الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: العالم يتحدث هيروغليفي

صدى البلد


الثالث من أبريل للعام الواحد والعشرين من الألفية الثالثة..يوما ً لن ينسي أو يصبح كما كان بعد اليوم..بعد أثنا عشر شهرا ً بالتمام والكمال سيحتفل العالم معنا بذكري رحلة الموكب الذهبي لملوك وملكات مصر القديمة..من المتحف المصري بالتحرير وسط العاصمة متجها ً صوب المتحف المصري للحضارات بمدينة الفسطاط بحي مصر القديمة جنوب القاهرة.

 مرورا ًبسور مجري العيون تستمر الرحلة الملكية..ذلك السور والآثر التاريخي الذي تم ترميمة وصيانته بالشكل الذي يليق به كما تم تطوير المنطقة المحيطة به..ثمانية عشر ملكًا أشهرهم رمسيس الثاني وتحتمس الثالث وأربعة ملكات أشهرهن حتشبسوت..ملوك وملكات مصر القدامي مصحوبين بسبعة عشر تابوت سيزينون متحف الحضارات من الآن فصاعدا ً..بعد رحلتهم الأولي من خبيئة الدير البحري وخبيئة وادي الملوك إلي المتحف المصري بالتحرير.

أكثر من ثمانية عشر محطة تلفزيونية وعشرات الصحف العالمية بالإضافة إلي عشرات المحطات والصحف المحلية ستنقل وتتابع  الحدث العالمي لحظة بلحظة..وسط متابعة وإهتمام محلي ودولي شعبي ورسمي..منظمات دولية وعلي رأسها منظمة اليونيسكو ومنظمة السياحة العالمية شديدة الأهتمام بالموكب والحدث العالمي..قصص..طقوس حكايات تحكيها كل واحدة من هذه الموميات.


لحظات تاريخية تعيشها القاهرة ويتابعها معنا كل العالم اليوم..مايقرب من خمسون دقيقة هي مدة العرض الذهبي..تبدأ بخروج الموكب من المتحف المصري بالتحرير حتي الوصول إلي متحف الحضارات وإستقرار الملوك والملكات في مقامهم الجديد..الموكب أيضًا فرصة جيدة لمتابعة التطورات التي حدثت في أشهر ميادين مصر"التحرير" بمسلته العريقة وكباشه الأربعة.. كذلك ماحدث حول سور مجري العيون من إعادة تأهيل لهذه المنطقة بعمقها التاريخي والأثري للحفاظ عليها وإعادتها كأحد المقاصد السياحية الهامة داخل مدينة القاهرة..بحيرة عين الصيرة في محيط متحف الحضارة كذلك من الأماكن الهامة التي كان لها نصيب في التأهيل والتطوير ومنظرها الخلاب بجمالها الحضاري الرائع..بعد أن كانت مقلبًا للقمامة ومرتع للحيوانات الضالة والحشرات الضارة.

مكاسب متنوعة ستجنيها مصر من هذا الحدث العالمي..أول هذه المكاسب هي المتابعة من كل شعوب العالم للرحلة الملكية ومايصاحب ذلك من دعاية مجانية حول مصر بتاريخها الحضاري الطويل وآثارها التاريخية ومدي إنعكاس ذلك علي أرقام ومدخولات السياحة العالمية والعربية إلي مصر.

ثانيا ً العالم كله سيشاهد ويشهد علي الأمن والأمان والأستقرار التي يعيشها الشارع المصري..الذي يقف خلف قيادته السياسية ويدعمها بكل ماأوتي من قوة..أما ثالثا ًفالحدث فرصة مواتية ليري العالم بنفسة التطورات التي تحدث في مصر يومًا بعد يوم من طرق وكباري ومحاور وبنية تحتية وشوارع حضارية.

أيضا ً لاننسي أن نجاح مصر في هذه التجربة بتقنيتها الحديثة"الفقاعة الصحية"ذلك الإبتكار المصري الخالص ماهو إلا خطوة من خطوات تالية هدفها إعادة التنسيق والعرض الحضاري لأثار مصر المتنوعة ٠٠بشكل يمكنها من الحفاظ والإستفادة بشكل حقيقي من إرثها الثقافي والتاريخي والإنساني الطويل.

عشرات من النجاحات الأثرية ستلقي هذه الرحلة الذهبية الضوء عليها..ضمن هذه الأهداف القومية سعي الدولة لتحويل القاهرة القديمة كلها إلي متحف عالمي مفتوح..أشهر معدودة وموعد الإفتتاح العالمي لأكبر متحف أثري في العالم..المتحف المصري الكبير فوق هضبة الأهرام..مائة وسبعة عشر فدان هي مساحة المتحف المصري الكبير.

أكثر من مائة ألف قطعة أثرية ..تمثال الملك رمسيس الثاني يزين البهو العظيم هناك وقريبا ً سيتم نقل القناع الذهبي للملك الذهبي توت عنخ آمون وكذلك التابوت الخاص به..الملك الذهبي وكل مايتعلق بة سيزين المتحف المصري العالمي الكبير في منطقة الرماية..جهود كبيرة تبذلها الدولة لإعادة رسم خريطة مصر الأثرية والسياحية للإستفادة من إمكانياتها الهائلة والتي لم تستغل بشكل حقيقي حتي الآن..مصر دائما نبض العالم..القاهرة دائمًا محور الأحداث الضخمة.