وكانت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أكدت أنه لا مَانع شرعًا مِن عرض مومياء الفراعنة في المتاحف، وزيارتها من قِبل الناس، لأنها تحكي تاريخَ أمةٍ سابقةٍ، وهذا يكون بغرض العلم والاتعاظ بما حدث في هذه الفترة الزمنية.
وقالت «الحنفي» في تصريح لـ«صدى البلد»، إن عَرض المومياء والآثار في المتاحف مِن الأمور التي لا مانع منها شرعًا، خاصة أنه لا تظهر عورات لجثة الميت، لافتة إلى أن الله تعالى أمرنا أن نسير في الأرض، ونتدبر آثار من كانوا قبلنا، لنتخذ منها العبرة والعظة، مُستشهدة بقول الله تعالى: «أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ» (سورة الروم: 9).
وأضافت: «ويؤكد ذلك القصص في القرآن الكريم التي تحكي لنا تاريخ الأمم السابقة وهي عبرة للناس تبين سنن الله تعالى في خلقه مع الأقوام الذين كذبوا الرسل -عليهم السلام- وكان عاقبة أمرهم، وكذا سنن الله في الاجتماع وطباع البشر، وما في خلقه للعالم من الحكمة، وبناء عليه فلا مانع شرعًا من عرض هذه القصص والتاريخ بالصورة كي تحكي لنا والأجيال القادمة».
ونبهت أستاذُ الفقه بجامعة الأزهر، على أن الإسلام حَافظ على تُراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقى على آثارها.
ولفتت إلى أن الصحابة -رضي الله عنهم- جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي، ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها، ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار، التي تعد قيمة تاريخية عظيمة.