الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنن يجوز جمعها في صلاة واحدة وتحصل على الثواب كاملا.. مستشار المفتي يوضح

صدى البلد

قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه يجوز الجمع بين سنة الوضوء وصلاة تحية المسجد ويحصل المصلي على الثواب كاملا.

وضرب «عاشور» خلال مقطع فيديو مسجل له عبر اليوتيوب، مثلا على ذلك،قائلا: «فركعتا تحية المسجد وركعتا الوضوء ونحوهما مما ليس مقصودًا لذاته؛ فيجوز أن يصلي شخص ركعتين بنية ركعتي الوضوء، ونية نافلة المغرب القبلية؛ لأن المراد من ركعتي الوضوء أن يصلي المسلم عقب وضوئه، سواء كانت صلاته راتبة، أو صلاة ضحى أو غيرها.

جدير بالذكر أن هناك (قاعدة مهمة) وهي: "هل تتداخل العبادات؟" فنقول: إذا كانت العبادة تبعًا لعبادة أخرى فإنه لا تداخل بينهما، هذه قاعدة، مثال ذلك: صلاة الفجر ركعتان، وسُنتها ركعتان، وهذه السُنة مستقلة لكنها تابعة، يعني هي راتبة للفجر مُكملة لها، فلا تقوم السُنة مقام صلاة الفجر، ولا صلاة الفجر مقام السُنة؛ لأن الراتبة تبعًا للفريضة، فإذا كانت العبادة تبعًا لغيرها فإنها لا تقوم مقامها، لا التابع ولا الأصل.

مثال آخر: الجمعة لها راتبة بعدها، فهل يقتصر الإنسان على صلاة الجمعة ليستغني بها عن الراتبة التي بعدها، الجواب: لا، لماذا لأن سُنة الجمعة تابعة لها.

ثانيًا: إذا كانت العبادتان مستقلتين، كل عبادة مستقلة عن الأخرى، وهي مقصودة لذاتها، فإن العبادتين لا تتداخلان، مثال ذلك: لو قال قائل: أنا سأصلي ركعتين قبل الظهر أنوي بهما الأربع ركعات؛ لأن راتبة الظهر التي قبلها أربع ركعات بتسليمتين، فلو قال: سأصلي ركعتين وأنوي بهما الأربع ركعات فهذا لا يجوز؛ لأن العبادتين هنا مستقلتان كل واحدة منفصلة عن الأخرى، وكل واحدة مقصودة لذاتها، فلا تغني إحداهما عن الأخرى.

مثال آخر: بعد العشاء سُنة راتبة، وبعد السُنة وتر، والوتر يجوز أن نصلي الثلاث بتسليمتين، فيصلي ركعتين ثم يصلي الوتر، فلو قال: أنا أريد أن أجعل راتبة العشاء عن الشفع والوتر وعن راتبة العشاء؟ فهذا لا يجوز؛ لأن كل عبادة مستقلة عن الأخرى، ومقصودة بذاتها فلا يصح.

ثالثًا: إذا كانت إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها، وإنما المقصود فعل هذا النوع من العبادة فهنا يكتفى بإحداهما عن الأخرى، لكن يكتفي بالأصل عن الفرع، مثال ذلك: رجل دخل المسجد قبل أن يصلي الفجر وبعد الأذان، فهنا مطالب بأمرين: تحية المسجد، لأن تحية المسجد غير مقصودة بذاتها، فالمقصود أن لا تجلس حتى تصلي ركعتين، فإذا صليت راتبة الفجر، صدق عليك أن لم تجلس حتى صليت ركعتين، وحصل المقصود فإن نويت الفرع، يعني نويت التحية دون الراتبة لم تجزئ عن الراتبة؛ لأن الراتبة مقصودة لذاتها والتحية ليست مقصودة ركعتين.

وإذا دخل المسجد عند أذان الظهر صلى ركعتين فنوى بهما تحية المسجد، وسُنة الوضوء، والسُنة الراتبة للظهر؟ إذا نوى بها تحية المسجد والراتبة، فهذا يجزئ، وأما سُنة الوضوء ننظر هل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يُحدث فيهما نفسه غُفر له ما تقدم من ذنبه"، فهل مراده صلى الله عليه وسلم أنه يوجد ركعتان بعد الوضوء، أو أنه يريد إذا توضأت فصل ركعتين، ننظر إذا كان المقصود إذا توضأت فصل ركعتين، صارت الركعتان مقصودتين، وإذا كان المقصود أن مَن صلى ركعتين بعد الوضوء على أي صفة كانت الركعتان، فحينئذ تجزئ هاتان الركعتان عن سُنة الوضوء، وتحية المسجد، وراتبة الظهر.

مثال آخر: رجل اغتسل يوم الجمعة من الجنابة فهل يجزئه عن غُسل الجمعة؟ إذا نوى بغسله الجنابة غُسل الجمعة يحصل له لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وإنما لكل امرئ ما نوى"، لكن إذا نوى غُسل الجنابة فهل يجزئ عن غُسل الجمعة، ننظر هل غسل الجمعة مقصود لذاته، أو المقصود أن يتطهر الإنسان لهذا اليوم؛ المقصود الطهارة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا"، إذن المقصود من هذا الغُسل أن يكون الإنسان نظيفًا يوم الجمعة، وهذا يحصل بغسل الجنابة، وبناء على ذلك لو اغتسل الإنسان من الجنابة يوم الجمعة أجزأه عن غُسل الجمعة، وإن كان لم ينو، فإن نوى فالأمر واضح، فصار عندنا الآن ثلاث قواعد.