الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا بتهرج!


بعد انتهاء الفيلم الأمريكي الذى دارت أحداثه في أكثر الأماكن تشريعا للديمقراطية الأمريكية، وبعد أن أدلى كل محلل بدلوه وكل سياسي بتفنيده وأيضا بعدما شبعنا أخبارا وفيديوهات وبث مباشر ممن تطلق على نفسها أم الحرية وبلد الديمقراطية بعد كل هذا ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي هي الأخرى لتكمل السيناريو التهكمي بقفشات وتعليقات وتهكمات على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ولم تخل الأخبار والانسيرتات من سخرية واضحة من هذا الرئيس ومن مؤيديه الذين اقتحموا الكونجرس بصورة همجية لدرجة أن بعض المقتحمين كان يشبه مبعوث هولاكو إلى أحمد مظهر في فيلم واسلاماه، كما أن المقتحمين للكونجرس ظهروا كما لو كانوا من مكان آخر لا ينتمى لدولة علا صوتها وتعالى بالحديث عن الحضارة الأمريكية الحديثة والتناول الديمقراطي لمجريات الحياة هناك، لم يكتف المشهد الأمريكي بذلك التهكم من وسائل التواصل الاجتماعي أو كما هي معروفة بلغة الأمريكان والأوروبيين بالسوشيال ميديا بل ظهرت برامج أمريكية عريقة يقدمها أشاوس الإعلام الأمريكي ويتناولون منحى آخر مما حدث من اقتحام الكونجرس إلا وهو ماذا لو كان المقتحمون إسلاميين؟ قالها المذيع مصحوبا بفيديو الاقتحام ودخول الكونجرس وتخريب معدات الصحفيين الذين كانوا متواجدين لتغطية إعلان الكونجرس لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمهيدا للموعد المرتقب لتسليم السلطة في العشرين من شهرنا الجاري، فيديو الاقتحام كان معه تعليق للمذيع الأسمر وهو يؤكد أن بلاده تتعامل بازدواجية في كل شيء وأي شيء.

 

موضحا أن تعامل الشرطة الهين مع المقتحمين لم يكن يتساوى أبدا لو كان المقتحمون مسلمين مستدركا ذلك بفيديو آخر لرجال يرتدون جلابيب إسلامية كما تعرف وبذقون طويلة غير مهذبة ليذهلك بردة فعل الشرطة وإطلاقها النار الحى بلا تمييز ولا رحمة على المقتحمين، ويتواصل المذيع في تعليقه وتغيير الفيديوهات ليظهر ردود أفعال الإعلام الأمريكي والإعلام الأوروبي الموالي له، مؤكدا أن الإرهابيين أرادوا هتك الثوب الديمقراطي الأمريكي وتهديد أمن وأمان أعرق قلاع الديمقراطية الحديثة فكان لا بد من القضاء عليهم والفتك بهم وتلقينهم درسا يندم عليه من يفكر مجرد تفكير في الاقتراب من حرم أمريكا الديمقراطي، المذيع أنهى برنامجه بالأسف والأسى على ازدواجية الحكم في بلاده وبتساؤل عما ستحمله الأيام والشهور والسنين القادمة لبلاده من أحداث، منوها إلى أن الغد غير مبشر وأيضا وجه الحديث إلى ترامب سائلا إياه ماذا ينتوي أن يفعل في أيام حكمه القليلة القادمة، وأيضا مستغربا من شعبيته وهل يحق لنا أن نحكم على ترامب بأنه الرئيس السابق وله مثل هذه الجموع الداعمة المؤيدة له وخاصة أنهم بإشارة منه اقتحموا الكونجرس وبجملة منه أيضا انسحبوا وعادوا إلى بيوتهم.

 

الهزار الأمريكي كما وصفته بعض المحطات الأمريكية كان غير مستساغ ومستحب لأنه أكد أن هذه الدولة تريد أن تتفاخر بسيطرتها على أي أحداث وحدث فقد أظهر الإعلام الأمريكي الاقتحام كحدث له دلالات كثيرة على أهمها قدرته في لملمة النتائج وعودة الحياة إلى طبيعتها في أقل وقت ممكن لتقول لكل من زايدوا وتوقعوا وأرهصوا وحللوا الاقتحام بأنه بداية النهاية، وبأن الربيع الأمريكي قادم وبأن تحلل الولايات المتحدة آت لا محالة لتقول لكل هؤلاء نحن ملوك الأكشن والنهايات غير المتوقعة وأيضا نحن أصحاب بالونات الاختبار والاستشعار عن بعد وقرب ونحن حوات هذه المرحلة، ونحن أصحاب الجملة الشهيرة تخطها على رأسها تنور وعلى بطنها تنور وعلى رجلها تنور وعلى أي حتة في جسمها تنور.

 

الدرس الأمريكي إن جاز تسميته بذلك امتد ليمنع ترامب من التغريد على تويتر ومن البوستات على الفيس حتى تنتهى أيام حكمه المعدودة لتؤكد واشنطن بذلك نجاح هذا الفيلم القصير المدة الطويل الأثر العميق التأثير .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط