"، إلا أن ذلك لم يمنع تنفيذ الأنشطة والتدريبات العسكرية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة، على كافة الاتجهات الإستراتيجية للدولة، لتنفيذ أي مهمة تطلب من القوات المسلحة لحماية الأمن القومي المصري، والمصالح المصرية، وكانت أبرز تلك التدريبات:

المنطقة المركزية العسكرية

= المناورة "ردع - 2020"
= المشروع التكتيكى بجنود ذو جانبين "إصرار - 9"
= مشروع مراكز قيادة خارجى ذو مستويين "فتح – 41"

الجيش الثاني

=المشروع تكتيكى "بجنود" بالذخيرة الحية 
= مشروع مراكز القيادة الخارجي "بشير 21" 
= المشروع التكتيكى "بجنود" 

الجيش الثالث

= المشروع التكتيكي بجنود "صمود - 16" 
= مشروع مراكز القيادة الخارجى "إعصار 60" 

المنطقة الجنوبية العسكرية

= المشروع التكتيكى بجنود ذو جانبين " نصر 18" 

المنطقة الغربية العسكرية

= المناورة "حسم 2020"
= المشروع التكتيكى بجنود " بدر- 6 " بالرماية بالذخيرة الحية

المنطقة الشمالية العسكرية

= المشروع التكتيكى "بجنود"
= مشروع مراكز القيادة الخارجى "طارق 40"

إجراءات الاصطفاف والتفتيش

شهد الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، العديد من إجراءات الاصطفاف والتفتيش ، لعدد من وحدات وتشكيلات القوات المسلحة المختلفة، والتي كانت أبرزها:

الجيش الثالث

تفتيش حرب لأحد تشكيلات الجيش الثالث
تفتيش الحرب لأحد تشكيلات الجيش الثالث الميدانى

المنطقة الغربية العسكرية

إجراءات الاصطفاف والاستعداد القتالى لعناصر تأمين القوات المسلحة 
إجراءات الإصطفاف والاستعداد القتالى لعناصر القوات المسلحة 

قوات المظلات والصاعقة

إصطفاف عناصر قوات المظلات
إصطفاف عناصر قوات الصاعقة

المناورة قادر 2020

نفذت تشكيلات ووحدات القوات المسلحة من القوات البرية والبحرية والجوية، وقوات الدفاع الجوي، إضافة إلى عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات، عددًا من الأنشطة التدريبية «قادر 2020»، مطلع العام، تتضمن عمليات الفتح الإستراتيجي للقوات على جميع الاتجاهات الإستراتيجية للدولة وعلى ساحلى البحرين الأحمر والمتوسط.

وجرى تنفيذ عدد من الرمايات بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة من القوات البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوى، بما يثبت قدرة القوات المسلحة على تأمين المصالح القومية للدولة، والتعامل مع كافة العدائيات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى توقيت متزامن، كما استعرضت القوات المسلحة لأول مرة، عددًا من الأسلحة الروسية الحديثة التي دخلت الخدمة مؤخرا، مثل الطائرة المقاتلة "ميج 29 أم 2 – mig29 m2" والطائرة الهليكوبتر "كاموف 52"، ومروحية القتال والنقل متعددة المهام "mi 24".

وتعد المناورة قادر 2020، تأكيدًا على قوة وجاهزية القوات المسلحة لحماية مقدرات وثروات الوطن، حيث شهدت القدرات القتالية للقوات المسلحة تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الماضية.

قاعدة برنيس العسكرية

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ، قاعدة برنيس، أكبر قاعدة عسكرية بمنطقة البحر الأحمر، والذي شهد فيها ، المرحلة الختامية للمناورة قادر ۲۰۲۰، والتي نفذت مطلع هذا العام.

وقاعدة برنيس العسكرية تعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية، حيث تم إنشاؤها في إطار إستراتيجية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لجميع المهام التي توُكل إليها على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، كما أن بناء القاعد تعكس فلسفة القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة في بناء قواعد عسكرية تكون مرتكزًا لانطلاق القوات المسلحة المصرية لتنفيذ أي مهام توكل إليها بنجاح.


وقاعدة برنيس العسكرية التي تم إنشاؤها في زمن قياسي خلال أشهر معدودة، تعد إحدى قلاع العسكرية المصرية على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، بقوة عسكرية ضاربة في البر والبحر والجو، ارتباطًا بمختلف المتغيرات الإقليمية والدولية، مما يعزز التصنيف العالمي للقوات المسلحة المصرية، بين مختلف الجيوش العالمية.

والقاعدة تقع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها 150 ألف فدان، وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكريًا، وعددا من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة، كما تضم القاعدة رصيفًا تجاريًا ومحطة استقبال ركاب وأرصفة متعددة الأغراض وأرصفة لتخزين البضائع العامة وأرصفة وساحات تخزين الحاويات، بالإضافة إلى مطار برنيس الدولي ومحطة لتحلية مياه البحر.

والهدف الاستراتيجي لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية؛ يتمثل في حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر، فضلًا عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية ۲۰۳۰.