الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: هل نوال السعداوي ملحدة؟

صدى البلد

صخب كثير على صفحات التوصل الاجتماعي عقب وفاة الكاتبة المصرية الدكتورة نوال السعداوي ما بين متأله على الله سبحانه وتعالى وكأنه يمتلك صكا بالجنة وهو بذلك منفرا من سماحة وعظمة الدين العظيم .
وما بين آخر منصف يرد على الأول بتفويض العلم فيها وفينا جميعا إلى الله سبحانه وتعالى وأن رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء .
شغلت الراحلة الرأي العام العالمي طيلة مدة حياتها نظرا لأقوالها حول الحجاب وغيره من قضايا الدين والمجتمع .
نوال السعداوي جاءت ضحية بين صنفين من الناس لا ثالث لهما:
الأول متأسلم اختزل معركتها مع فكره واهما من حوله أنها تحارب الإسلام وكأنه هو المعني بالإسلام لا غيره .
وآخر سحب مرادها نحو العلمانية البحتة بلا أدنى تروي على خلاف مقصدها مما كتبت أو قالت!
وكلا الفريقين قام بظلمها وأقرانها ظلما بينا لا يغتفر .
بقراءة متأنية نرى أنها لم تقصد منع الحجاب أو اللحية وانما هدفت إلى بناء الباطن أولا قبل الاهتمام ببناء الظاهر وحسب .
وأن فكرة التدين ليست مجرد شكليات وفقط وانما هي أبعد من ذلك عمقا وجوهرا .
(هل نوال السعداوي ملحدة)؟
هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تداولها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي في كافة الدول العربية بعد إعلان خبر وفاتها والتي كان لها شريحة كبيرة من المهاجمين طوال فترة حياتها والذين كانوا يكيلون لها الاتهامات بمعاداة الدين الإسلامي، والعمل على هدم القيم الدينية لدى المسلمين وزعزعة استقرار معتقداتهم، وهو ما أبرز هذا التساؤل على الساحة العربية بعد أن أُذيع خبر وفاتها!
تكفير الأشخاص من الأمور العظيمة التي نهى عنها الدين الإسلامي، ما لم يُعلن الشخص صراحة عدم إيمانه بالدين والإله. 
وفي حالة نوال السعداوي فلم تُصرِّح المرأة يومًا بأنها لا تعتقد بالدين أو بالله، وإنما كانت لقاءاتها ومؤلفاتها حول تجديد الخطاب الديني، ورفع التمييز الواقع ضد المرأة باسم الدين، كما أنها كانت تُحارب الأفعال التي تُمارس ضد المرأة باسم الدين في المجتمع المصري، ومن أهمها عادة الختان للإناث، وهي أحد العادات المجتمعية التي لا تتصل بالدين بأي صلة، ولم يقم بها النبي ولا صحابته الكرام. 
كما أنها كانت تدعو لرفع الظلم عن المرأة المُضطهدة في المجتمع.
 وتناولت في أفكارها السلطة الأبوية التي يستغلها رجال الدين من أجل تمرير الأفكار الذكورية التي تعمل على احتقار المرأة والتقليل منها، وعدم منحها الحقوق المكفولة لها. 
و إذا كانت الراحلة لها العديد من الآراء الشاذة في العديد من القضايا الشائكة إلا أن هذا الأمر لا يخوِّلنا السلطة لكي نخلع عنها صفة الإيمان فهو أمر قلبي لا يعلمه إلا الله، كما أنها لم تُنكر شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله وهي الفيصل بين الإيمان والكُفر.
 وبالتالي لا يمكن الجزم بما إن كانت مؤمنة أو ملحدة، وإنما مردّها ومردنا جميعا إلى الله سبحانه وتعالى إن عذب فبعدله وإن عفا وتجاوز فبفضله ونسأله سبحانه وتعالى أن يعاملنا بالفضل لا بالعدل وبالإحسان لا بالميزان فكلنا قابعون تحت خيمة الأقدار .
لا سيما و أن تيارات الإرهاب والإجرام أسرفت في استخدام كلمة التكفير لكل من ليس على شاكلتها .
 وقد حذّر علماؤنا من المسارعة في التكفير والتكفير المضادّ، وبينوا أنّ التجرّؤ على إصدار أحكام الكفر على الناس محرم شرعًا .