الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلملنا على التروماي..جولة تاريخية حول هذا الاختراع العريق | صور

سلملنا على التروماي..
سلملنا على التروماي.. جولة تاريخية حول هذا الإختراع العريق

"سلملنا بقى على التروماى" كلمات تكاد تكون تتغنى بها لا إراديا بشكل يومي وتتذكر قائلها خفيف الظل الراحل نجاح الموجي، أمام النجم الراحل نور الشريف في فيلم " أيام الغضب"، وخاصة كلما خطت قدماك مدينة الهوى السكندري لتتوقف أمام هذا الاختراع العظيم وتتأمل تفاصيله المذهلة، ولكن هل خطر ببالك يوما ما أن تعرف شيئا عن هذا الاختراع العبقري، ومتى كان اللقاء الأول لهذا الترام بالمحروسة، تمهل عزيزي القارئ ولا تذهب بالبحث سنخبرك نحن بكل ما تريد معرفته عن هذا الإختراع في السطور التالية.

يتواجد الترام أو الترام واي كما نطلق عليه هنا في مصر في محافظة الإسكندرية فقط وبعض آثار قضبانه الحديدية في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، ويعرف الترام على إنه قطارات خفيفة تعمل عبر سكك حديدية ذات مسارات كهربائية معلقة تمتد على الطرق جنبا إلى جنب مع مسارات السيارات.

يعود إختراع هذه المركبات الكهربائية إلى حقبة زمنية بعيدة الأمد حيث العام 1835 قام شخص أمريكي يدعى توماس دافنبورت بابتكار عربة صغيرة لنقل الأشياء تسير على خطوط السكك الحديدية تحمل على متنها محرك كهربائي تستمد قوتها منه لتسير على تلك الخطوط، وطورت هذه الفكرة بعد ذلك في لندن في العام 1860 وأنشأ حينها ثلاثة خطوط بالمدينة.

ولكن بدأ التنفيذ الحقيقي لهذه المركبات الكهربائية في 1 إبريل من العام 1890 حيث سجل المخترع تشارلز فان ديبويل ذو الأصول البلجيكية براءة إختراع عربات التروماي أو التروللي الكهربائية والتي تقل الركاب، والذي أشرف على إنشاء خطوط السكك الحديدية الكهربائية في العالم أجمع والولايات المتحدة خصيصا.

وظهر الترام لأول مرة في مصر في عام 1860 ولكن في محافظة الإسكندرية فقط حيث منحت الحكومة المصرية لتاجر يهودي ذو أصول إنجليزية يدعى إدوارد سام حق إمتياز، لإنشاء خطوط الترام تبدأ من منطقة مسلة كليوباترا لتنتهي بمنزل الشيخ عتمان الواقع في منطقة فلمنج حاليا، ولكنها لم تكن بمركبات كهربائية بل كانت عربات ترام يقوم بجرها أربعة خيول، إلى أن حدثت الطفرة وعرفت العربات الكهربائية طريقها إلى المحروسة وقيام الشركة البلجيكية المؤسسة لخطوط الترام الكهربائي في يوم 12 أغسطس من العام 1896 بعمل رحلات تجريبية لأول خط مدت به وتم تركيبة بالقاهرة.

وبالطبع من عادة المصريين الدائمة إطلاق الأقاويل التي تثير الضحك والدهشة على كل ما يجري، حيث كان من الغريب على المصريين ظهور وسيلة إنتقال لا يستخدم في جرها البغال ولا الحمير ولا حتى الخيول، فيخيل إليهم بأن هذه المركبات تعمل بواسطة الجان، ولكن سرعان ما أنكشحت هذه الصورة عن مخيلتهم عندما بدأ بالفعل تشغيل هذا الإختراع حينما إفتتحه حسين فخري باشا وزير الأشغال العامة وبصحبته كبار موظفي الدولة وصحفييها ليكتبون عن هذا الحدث العظيم الذي يجوب شوارع المحروسة.

وبعد الإطلاع على السطور السابقة عزيزي القارئ ومعرفتك لتاريخ الترام واي، هل ما زلت تتغنى بكلمات الراحل نجاح الموجي وتردد " سلملنا بقى على التروماى " دون أن تستدعي روح المواطن أفندي المصري الذي حضر العصر الذهبي لهذا الاختراع العظيم.