الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اسمه هناك ومرقده.. من هو الشيخ جراح عنوان انتفاضة أهالي القدس

حي الشيخ جراح بالقدس
حي الشيخ جراح بالقدس

الاسم عربي والحي عربي، في قلب القدس ينتفض أهلها ذودًا عن الاسم والحي والهوية، ويدفعون الثمن راضين كما كان الأمر دومًا.

لاثني عشر يومًا لا يبرح أهالي القدس شوارع حي الشيخ جراح، يراوغون فيها شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المسلحين، ويستبسلون بوجه صنوف القمع المتدرجة من قنابل الغاز إلى الرصاص المطاطي إلى الرصاص الحي إلى المطاردة والاعتقال.

وتدور المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي على خلفية دعوى قانونية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية تواجه خطر الإخلاء من منازلها المقامة على أراض يطالب بها مستوطنون، بحسب وكالة "رويترز".

أما الحي، فسُمي باسم الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، الملقب بالشيخ جراح، أحد ولاة السلطان صلاح الدين الأيوبي وطبيبه الخاص، وجثمانه مدفون في ضريح الزاوية الجراحية الكائنة بنفس الحي.

وتوفي الشيخ جراح في القدس بالعام الهجري 598، الموافق عام 1202 الميلادي، ودُفن بالجهة الجنوبية من طريق نابلس، وهي جهة الشمال من القدس القديمة، وبُنيت زاوية فوق قبره، ثم بُني مسجد الشيخ جراح فوق الزاوية عام 1895.

وذكر الشاعر والرحالة الدمشقي عبد الغني النابلسي في كتابه "الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" أن الزاوية الجراحية في القدس تضم مع الضريح مسجدًا كتب عليه بالخط النسخي «هذا قبر الأمير حسام الدين الحسين بن عيسى الجرَّاحي رحمه الله ورحم من ترحم عليه، توفيّ إلى رحمة الله تعالى في صفر سنة 598».

ويقع حي الشيخ جراح خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير، وتضم المنطقة العديد من المنازل والمباني السكنية الفلسطينية بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والقنصليات.

ووفقًا لبيانات السلطات الصحية الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، تجاوز عدد مصابي المواجهات مع الاحتلال في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح 200 شخص، بخلاف عشرات المحتجين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويشهد الحي منذ أكثر من عشرة أيام احتجاجات يقودها أهالي الحي ونشطاء ضد أوامر إخلاء منازل السكان الفلسطينيين لصالح الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية.

وبحسب إذاعة "بي بي سي" البريطانية، يقول سكان الحي المقدسي إنهم يعيشون في هذه المنازل منذ خمسينيات القرن الماضي، في حين يزعم المستوطنون اليهود أنهم اشتروا الأراضي، بشكل قانوني، من جمعيتين يهوديتين اشترتا الأرض منذ أكثر من 100 عام.

ويضع مستوطنون يهود أيديهم على منازل في الحي استناداً إلى أحكام قضائية بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت خلال حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.

وكان الأردن  قد أقام في حي الشيخ جراح مساكن لإيواء الفلسطينيين الذين هُجِروا عام 1948 ولديه عقود إيجار تثبت ذلك، وبحسب وثائق نشرتها وزارة الخارجية الأردنية، فإن الوثائق تخص 28 عائلة في حي الشيخ جراح هُجِرت بسبب حرب عام 1948.

وفي عام 1972 زعمت لجنة اليهود السفارديم ولجنة اليهود الأشكناز أنهما اشترتا الأرض التي أقيمت عليها المنازل عام 1885. وطلبت اللجنتان من محكمة إسرائيلية إخلاء 4 عائلات من منازلها في الحي بداعي "الاعتداء على أملاك الغير دون وجه حق"، بحسب الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس.

وكان المشرعون الإسرائيليون قد سنوا عام 1970 قانون الشؤون القانونية والإدارية في إسرائيل، والذي نص على أن اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم في القدس الشرقية عام 1948 يمكنهم استردادها.

وتقول حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إنه منذ مطلع عام 2020 سمحت المحاكم الإسرائيلية بإجلاء 36 عائلة فلسطينية من منازلهم، وتضم تلك العائلات نحو 165 فرداً وعشرات منهم من الأطفال، في أحياء بطن الهوى وسلوان والشيخ جراح لصالح المستوطنين.