EN 
صناعة " الألباستر " من المهن التى توارثها الحرفيون جيلا بعد جيل بمنطقة القرنة الأثرية بغرب الأقصر عن أجدادهم الفراعنة، فهي مهنة فن النحت والتى منذ النظرة الاولى لا تستطيع أن تفرقها عن نظيرتها الفرعونية، أصبحت مهددة بالاندثار نتيجة انخفاض معدلات السياحة فى الفترة الأخيرة وذلك عقب جائحة فيروس كورونا " كوفيد – 19".
يقول محمود صبري أحد العاملين بمصانع الألباستر بالقرنة إن بعد انتشار فيروس كورونا فى العالم تسبب فى خسائر كبيرة فى القطاع السياحي ومنها أسواق بيع وصناعة الالباستر ، أيضا هناك انتشار للمنتجات الصينية والتى تباع بثمن زهيد كل هذه العوامل أدت الى عزوف بعض صانعي الالباستر عن الاستمرار بالمهنة والبحث عن مهنة اخرى فالمهنة لم تعد تحقق الأرباح التي كانوا يجنونها بالماضي .
وأشار إلى أنه لا يوجد أي مكان فى مصر يقوم بصناعة " الألباستر " إلا فى منطقة القرنة غرب الأقصر حيث يوجد بالمدينة أكثر من 250 مصنعا تقوم بصناعة أجمل التحف المنحوتة والتى تحاكى القطع الأثرية والتى تصنع من حجر الالباستر الذى ينتشر بجبال الأقصر بألوانها المتميزة " الأبيض والأخضر والبني".
وأوضح أن من أكثر الجنسيات السياحية التى تنجذب لشراء هذه الصناعة الإسبان والإيطاليون والفرنسيون فجميعهم يعشقون أشكال القطع الأثرية المقلدة " الالباستر " مثل تمثال الملكة " نفرتيتي " وقناع الملك " توت عنخ آمون وتمثال الملك رمسيس الثالث ثم يليهم شراء الجعران والمراكب الشراعية المنحوتة وفازات الالباستر الشفافة.
وتابع حديثه قائلا : إن أسعار تحف الالباستر تبدأ من 50 جنيها على حسب الحجم والشكل وتصل لآلاف الجنيهات بحسب الفن والحرفة المميزة المستخدمة في صناعتها ومن اشهر العاملين فى هذا المجال وفنه لاتفرق بينه وبين الحقيقة هو الحاج " سيد المطعنى " والذى تعمل فن الالباستر وهو صغير فى منزل " هوارد كارتر " مكتشف مقبرة الملك الصغير " توت عنخ آمون ".
الفراعنة قاموا باستخدام حجر الالباستر وذلك فى صناعة الأوانى التى تقدم فيها المشروبات قربانا، وكان اول من استخدم حجر الالباستر وفن النحت فى الحضارة الفرعونية مهندس " الملك خوفو " وذلك أثناء تصميم وبناء الهرم وبالتحديد حجرة دفن الملك وتم تم استخدام قطع أحجار ضخمة من الالباستر وكانت بمثابة أجمل لوحة فنية داخل حجرات الهرم.
