الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصدق منجّي.. علي جمعة: الكذب في أول أبريل بدعة منكرة

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الكذب من الكبائر, ومن الأمور التي نهي عنها رسول الله ﷺ نهيا تاما, سواء أكان كذبا مفردا, أو كذبا كمنهج, لأن هناك من المناهج ما هو كاذب, وما هو يعتمد عليه الكذب في ذاته. سيدنا رسول الله ﷺ يقول: " لا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق حتى يكتب صديقا, ولا يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب, حتى يكتب كذابا " ويقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك, والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك. 

وأضاف جمعة، عبر الفيسبوك، : هناك قصة طريفة عن الشيخ علي الخواص, وكان من الأتقياء, وكان يعيش في القرن العاشر الهجري, وهو أستاذ الشيخ الشعراني, وكان الشيخ علي الخواص يعمل صانعا للحصير من الخوص, فجاءه شخص كان قد هرب من أناس يجرون وراءه يريدون قتله أو أذاه, فوصل عند الشيخ علي الخواص, فقال له: خبئني عندك, فقال له: اختبئ في هذه الحصيرة .. فلفه في الحصيرة وأوقفه, وجاء الناس فقالوا: هل جاء هنا شخص قد مر عليك؟ فقال: نعم. قالوا: وأين ذهب؟ قال: في هذه الحصيرة. فظنوا يسخر منهم, وانصرفوا. 

وعندما خرج الرجل قال له: كدت أن تهلكني وأن تسلمني لهم. فقال: يا بني, صدقي نجاك, فلو أنني قلت لهم لم أراه, وهم يرونك قد جئت من هذه الناحية سوف يفتشون المحل ويجدونك .. فأنا قد قلت الصدق, وأنا أعتقد في الله أنه سينجينا كما قال رسول ﷺ , أما حكاية الكذبة البيضاء فهي مترجمة من اللغة الأجنبية, وكانوا يعنون بها أولا كذب الأطفال, فالكذبة البيضاء بمعني الكذبة التي يمارس فيها الطفل خياله .. يمارس ذلك ممارسة لتناقض الواقع عند الطفل في خياله فتصدر مثل هذه المخالفات للواقع فيتقمص شخصية الآخرين وهو يرد علي التليفون مثلا فكأنه يلعب ويلهو ويمارس شيئا من الخيال .

وتابع: خيال لا يقصد به شيئا .. كذلك سموه بالكذب الأبيض .. وأجروا دراسات علي الكذب .. حتى وصلوا إلي اختراع جهاز كشف الكذب سنة 1920 م, وهذا الجهاز يحقق 85% نتائج وليس 100% ولذلك انتقلوا بعد ذلك إلي حركات الوجه, والتعبيرات أيضا خاصة بعد تقدم الفيديو وغيره .. ووجدوا أن الوجه له 7 ألاف حركة, نستطيع من خلالها أن نكشف الكذب, ونكتشف أن هذا الشخص يقول كذبا الآن أو لا, وتقدموا في هذا المعني جدا في الدراسات التي استقلت بعلم Sincelie حول الكذب والحقيقة أنه ينبغي علينا أن نتبرأ من الكذب, وألا يكون منهجا لحياتنا فهو محرم في كل الديانات خاصة الإسلام .. وقد يصل الأمر في الكذب إلي مرحلة كبيرة وهي الكذب علي رسول الله ﷺ " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" , لأنه يخل بالتشريع, الكذب فيه افتراء علي الله, لأن الله خلق واقعة معينة, وأنا بالكذب أقول لا, هناك واقعة أخري, ولم يخلقها الله, كأني افتريت علي الله, ومن هنا كان الكذب محرما في كل الديانات بكل ألوانه وأشكاله.

وأكد الدكتور علي جمعة : أما قضية الكذب في أول إبريل فهي بدعة منكرة. والأفضل أن تحتفل في أول إبريل بيوم اليتيم.