الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القنبلة النووية.. ماذا يعني رفع إيران تخصيب اليورانيوم إلى 20%؟

نموذح للقنبلة النووية
نموذح للقنبلة النووية (أرشيفية)

يبدو أن إيران اتخذت قرارها حيال الاتفاق النووي، وقررت إطلاق رصاصة الرحمة على الصفقة التي بدأت تتآكل، وقت إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، سحب بلاده من الاتفاق، حيث أعلنت طهران اليوم رسميًا استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشآتها النووية "فوردو" المبنية تحت الأرض.

ولقي إعلان إيران إدانات سريعة وتحذيرات من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي توقع عواقب وخيمة لهذا القرار، ولكن السؤال الأهم هنا  ما الذي أنجزته إيران حتى الآن في هذا الشأن؟ وما مدى اقترابها من امتلاك القنبلة النووية؟.

وضعت الصفقة النووية التي توصلت إليها إيران مع الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، قيودًا على نشاط طهران في المجال النووي وكانت تلك القيود تهدف إلى تمديد الفترة اللازمة لكي تنتج فيها إيران مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية، إذا ما قررت ذلك، إلى عام على الأقل بدلا من شهرين أو ثلاثة أشهر.

لكن على الجانب الآخر، تقول إيران إنها لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية وأكدت أنها لن تفعل ذلك أبدًا وستستغل الطاقة النووية للأغراض المدنية فقط.

وبدأت طهران في العام الماضي خرق القيود التي ينص عليها الاتفاق خطوة تلو الأخرى ردًا على قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق في مايو 2018، وإعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها، وأدى ذلك إلى تقليل الفترة اللازمة لإنتاج المواد الكافية لصنع سلاح نووي، غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على تنفيذ الاتفاق تشير إلى أن إيران لا تمضي قدما في عملها النووي بالسرعة التي تمكنها من امتلاك القنبلة.

وسعت الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق بالضغط على ترامب وإيران للعودة إلى الاتفاق ولكن دون جدوى، لكنها تأمل في أن يعود الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن إلى الاتفاق، فور تسلمه السلطة في 20 يناير المقبل.

ماذا أنجزت إيران في برنامجها النووي حتى الآن؟

خالفت إيران الكثير من قيود الاتفاق غير أنها مازالت تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتتيح المجال لعمل مفتشيها بموجب واحد من أشد برامج التحقق النووي المفروضة على أي دولة تدقيقا.

- اليورانيوم المخصب: يقصر الاتفاق النووي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب على 202.8 كيلوجرام وهو ما يعد نسبة ضئيلة للغاية من أكثر من ثمانية أطنان قامت إيران بتخصيبها قبل الاتفاق. وتجاوزت إيران هذا الحد في عام 2019 . وقدر تقرير الوكالة الدولية لشهر نوفمبر أن المخزون يبلغ 2442.9 كيلوجرام.

- مستوى التخصيب: يفرض الاتفاق حدا أعلى للمستوى الانشطاري الذي يمكن لإيران أن تخصب اليورانيوم به عند 3.67 في المئة وهو ما يقل كثيرا عن مستوى 20 في المئة الذي حققته قبل الاتفاق وأقل بكثير من المستوى اللازم لصنع السلاح النووي وهو 90 في المئة، ولكن إيران خالفت إيران هذا القيد في يوليو عام 2019 وظل مستوى التخصيب ثابتا عند ما يصل إلى 4.5 في المئة منذ ذلك الحين.

- أجهزة الطرد المركزي: يسمح الاتفاق لإيران بإنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام حوالي 5000 جهاز من الجيل الأول (آي آر-1) من أجهزة الطرد المركزي في وحدة نطنز التي أنشأتها تحت الأرض لتسع أكثر من 50 ألفا من هذه الأجهزة.

ويمكن لهذه الوحدة تشغيل أعداد صغيرة من أجهزة أكثر تقدما فوق الأرض دون تراكم اليورانيوم المخصب. وكان لدى إيران حوالي 19 ألفا من أجهزة الطرد المركزي العاملة قبل الاتفاق.

وفي 2019 قالت الوكالة الدولية إن إيران بدأت التخصيب بأجهزة متقدمة للطرد المركزي في معمل تجريبي فوق الأرض في نطنز. ومنذ ذلك الحين بدأت إيران نقل ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة إلى مصنعها تحت الأرض.

ما مدى اقتراب إيران من تحقيق غايتها والحصول على القنبلة النووية؟

تباينت التقديرات بشأن الفترة اللازمة لامتلاك المواد التي تحتاجها إيران لصنع القنبلة النووية، حيث يقول بعض الدبلوماسيين والخبراء النووين، إن نقطة البداية التي كانت عاما بموجب الاتفاق تقدير متحفظ، لأن إيران تحتاج وقتا أطول من ذلك لصنع قنبلتها النووية.

في المقابل، قدر مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة، ديفيد أولبرايت، المعروف بموقفه المتشدد تجاه إيران، أن الفترة اللازمة التي تحتاجها طهران لصناعة القنبلة النووية، قد تكون أقصر من التقديرات المذكورة أعلاه، مشيرًا إلى أن تلك الفترة قد تصل إلى ثلاثة شهور ونصف الشهر، رغم أن ذلك قائم على افتراض أن إيران ستستخدم ألفا من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي استبعدت بموجب الاتفاق.

وتظن المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن طهران امتلكت برنامجًا للسلاح النووي وأوقفته في فترة من الفترات، حيث تحدث الجانبان عن وجود أدلة تدعم معتقداتهم بأن إيران حصلت على تصميم لقنبلة نووية ونفذت أعمالا مختلفة تتصل بتصنيعها.

وفي حال جمعت إيران مواد انشطارية كافية، فستحتاج لتجميع قنبلة صغيرة الحجم يُمكن أن تضعها فوق صاروخ باليستي، لكن الفترة التي ستستغرقها إيران لفعل ذلك لا تزال غير واضحة بشكل دقيق كما أن تخزين كمية كافية من المواد الانشطارية يعتبر على نطاق واسع أكبر عقبة في إنتاج السلاح النووي.