الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آبي أحمد يودع أيام الراحة.. هل تفرض أمريكا عقوبات رادعة على النظام الإثيوبي أم تكتفي بالضغوط الدبلوماسية فقط.. وكيف انتصرت بلومبيرج لحقوق مصر والسودان؟

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد

-بلومبيرج: يجب على القيادة الأمريكية إنهاء الأزمة في إثيوبيا
- ممارسات آبي أحمد لايمكن السكوت عليها بعد الآن
-ملء خزان سد النهضة يضر بمصالح مصر وإثيوبيا
- تقارير "موثوقة" عن فظائع ارتكبتها القوات الإثيوبية ووكلائها في تيجراي
 
تنذر الحرب الأهلية المتفاقمة في إثيوبيا ، التي ورطت إريتريا وامتدت آثارها الآن إلى السودان ، بزعزعة استقرار القرن الأفريقي بأكمله ، مع تهديدٍ بتوسيع الكارثة الإنسانية، مايقول بوجود حاجة ماسة للقيادة الأمريكية لاستعادة السلام الغائب في المنطقة وزجر إثيوبيا، وفق ماذكرت شبكة بلومبيرج الأمريكية.

بدأ الصراع في إثيوبيا (نوفمبر) الماضي ، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قواته إلى إقليم تيجراي الشمالي ، موطن أقوى معارضيه السياسيين ، جبهة تحرير تيجراي الشعبية. 




وقدمت إريتريا ، التي أنهت رسميا حربا طويلة مع إثيوبيا قبل عامين ، تعزيزات لحليفتها الجديدة. 

وبينما قدمت إريتريا دعمها لإثيوبيا، فر عشرات الآلاف من سكان تيجراي إلى السودان، مما مثل عبء كبير على البلد العربي، بينما يوجد عدد كبير من النازحين داخليًا يعيشون في مخيمات اللاجئين، مستمرًا إلى الآن بإثيوبيا.

وبعد دخول قوات آبي أحمد إلى ميكلي عاصمة إقليم تيجراي، تراجعت قوة المتمردين ، ولكن القتال مازال مستمرًا.

وزعمت جبهة تحرير تيجراي الشعبية  المتمردة أنها قتلت 502 جنديًا إثيوبيًا يينهم جنود من إريتريا ، وأكدت إن قواتها شنت هجوما على القوات المعادية المتمركزة في محيط بلدة كولا تمبين بمحلية جوواماري.

وقال بيان مقاومة تيجراي "لقد قضينا تماما على قوات العدو".

وأضاف "هاجمت قواتنا مواقع دفاعية للعدو حول بلدة تمبين بمحلية ادي تشيلو وقتلت 358 جنديا".

كما زعمت قوات تيجراي أنها استولت ودمرت عددًا من المعدات العسكرية بما في ذلك خمس دبابات و 177 صاروخًا و 22 مركبة عسكرية والعديد من الأسلحة ومرافق الاتصالات.

 منع آبي أحمد مراقبي حقوق الإنسان وجماعات الإغاثة الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة من الوصول إلى تيجراي ، وذلك وسط تقارير "موثوقة" تتحدث عن فظائع ارتكبتها القوات الإثيوبية ووكلائها في تيجراي. 

اتهم الاتحاد الأوروبي القوات الإريترية بـ " تصعيد العنف العرقي"، وهو ما يقول وفق التقديرات أن حدوث مجاعة أمر مرجح .

وفي هذا السياق، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن مجزرة وقعت في  إقليم تيجراي.

قال التقرير الأمريكي لأسوشيتد برس، إنه تكشفت تفاصيل المجزرة بعد 3 أشهر من انتهاء الحرب على تيجراي. 

وذكر شهود عيان، إن مجزرة وقعت في مدينة "أكسيوم"، راح ضحيتها أرواح كثيرة، وهناك قوات إريترية متورطة في الأمر.

وفي تقرير بلومبيرج، ذكر إن الوضع الآن يتأزم بعدما أمر رئيس الوزراء بوجود دبابات ومدفعية بقرب الحدود مع السودان.

 كما هو الحال مع الهجوم على تيجراي ، تدعي حكومة آبي أحمد  أن الجانب الآخر (السودان) قد أثارها ، ولكن هناك الكثير من الشكوك حول هذه الرواية، لأن هناك شواهد سابقة على استيلاء إثيوبيا على الأراضي الغير تابعة لها. 

ويوجد نزاعات طويلة الأمد بين البلدين حول الأراضي، كما توجد أزمة كبرى على الموارد المائية منذ أن أقامت إثيوبيا سدًا عملاقًا على النيل الأزرق .
 
إلى جانب مصر ، يخشى السودان هلاك موارده الزراعية إذا مضت إثيوبيا في خططها لملء خزان سد النهضة.

لم يتمكن الاتحاد الأفريقي من حل أي من هذه القضايا، لأسباب ليس أقلها أن الدول الأعضاء الأخرى تخشى استعداء الدولة التي تستضيف منظمتها.

علق الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 90 مليون يورو (108 ملايين دولار) من المساعدات لحكومة أديس أبابا، لزجرها عن ممارساتها.

وكل ذلك،  يترك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمام اختبار صعب،  وأهمية إن تتحرك  الولايات المتحدة  للضغط بشكل فعال ضد حكومة آبي.

ومؤخرًا، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين إلى آبي أحمد حول الأزمة الإنسانية في تيجراي ، ودعت وزارته إلى انسحاب القوات الإريترية من إثيوبيا. 

وبعد إخطار حكومة أحمد بأن الولايات المتحدة غير مرحبة بما يفعله، يجب أن تكون الإدارة الأمريكية مستعدة لفرض عقوبات إذا لم يستجب ويرضخ آبي أحمد لمطالبها.

ورأت بلومبرج في تقريرها، إنه سيكون من المناسب تنفيذ الخطوة الأولى من العقوبات على إثيوبيا، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في تعليق المساعدات الأمريكية حتى يُسمح للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى بالوصول إلى تيجراي.

وأضافت بأنه إذا لزم الأمر ، يجب على الولايات المتحدة تجميد مزايا التجارة التفضيلية التي تتمتع بها إثيوبيا بموجب قانون النمو والفرص الأفريقي.




 كما ينبغي لها أن تطالب بإجراء تحقيقات مستقلة في الفظائع المزعومة ، وعقاب مناسب لمن تثبت إدانتهم، وهذا قد يطال آبي أحمد.

و يجب مواجهة أي مغامرة إثيوبية في السودان بعقوبات أشد ، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية.

في الوقت نفسه ، يجب على الولايات المتحدة أن تضغط من أجل المفاوضات  بين إثيوبيا والسودان ، وبين أديس أبابا والتجراي  لحل الخلافات القديمة، لأنه إذا لم يستطع الاتحاد الأفريقي التوسط في مثل هذه المحادثات ، فيجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للقيام بذلك.