نيران لا تطفئها المياه.. كواليس حرب السفن الخفية بين إيران وإسرائيل

أخبارها تنكشف متأخرة في أغلب الأحيان كونها لا تدور على الأرض أو أمام الأعين، إنها حرب السفن الخفية بين إيران وإسرائيل، وفي البحار المفتوحة لا يكون هنالك الكثير من المراقبين، ولذا فما إن تتكشف إحدى حوادثها حتى تكون هناك أخرى لا يعلم بها أحد سوى بعد أيام أو أسابيع.

مساء الثلاثاء الماضي، تواترت الأنباء عن تعرض السفينة الإيرانية "سافيز" لهجوم بلغم بحري لاصق في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، وفيما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية إن السفينة "سافيز" كانت في البحر الأحمر لدعم القوات الخاصة الإيرانية المرافقة للسفن التجارية، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها سفينة تجسس تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وفي 25 مارس الماضي تعرضت سفينة شحن إسرائيلية لهجوم صاروخي في بحر العرب بينما كانت تبحر في طريقها من تنزانيا إلى الهند، وأشارت أصابع الاتهام الإسرائيلية إلى ضلوع إيران في الهجوم، وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن السفينة مملوكة لشركة (إكس.تي مانجمنت) ومقرها ميناء حيفا، فيما اعتبرت مصادر عسكرية في تل أبيب الهجوم «فتح جبهة بحرية»، محذرة طهران من العواقب.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قد كشفت الشهر الماضي، أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، يعتقد أنها كانت تنقل نفطا إيرانيا، وذلك خوفا من أن تمول من أرباح النفط الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط، وهو ما وصف بـ«حرب ظل» بين تل أبيب وطهران بضوء أخضر أمريكي.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، ذكر المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل أن إسرائيل استهدفت ناقلات نفط إيرانية في عدة مواقع، من البحر الأحمر جنوباً حتى الساحل السوري شمالاً، إلا أن الطرفين تكتما على الموضوع.

وأضاف عاموس هرئيل أن عمليات الاستهداف تلك تمت من خلال عمليات هادئة، عبر تخريب وتفجير نقاط حيوية لتشغيل السفن، ومن دون أن يرافقها انفجار أو إطلاق صاروخ.

وأشار هرئيل إلى أن المخابرات الإسرائيلية والغربية كشفت منذ سنتين ونصف السنة سبل وعمليات ومسارات تهريب إيران للنفط عبر ناقلات كبيرة تنطلق من موانئ في جنوب إيران. وأضاف أن الاستخبارات تعتقد أن تلك السفن كما غيرها استخدمت أيضاً لمواصلة تمويل حزب الله.

وحذر تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية من تصاعد التوتر في المنطقة بسبب "حرب السفن" المتزايدة بين إسرائيل وإيران، والتي وصفها مراقبون بأنها صراع غير مباشر، اتساع نطاقه قد لا يخدم مصلحة البلدين.

ويرى المحلل السياسي نادر الغول أن "حرب السفن" الجارية بين البلدين هي "مواجهة غير مباشرة خارج الحدود الدولية للبلدين".

وفي حديثه لموقع "الحرة" الأمريكي، استبعد الغول تطور الوضع الحالي بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة مفتوحة "لأنها لا تخدم مصالح البلدين، وهناك تواصل أمريكي إسرائيلي بخصوص الملف النووي لإيران يمثل ضمانة بالنسبة لإسرائيل".