الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيركو حبيب يكتب: خيبة سرايا أولياء الدم وأسيادهم

صدى البلد

أدى الهجوم الإرهابي على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إلى تضامن واسع النطاق مع سكان ومواطنى الإقليم من قبل الدول العربية والأوروبية وأمريكا، بجانب المؤسسات الرسمية كجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

هذا التضامن إن دل على شيء فإنه يدل على نبذ شعوب الإرهاب أينما كان، ووعى الأنظمة والشعوب بدور العراقيين فى مواجهته وأهمية كردستان في دعم الاستقرار بالمنطقة كواحة للتعايش بين مكونات شتى، رسم قادته رؤيتهم لتحقيق التأخي والتسامح فى مواجهة البربرية والهمجية والعنصرية التى تباشرها جماعات الإرهاب ومن قبلها أنظمة التصفية المتشددة.

اليوم؛ تتأكد لدى شعب العراق وكردستان حقيقة أن العالم لديه رغبة أكيدة فى استعادة الأمن داخل هذا البلد، وأن نظرات المتعقلين من قادته يمكن أن تكون محورا مهما فى تأصيل واقع جديد يحلم به العراقيون كافة، أكده الزعيم مسعود بارزاني وآخرون، حينما بدأوا مرحلة جادة من الحوار حول مصير واحد يتفادى معه العراق المصائب والمصاعب ويشق طريقه نحو الازدهار والتقدم و العمران.

إن التطور العمراني والنهضة والاستقرار الذي تعمل حكومة الإقليم من أجل تحقيقه لكافة سكانه واللاجئين إليه، وتحميه قوات البيشمركة المسؤولة عن الأمن داخله، عنوان رئيسي لدور يبتغيه العراقيون كافة، اقتصادي بالضرورة، يدير الثروة لحساب الشعب أصل السلطة، ويحقق الاستغلال الأمثل للموارد فيدعم الحقوق والخدمات ويقضى تباعا على الفساد.

هذا لا يروق لخفافيش الظلام الحاقدين على الإنسانية من منفذي العمل الإرهابي الجبان الذي وقع منتصف الشهر الجاري من قبل ما تسمى بـ(سرايا أولياء الدم)، وظهورهم الخائب أكبر دليل على إفلاس أسيادهم الذين يعيشون أصناما فى مجتمعات الجهل والخرافة والقمع، وهى مجتمعات قادرة على صناعة وتصدير العنف إلى جيرانها والعالم ووأد فرص التنمية الحقيقية لصالح سكانه الآمنين.

إن الهجوم على أربيل أو أي عاصمة بلد أو إقليم مجاور لدولة ما، تحت مزاعم وجود قواعد أمريكية فيها، لا أساس له من الصحة، فلو فرضنا بوجودها فمن حقنا أن نسأل عمن أوجد الأمريكيين ذاتهم في العراق وكانوا يركضون إلى أحضان واشنطن كى تعزو العراق يوما ما، وهم من تسابقوا على بركة العم سام.

لسنا مع وجود أي قوة احتلال على أرض العراق أو أي بلد، لكننا نتعجب حقا من دعوات خروج تحالف دولي يتعاون مع العراقيين لأجل استعادة الأمن، وهى نفس الدعوات الصادرة عن جهات لا تبغي استقرارا للعراق ولا تواجه تنظيمات مسلحة تنفذ عمليات قتل بحق الشعب، وهو اعتراف بالصمت والسلبية وغياب الغيرة الوطنية على عراق يصنع معاناته هؤلاء.

إن وحدة العراق وأمنه لا تخدمهما توجهات لتغييب الحوار الوطني وحل المشكلات المجتمعية والسياسية وأولها الخلافات بين أربيل وبغداد والاعتراف بضرورة تطبيق الدستور الفيدرالي الاتحادي، بل إن ترجيح كفة أجندات خارجية تحاول جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات هى ما تمنع استعادة بلد متعاف من مرض الشقاق المجتمعي والسياسي، وهو فى أمس الحاجة إلى وحدة الصف وإدارة ثرواته وموارده لصالح شعبه كافة لا تركها بيد غرباء.

واليوم أكثر من أي وقت مضى يحتاج العراق إلى التعاون بين القوى الخيرة والدول الصديقة حقا والشقيقة الجادة فى مواجهة جماعات الإرهاب على أراضيها وخارج حدودها أيضا،
ومن المؤكد أن قادة العراق وكردستان وحكماء هذا الوطن لديهم من المقدرة على مد جسور التواصل مع كل صناع ومحبي السلام ودعاة التعايش.

إن كردستان إقليم تقدر قيادته دور مصر وشعبها وجيشها وقيادتها فى مواجهة الإرهاب الذي سادت جماعاته ببقاع حساسة من المنطقة خلال العقد الأخير، وترى فى إدانة القاهرة لحادث أربيل الإرهابي ما يعبر بالضرورة عن شعور مشترك بخطورة تلك الجماعات على شعبين لهما من التاريخ والعراقة ما يؤكد تضحيات أبنائهما فى خدمة الإنسانية وسلامة البشرية كلها، وهو انطباع متأصل لدى العراقيين كافة والكرد بالأخص، عن أرض الكنانة وشعبها.