الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عهد بايدن.. تركيا أكثر عزلة وأردوغان في ورطة

أزمات تحاصر نظام
أزمات تحاصر نظام اردوغان خلال عهد بايدن

بينما تعيد الدول ترتيب اوراقها للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، يبدو أن دولة مثل تركيا ستكون "أكثر عزلة" في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

الأسبوع الماضي، أدلى أنتوني بلينكن مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية بتصريحات غير مسبوقة ضد تركيا، معتبرا أن تحركاتها باعتبارها عضوا في حلف الناتو "غير مقبولة"، بل هدد بفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقا لصحيفة "جريك سيتي تايمز".

وخلال كلمة أمام مشرعي مجلس الشيوخ، قال وزير خارجية بايدن إن تركيا "حليف استراتيجي مزعوم" منتقدا حصولها على أنظمة الصواريخ الروسية "إس-400".

فيما وصف بوب مينينديز ، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، تصرفات النظام التركي في سوريا واليونان وقبرص ودعمها للغزو الأذربيجاني لإقليم ناجورنو كاراباخ بأنها "مزعزعة للاستقرار".

علاوة على ذلك، أشار بلينكين إلى أن قضية تركيا تمثل تحديا كبيرا بالنسبة للإدارة الجديدة، خاصة أنها لا تتصرف أحيانا كحليف للولايات المتحدة.

وتقول الصحيفة في تقريرها إن واشنطن كانت تتجاهل جرائم تركيا واستفزازاتها على مدار الأعوام الماضية بسبب الميزة التي تمتلكها أنقرة باعتبارها عضوا رئيسيا في حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، ودائما ما كان النظام التركي يسترضي الولايات المتحدة التي تتسامح مع تلكك المذابح.

لكن في عهد رئيس مثل أردوغان، ابتعدت تركيا كل البعد عن البحث عن مصالح الناتو، وانتهجت سياسة تعتمد على تحقيق مصالحها اولا، حيث وجد في روسيا شريكا لا غنى عنه في بعض الملفات المشتركة خاصة سوريا والقوقاز.

ويذكر التقرير أن العلاقة الوثيقة بين أردوغان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كانت مبنية على العلاقات التجارية الشخصية، وكانا مقربين لدرجة اعتبرت بمثابة الصداقة.

ومع وجود أعضاء في إدارة بايدن يتبنون نهجا واضحا تجاه سياسات أردوغان، يبدو أنه لأول مرة منذ دخول تركيا في حلف الناتو، لن يتم التسامح مع أنقرة في كثير من الملفات.

وفي 2015، صرح بايدن نفسه أنه يتوقع ظهور دولة كردستان المستقلة خلال الفترات المقبلة، وهو أمر لن يقبله أردوغان على الإطلاق ويعتبره تهديدا لسيادة تركيا.

وبحسب الصحيفة، فإن التهديد بإقامة الدولة الكردية هو مجرد نقطة ضغط واحدة في يد إدارة بايدن، كما يمكن تطبيق المزيد من العقوبات على تركيا من شانها أن تدمر الاقتصاد المتضرر بالفعل.

كما تكمن المشكلة الرئيسية أمام إدارة بايدن في حصول النظام التركي على صفقة الصواريخ الروسية "اس-400"، فضلا عن تدخل أنقرة في سوريا وليبيا والاعتداء على سيادة قبرص واليونان.

ويرى التقرير أنه رغم تقرب نظام أردوغان دائما من الولايات المتحدة، لكن يبدو أن الصبر تجاه تصرفاته قد نفذ، بينما يحاول الرئيس التركي توجيه الدفة تجاه الروس، ما قد يسبب مزيدا من الانقسام داخل حلف الناتو.

وبحلول 2023، ستحتفل تركيا بمرور 100 عام على تأسيس الجمهورية الحديثة، لكن في ذلك الوقت يمكن أن تكون أنقرة أكثر عزلة من أي وقت مضى، في ظل سياسة المراوغة التي ينتهجها نظام أردوغان.