الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعامد الشمس في أبو سمبل على وجه الملك رمسيس الثاني.. حدث نادر يتكرر مرتين سنويا فى أكبر معبد منحوت في الصخر بالعالم.. و260 سائحا و 800 زائر مصري في انبهار

صدى البلد

تعامد الشمس بقدس الأقداس وسط إجراءات احترازية
الشمس تتعامد قرابة 24 دقيقة على وجه الملك رمسيس الثاني
حدث عالمي يحدث مرتين سنويا في 22 أكتوبر و 22 فبراير

لحظات تاريخية ممتعة عاشها العديد من الزائرين والسائحين من مختلف جنسيات العالم أثناء لحظة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى داخل قدس الأقداس بمدينة أبو سمبل السياحية صباح اليوم الإثنين 22 فبراير.

 وسط أجواء إحترازية وتدابير وقائية لمجابهة إنتشار فيروس كورونا ، تعامدت الشمس في لحظة شروقها على وجه الملك رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان وذلك فى حوالى الساعة السادسة و 22 دقيقة من صباح اليوم ، فقد أخترقت أشعة الشمس مدخل المعبد الكبير للملك رمسيس متسللة إلى ممر المعبد بطول 66 مترًا تقريبًا، حتى وصلت إلى قدس الأقداس بنهاية الممر، للتعامد الشمس عليه ، وهو عبارة عن حجرة صغيرة بها 4 تماثيل هذه التماثيل من اليمين بالنسبة للمشاهد هى على الترتيبك ثمثال للإله رع حور إختى ثم تمثال للملك رمسيس الثانى نفسه ثم تمثال للإله آمون رع ، وأخيرًا تمثال للإله بتاح ، وأستمرت فعاليات هذه الظاهرة الفلكية الفريدة لمدة 24 دقيقة.

فيما أعلن الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة بأنه شاهد اليوم ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية 260 سائحا و 800 زائر مصري، وذلك داخل قدس الأقداس.

وأقرأ أيضًا :
800 مصرى و 260 سائحا يتابعون تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأبو سمبل

وأشار الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أنه تم التشديد على تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة إنتشار فيروس كورونا المستجد خلال فعاليات ظاهرة تعامد الشمس و لن يتم السماح بدخول أى زائر بدون إرتداء الكمامة وقياس درجة حرارته، مع مراعاة التباعد الاجتماعى بين الزائرين ، كما أنه بالتوازى مع ذلك سيتم تركيب شاشتين عملاقتين لعرض الظاهرة أمام المعبد لتفادى الزحام داخل الممر المؤدى إلى قدس الأقداس.

وأوضح الأثرى أحمد مسعود كبير مفتشى آثار أبوسمبل أن أعمال التجميل والصيانة التي تم تنفيذها داخل معبدى رمسيس الثانى ونفرتارى إستعدادًا لتعامد الشمس تمت عن طريق إجراء صيانة كاملة للمعبدين وتنظيفهما من الأتربة ومخلفات الطيور، وإزالة البقع الناتجة عن مخلفات الطيور عن طريق أخصائي الترميم بالمعبد، وإجراء أعمال صيانة كاملة لشبكة الإنارة والإضاءة داخل المعبد وخارجه .

وقال أنه تم زيادة مساحة اللاند سكيب المحيطة بالمعبد، وصيانة كاميرات المراقبة والبالغ عددها 64 كاميرا لتأمين منطقة المعبدين بالكامل، كما يجرى رش وتعقيم المعبدين والمنطقة المحيطة بهما، وعمل صيانة لعربات الجولف والتي تنقل الزوار من بوابة الدخول إلى ساحة المعبد وعودتهم بهدف راحة ومساعدة كبار السن والمرضى من الزوار.

وفى نبذة تعريفية عن ظاهرة تعامد الشمس نجد أنه تم إكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل" ، وهناك من يرجع السبب وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس إلى سبب ذكر فى روايتين، أولًا هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وموسم الحصاد، وثانيًا هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم تتويجه على العرش.

وكانت قد أعلنت وزارة السياحة والآثار متمثلة فى منطقة آثار أسوان والنوبة استعداداتها الكاملة لظاهرة تعامد الشمس، بالإضافة إلى استعدادات الوحدة المحلية لمدينة أبوسمبل، وعلى هامش الظاهرة يقام حفل موسيقى عالمى خاص بدون جمهور يتناسب مع طبيعة المكان في يوم التعامد.
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة بأنه تم الإستعداد لتعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل من خلال تشكيل فريق من الأثريين أخصائى الترميم لعمل الصيانة والترميم اللازم لواجهة المعبد مع تثبيت الألوان وإجراء التنظيف الميكانيكى والكيميائى ، مع تنفيذ باقى أعمال الصيانة الدورية التى تتم بصفة مستمرة للحفاظ على أثرية ورونق المكان.

وكان قد قال المعهد القومى للبحوث الفلكية بأن معبد أبو سمبل هو أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة، فقد نحت في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال.  

وأشار المعهد إلي أن هناك أدلة على أن أصل الفكرة في تشييد معبد في أبي سمبل كانت لسيتي الأول، ولا شك أن جزءًا كبيرًا من الداخل كان قد نحت قبل أن يعتلي رمسيس الثاني العرش ولكن إلي أي مدى كان سيتي مسئولًا عن الشكل الأخير وخاصة الواجهة هذا ما لا نعرفه .

وتعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريون، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها، مشيرًا إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على حضارة عظيمة خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة من العالم.

وينتظر العديد من المتابعين لحدوث هذه الظاهرة الفلكية الفريدة والنادرة من نوعها والتي شهدها معبدي رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية فجر اليوم الأثنين 22 فبراير لتتجه أنظار العالم نحو هذا الحدث الدولي الذي يحدث مرتين كل عام إحداهما في 22 أكتوبر، والأخري فى 22 فبراير.