عرض في حلقة اليوم من مسلسل الاختيار ٢ رد قوات الجيش والشرطة على معركة الواحات البحرية كانت أسرت الجماعة الإرهابية النقيب محمد الحايس معاون مباحث أكتوبر مصابا عقب الاشتباكات وكانوا يرغبون في العبور به إلى ليبيا إلا أن قوات الأمن نجحت في تحريره عقب ١١ يوما من البحث والمطاردات.
كشفت مصادر أمنية أنه منذ اختفاء النقيب محمد الحايس في تلك العملية بدأ تنفيذ الخطة الامنية التي وضعتها قيادات وزارة الداخلية تحت إشراف ومتابعة القيادة السياسية للبلاد في سبيل الكشف عن مصير الضابط واعادته سواء حيا او شهيدا حتي توصلت اجهزة البحث وأجهزة فنية عالية المستوي إلى بداية الخيط للكشف عن مصير الحايس حيث تم تتبع هاتفين محمولين كانا بحوزة النقيب محمد الحايس ونجحت الاجهزة المختصة في تحديد النطاق الجغرافي لهما تبين ان احدهما بالواحات والاخر بنطاق محافظة الفيوم وتم تحديد مكانهما علي بعد حوالي 30 كيلو من موقع الاشتباكات وبدات منطقة البحث في نطاق تلك المنطقة ومحيطها.
بعد حوالي 24 ساعة تم إغلاق الهاتفين تماما فتم التخطيط والاستعانة بعدد من البدو لإجراء عمليات التمشيط وتتبع خط سير الجماعة الارهابية ونفذت قوات الداخلية بكافة قطاعاتها من الامن الوطني والأمن العام والعمليات الخاصة ومباحث الجيزة والفيوم والمنيا والوادي الجديد عمليات تمشيط مستمرة لنقاط المنطقة الصحراوية .
واضافت المصادر الي ان المعلومات التي جمعتها ورصدتها وزارة الداخلية مستعينة بالأقمار الصناعية ومن خلال تتبع خطوط سير الجماعات الارهابية توصلت الي مكان اختفاء الجماعات وبرفقتهم الضابط، تعاملت الاجهزة الامنية مع المعلومة بسرية تامة لقيمتها وثمناتها وحرصا علي حياة الضابط حيث تبين ان مجموعة الارهابيين الهاربين من عملية الواحات اختبئوا وسط الدروب والكهوف الجبلية المرتفعة عن الأرض وكانوا ينقلون الحايس برفقتهم للوصول الي الاراضي الليبية لتسليمه لمعسكرات الارهابي هشام عشماوي .
واشار المصدر الي انه نظرا لكثرة عمليات التمشيط من قبل قوات الجيش والشرطة والمستمرة علي مدار الساعة كان يتنقل الارهابيون ليلا علي مجموعات متفرقة في سبيل الوصول من منطقة الكيلو 135 التي شهدت الاشتباكات الي الحدود الليبية والتسلل اليها للتوجه الي مدينة درنة وانهم كانوا يتعمدون التنقل في الليل تجنبا لعمليات التمشيط التي قد تعثر عليهم والتزموا بالتنقل داخل الدورب الجبلية دون الخروج الي ارض الصحراء خشية رصدهم واستهدافهم بالطائرات ، واستطرد المصدر ان المكان الذي تم تحرير الضابط الحايس منه يقع علي بعد 100 كيلو متر من منطقة الاشتباكات التي اخذه الارهابيون منها عندما وجدوه حيا بعد استشهاد المقدم محمد حبشي ضابط الامن الوطني بجواره .
تلك المسافة قطعها الارهابيون علي مدار ايام متقطعة حيث كانوا يسيرون لفترة ثم يستقرون في منطقة بعيدة عن مرمي عمليات الامن وانهم كانوا سيصلون الي الحدود الليبية في فترة اقل من 11 يوما لولا عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش والشرطة ويضيقون الخناق علي تحركاتهم فيتمركزون بالكهوف الجبلية لعدة ايام مستعينين بادوات الاعاشة والاطعمة التي بحوزتهم حتي التحرك التالي .
وقالت المصادر إلى أنه فور الوصول إلى المعلومة بمكان وجود الحايس والجماعة الإرهابية تم تسليم تلك المعلومات إلى قوات إنفاذ القانون بصحراء الواحات ووضعت قوات الجيش الخطة الأمنية بالاشتراك مع رجال العمليات الخاصة واعتمدت الخطة على تنفيذ عنصر المفاجأة للإرهابيين والارباك لعدم التمكن مع الرد كما تضمنت الخطة الهجوم الجوي والبري في ذات التوقيت فوصلت طائرات الاباتشي في الوقت المحدد للعملية الساعة الثالثة عصرا وتزامنت مع وصولها قوات الصاعقة و 777 من ناحية البر وتم شن الهجوم في ذات اللحظة بإنزال قوات من الطائرات والتي فاجئت 8 عناصر ارهابية يتولون حراسة الكهف المخفي به النقيب الحايس وتم تصفيتهم جميعا ودخل عدد من أفراد القوة الي الكهف وعثر علي الحايس مقيدا فيما تولى باقي أفراد القوة عمليات التعامل مع العناصر الأخرى المسلحة التي هربت داخل الصحراء وطاردتها الطائرات ومدرعات الشرطة والجيش .
وخلال 7 دقائق كان الحايس بين أيدي القوات وتجري عملية تأمينه بشكل كامل ومع حالة الإعياء التي كان عليها الحايس تم الاستعانة بسيارة إسعاف من احدي شركات البترول القريبة من موقع العثور عليه لنقله بها ولعدم استطاعته على تحمل النقل بالطائرة والضغط الجوي فتم إيصاله إلى القاعدة الجوية بالواحات بواسطة سيارة الإسعاف وتم تقديم الاسعافات الاولية له ليتمكن من تحمل الرحلة الي القاهرة ثم تم نقله إلى طائرة حملته الي مطار الماظة ومنه مباشرة إلى مستشفى الجلاء العسكري .
وأشارت المصادر إلى أن العمليات بالواحات البحرية ومطاردة الإرهابيين استمرت لعدة ساعات بعد إجلاء الحايس وتم قتل عدد كبير من الارهابيين منفذي هجوم الواحات.